بغرض تعديل القرار “1701” وإقامة منطقة عسكرية عازلة في جنوب لبنان، قاد برنار إيمييه، مدير المخابرات الفرنسية، وفدًا إلى بيروت، إذ تأتي هذه الخطوة في إطار جهود باريس لفرض ضغط إضافي على القادة اللبنانيين، بهدف تنفيذ مخطط إسرائيلي يحظى بتأييد العديد من الدول الغربية، يستهدف إنهاء تأثير “حزب الله” في المنطقة.

وصول مدير المخابرات الفرنسية إلى لبنان، برنار إيمييه، يأتي بعد أيام قليلة من زيارة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، الذي تحدّث مع عدة مسؤولين لبنانيين، حيث ناقش ضرورة إنشاء منطقة عازلة في جنوب البلاد، ودعا إلى الضغط على “حزب الله” للتزام بتنفيذ القرار “1701”، وليس فقط لضبط القواعد كما كانت قبل اندلاع النزاعات بين الجماعة اللبنانية وإسرائيل.

“حزب الله” يفاوض؟!

اليوم الأربعاء، يتّجه وفد فرنسا الذي يترأسه برنار إيمييه، إلى إسرائيل لبحث إمكانية التوصل إلى هدنة مع “حزب الله”، بهدف وقف التصعيد الصاروخي وتجنّب التصعيد إلى حرب شاملة.

فرقة الرضوان أولى الضحايا.. فتح باب التسوية بين حزب الله وتل أبيب (3)
أفراد من قوات الباسيج شبه العسكرية يراقبون منطقة في 30 نوفمبر 2023. (تصوير مرتضى نيكوبازل / نور فوتو)

بحسب صحيفة “الشرق الأوسط”، يشير مصدر في تل أبيب إلى أن الوفد الفرنسي ذهب إلى إسرائيل بموافقة الطرفين وتأييد الحكومة اللبنانية، فيما تشترط تل أبيب أن يُعلن “حزب الله” بشكل رسمي وعلني قبوله للهدنة، ويجب تنفيذها في وقت قريب بعد مفاوضات قصيرة.

إسرائيل تسعى لتحقيق هدنة لمنع التهديد من الشمال وتمنع نشوب حرب مع “حزب الله”، والهدف هو ترتيب الأمور قبل أن تُلقي الحروب في غزة بظلالها، لتمكين تل أبيب من التركيز على التحديات الفلسطينية.

وصول الوفد الفرنسي، جاء بعد مفاوضات أولية جرت بوساطة فرنسية بين إسرائيل و”حزب الله”، حيث تطالب إسرائيل بنقل الحزب خلف نهر الليطاني، لكن “حزب الله” يرفض ذلك بشكل قاطع، ولكنه طلب ألا تتدخل إسرائيل في قواته داخل لبنان وأن تشمل الهدنة قواته في سوريا.

المحادثات الأولية بالنسبة للفرنسيين تظهر تفاؤلًا للمضي قُدماً في المفاوضات، حيث يُشير الفرنسيون إلى إمكانية قبول “حزب الله” لحزام أمني، بشرط أن لا يتجاوز الليطاني، كما يُظهر التفاؤل بجاهزية إسرائيل للسماح بانسحاب “حزب الله” إلى مسافة أقصر من الليطاني.

يرافق هذه الهدنة خطة دعم اقتصادي للبنان، وتسوية قضايا معلّقة، مثل انتخاب رئيس جديد وتعيين قائد للجيش اللبناني، كما تُموّل هذه الخطة بأموال عربية وغربية، حيث تعتزم الولايات المتحدة ودول عربية دعمها.

حزام أمني يُبعد “قوات رضوان”

وفقًا لتقارير صحيفة “الأخبار” اللبنانية، كان مدير المخابرات الفرنسية وصل إلى لبنان حاملاً رسالة مهمة، حيث تشير الصحيفة إلى أن إسرائيل تراهن على فرنسا لتكثيف الضغوط على بيروت بهدف إنهاء وجود فرقة “الرضوان” التابعة لـ “حزب الله” على الحدود. 

فرقة الرضوان أولى الضحايا.. فتح باب التسوية بين حزب الله وتل أبيب (2)
يقف أفراد عسكريون من الحرس الثوري الإيراني أمام لافتة تحمل صورة قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، (تصوير مرتضى نيكوبازل /غيتي)

يُشار إلى أن لودريان قد هدد خلال زيارته الأخيرة بتنفيذ القرار 1701 بالقوة، سواء عبر تعديله في مجلس الأمن أو اللجوء إلى الفصل السابع لفرضه، وذلك بالإضافة إلى إقامة منطقة عازلة على عمق 30 كيلومترًا.

وأفادت الصحيفة، بأن “الفرنسيين لم يكشفوا عن خطة محددة تتعلق بنطاق انتشار حزب الله جنوب الليطاني”. وعلى الرغم من ذلك، قدموا مجموعة من المقترحات، من بينها إبعاد فرقة “الرضوان” عن أي قوات أخرى تابعة للحزب، ونقلها بعيدًا عن الحدود الجنوبية، بالإضافة إلى الاستعداد لوجود قوات أخرى ذات مهمة دفاعية في جنوب لبنان.

قيادة “حزب الله” مستعدة للرضوخ لهذه الشروط خصوصا مع أخذها فيتو بعدم استهداف قواتها في سوريا أيضا.

المحلل السياسي، محمد عبيد، لـ”الحل نت”

ويعتقد عبيد في حديثه لـ”الحل نت”، أن خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في التعامل مع “حماس” بهجوم عسكري قوي جاءت بثمارها، إذا كان الهدف هو إيصال رسالة إلى النظام الإيراني ووكلائه، وجلوس “حزب الله” وحتى قبوله سماع الشروط، هي إشارة إلى أن حسن نصرالله التقط رسالة نتنياهو.

منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية تبادلًا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله” وفصائل فلسطينية، وأدى ذلك إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، حيث تجاوزت حصيلة الخسائر في صفوف “حزب الله” أكثر من 100 قتيل، وهو رقم مرتفع نسبيًا مقارنةً بحجم العمليات المحدودة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات