إيران لم تكف يوماً عن استغلال واستخدام التنظيمات الإرهابية والمتطرفة في خدمة مشاريعها وأجنداتها العدائية، سواء في المنطقة بشكل خاص أو في العالم بشكل عام، فقد ورد ذكر ذلك في العديد من التقارير الدولية، بما فيها التقارير الأميركية السنوية، حول جهود الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب عبر الدول، وهو ما يكشف عن مدى تعاون طهران مع التنظيمات الإسلاموية، وخاصة التنظيمين الإرهابيين “القاعدة” و”داعش”. لكن المثير للدهشة هنا، هو إيواء طهران لكبار قادة تنظيم “القاعدة” على أراضيها، ولا شك أن ذلك يأتي بدافع نفعي ومصالحي متبادل بين الطرفين وإن كانت إيران هي المستفيدة الأكبر.

وفي هذا التقرير سوف نتطرق إلى تواجد أبرز قادة تنظيم “القاعدة” وعائلاتهم في إيران، وأهداف الأخيرة من إيوائهم، وهل يعتبر ذلك إحدى أدوات الضغط التكتيكي والانتهازي التي تستخدمها إيران عادة في مفاوضاتها مع الغرب، وما إذا كانت ثمة أهداف إضافية أخرى في هذا السياق.

القاعدة وإيران.. 30 عاما من التعاون

في كانون الثاني/يناير عام 2021، قال وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو، إن إيران هي “المركز الرئيسي الجديد” لتنظيم “القاعدة”، مشيراً إلى أن إيران و”القاعدة”، بعد 30 عاماً من التعاون، رفعتا علاقتهما إلى مستوى جديد في السنوات الأخيرة، وفق تقرير لقناة “العربية”.

وفي عام 2015، من المرجح أن طهران “قررت السماح لتنظيم القاعدة بإنشاء مقر عملياتي رئيسي جديد” على أراضيها، و”المنظمة الإرهابية تعمل حالياً تحت غطاء صلب لحماية النظام الإيراني”.

ولم تكن تصريحات بومبيو الوحيدة التي اتهمت إيران بإيواء قيادات التنظيم الإرهابي وتقديم الدعم له، لكن اتهاماته كانت من نوع مختلف تماما، خاصة أن كلامه كان في الواقع مبني على بعض الحقائق بأن هناك تطوراً ما حدث في عام 2015 في العلاقات بين “القاعدة” وإيران، وقد أكد ذلك العديد من المحللين والباحثين، ومن بينهم الباحث كول بونزيل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في معهد هوفر بجامعة ستانفورد ورئيس تحرير مدونة “جهاديكا” المناهضة لـ”الحركة الجهادية العالمية”، عندما قال في تحليل لصالح مجلة “فورين أفيرز” الأميركية، إن “إيران وتنظيم القاعدة شركاء في الإرهاب والكراهية”.

وفي الواقع، في ذلك الوقت، كانت إيران تحتجز بالفعل بعض قادة التنظيم الإرهابي على أراضيها. ومن خلال تبادل الأسرى مع “القاعدة”، منحت إيران هؤلاء القادة حرية الحركة، مما سمح لهم بالإشراف على عمليات تنظيم “القاعدة” بسهولة أكبر من أي وقت مضى.

ووفقاً لتقرير لجنة 11 سبتمبر (اللجنة الوطنية للتحقيق في الهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة)، في التسعينيات، “سافر نشطاء ومدربون بارزون في تنظيم القاعدة إلى إيران لتلقي تدريب على المتفجرات”، بينما تلقى آخرون “المشورة والتدريب من حزب الله” اللبناني الموالي لطهران. 

وفي السنوات التي سبقت أحداث 11 أيلول/ سبتمبر، سافر عدد من خاطفي الطائرات من تنظيم “القاعدة” عبر الأراضي الإيرانية. وخلص التقرير إلى أن “الانقسامات السنية الشيعية” لا تشكل بالضرورة عائقاً لا يمكن التغلب عليه أمام التعاون في العمليات الإرهابية بين “القاعدة وطهران”. 

وما يدعم هذا الكلام، ما قاله مؤسس تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن في خطاب ألقاه عام 2007، عندما ذكر ما معناه، أن إيران سمحت “لتنظيم القاعدة باستخدام أراضيها كمركز تسهيل”، وبالتالي إيران هي الشريان الرئيسي للمال والأفراد”، لكنها تضع أيضاً قيوداً على قادة القاعدة الذين يعيشون هناك. 

الصراعات المحمومة مع الغرب، خلت طهران تذهب لتكتيك “بناء تحالفات” مع العديد من التنظيمات الأيديولوجية والجهادية، من أجل ممارسة أكبر قدر من الضغط التكتيكي على الغرب.

وبعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر، سعى العديد من أعضاء “القاعدة” إلى طلب اللجوء في إيران وحصلوا عليه، لكنهم تعرضوا لمستويات متفاوتة من الاحتجاز والإقامة الجبرية. 

علاقة نفعية

تتصارع إيران مع الغرب منذ سنوات، خاصة أنها تطمح إلى إقامة مشاريع إقليمية واسعة، وكذلك الهيمنة على العديد من دول العالم الثالث، خاصة في القارة الإفريقية، إضافة إلى برنامجها النووي، الأمر الذي ولّد صراعات جمّة مع الغرب، وخاصة الولايات المتحدة الأميركية.

هذه الصراعات المحمومة، جعلت طهران تذهب لتكتيك “بناء تحالفات” مع العديد من التنظيمات الأيديولوجية والجهادية، من أجل ممارسة أكبر قدر من الضغط التكتيكي على الغرب، بهدف الاستيلاء على الأوراق التي تضمن كبح معادلات التفاعل في الجغرافيا الساخنة وتوجيه الضربات الشاملة تعتمد على متغيرات الظروف الجيوسياسية وحسابات المصالح الشاملة.

ففي عام 2011، اتفقت إيران و”القاعدة” على تبادل الأسرى، والذي شهد إطلاق سراح العديد من عناصر “القاعدة” الرئيسيين، بما في ذلك حمزة نجل بن لادن، مقابل إطلاق سراح دبلوماسي إيراني تم اختطافه في باكستان في عام 2008. 

وبعد عدة سنوات، وفي عام 2015، شملت عملية تبادل الأسرى الأخرى دبلوماسياً إيرانياً اختطفه فرع تنظيم “القاعدة” في اليمن عام 2013. وتفسر عملية تبادل الأسرى الثانية سبب التأكد من تمكن قادة تنظيم “القاعدة” من العيش بحرية في إيران، وفق ما نقلته قناة “العربية” في وقتٍ سابق.

من جانبها، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية ووسائل إعلام أخرى أن تبادل الأسرى عام 2015 شمل إطلاق سراح خمسة “أعضاء بارزين” في تنظيم “القاعدة”، بينهم ثلاثة مصريين، وهم سيف العدل، وأبو محمد المصري، وأبو الخير المصري، وأردنيين هما أبو القسام وساري شهاب، مقابل الدبلوماسي الإيراني في اليمن، لكن لم تكن هذه التفاصيل هي القصة الكاملة.

أيمن الظواهري وأسامة بن لادن زعماء تنظيم “القاعدة” السابقين- “الحرة”.

وفي عام 2017، ظهرت المزيد من التفاصيل حول الصفقة في سياق صراع جهادي داخلي بسبب قرار “جبهة النصرة” (هيئة تحرير الشام حالياً)، فرع تنظيم “القاعدة” في سوريا، الانفصال عن “القاعدة” والتحول إلى جماعة مستقلة. 

ففي تشرين الأول/ أكتوبر 2017، ألقى زعيم “القاعدة” أيمن الظواهري خطابا أدان فيه “هيئة تحرير الشام” لانتهاكها قسم الولاء للتنظيم الأم ومواصلتها الصراع القومي في سوريا. 

تبع ذلك حرب كلامية مكتوبة بين القيادي الكبير في “هيئة تحرير الشام”، عبد الرحيم عطون، الذي سعى للدفاع عن قرار الجماعة بالمضي قدماً في طريقها، واثنين من كبار أعضاء تنظيم “القاعدة” في سوريا، هما سامي العريضي وأبو القسام. 

اللافت، أنه في سياق الحرب الكلامية، أشار ثلاثتهم الانتباه إلى اتفاق 2015 بين تنظيم “القاعدة” وإيران، والذي أدى إلى إطلاق سراح قادة التنظيم الإرهابي العالمي الذين أشرفوا على انفصال (جبهة النصرة) عن التنظيم الأم. 

وطبقاً لعطون، فإن تبادل الأسرى في 2015 شمل ستة من أعضاء تنظيم “القاعدة” اعتقلهم الإيرانيون، حيث تم إطلاق سراح أربعة منهم وسمح لهم بمغادرة إيران والانتقال إلى سوريا، بينما تم الإفراج عن اثنين من المعتقل الإيراني لكن مُنعوا من مغادرة البلاد. وكان الإرهابيون الأربعة الذين توجهوا إلى سوريا هم أبو الخير المصري وأبو القسام واثنان من “مرافقيهما” المجهولين. أما من تم منعهما من مغادرة إيران فهما سيف العدل وأبو محمد المصري. 

بالنسبة لأبو الخير المصري، فقد عمل إبان فترة إطلاق سراحه، نائبا رئيسيا للظواهري، الذي قتل بغارة أميركية العام الفائت. وبحسب ما ذكره عطون، في أثناء فترة غياب الظواهري، الذي ظل بمعزل عن العالم الخارجي لأكثر من عامين، شكل أبو الخير مجلسا قياديا مع سيف العدل وأبو محمد المصري، ومقرهما إيران، لتدبر واتخاذ قرارات مهمة. وعندما وصل الأمر إلى اقتراح قطع العلاقات مع تنظيم “القاعدة” من قبل الفرع السوري، انقسم المجلس، حيث وافق أبو الخير في سوريا على الخطوة بينما رفضها الرجلان في إيران. وتم قطع العلاقات بعد اعتراضات الأخيرين. 

وفي وقت لاحق، ذكرت تقارير إخبارية في 26 شباط/ فبراير 2017، أن أبو الخير المصري قُتل في غارة جوية أميركية على سيارة في قرية المسطومة بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا. وقد أكد صحة هذه التقارير، كل من القوات الأميركية وتنظيم “القاعدة”.

القادة الموجودين في إيران

في المقابل، وعندما توالت التصريحات ووصفت وجود كل من سيف العدل وأبو محمد المصري في إيران بالاعتقال “احتجاز”، انزعج أبو القسام من هذا الكلام وقال: “بعد تبادل الأسرى (سيف العدل وأبو محمد المصري) خرجا من السجن ولم يتم احتجازهما بالمعنى المفهوم ومن سياق هذه الكلمات، بل إنهما ممنوعان من السفر حتى يقضي الله برحيلهما. إنهما يتنقلان ويعيشان حياتهما الطبيعية بصرف النظر عن عدم السماح لهما بالسفر”. 

وإثباتاً آخر على وجود قادة تنظيم “القاعدة” داخل الأراضي الإيرانية، عندما قالت “نيويورك تايمز” في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، إن الرجل الثاني في تنظيم “القاعدة” أبو محمد المصري قُتِل منذ ثلاثة أشهر في طهران بإيران برصاص عملاء إسرائيليين في إيران في السابع من آب/ أغسطس من نفس العام، وقُتلت معه ابنته مريم أرملة حمزة بن لادن. بينما نفت إيران الخبر في بيان رسمي للخارجية الإيرانية، غير أنه في 12 كانون الثاني/ يناير 2021 أكد بومبيو مقتل أبو محمد المصري، ودون التطرق لتفاصيل العملية كاملة.

وكان أبو محمد المصري معروفا بالمشاركة والتخطيط للهجمات التي استهدفت السفارتين الأميركيتين في تنزانيا وكينيا عام 1998، والتي أسفرت عن مقتل 224 شخصا وإصابة 4000 آخرين.

الوزير الأميركي السابق، مايك بومبيو، في تصريحاته السابقة، قال أيضاً إنه “على عكس أفغانستان، عندما كانت (القاعدة) مختبئة في الجبال، فإن (القاعدة) اليوم تعمل تحت حماية النظام الإيراني”، ولفت إلى أن قيادة “القاعدة” تعمل حالياً بحماية الاستخبارات الإيرانية، وأعلن فرض عقوبات على قادة بارزين في هذا التنظيم العالمي، الذين ينشطون من داخل إيران.

إيران أصبحت مرتعاً لإقامة العديد من قادة “القاعدة”، وبالتالي ثمة علاقة وطيدة بينهما، خاصة وأن العديد من مساعي وأهداف الطرفين مشتركة، ولعل عداء كل منهما للولايات المتحدة.

ولم تكتف واشنطن بفرض عقوبات على قيادات التنظيم الإرهابي المقيمين في إيران، بل عرضت أيضاً مكافآت مغرية لمن يقود إليهم. والقيادي البارز سيف العدل، اسمه الحقيقي (محمد صلاح الدين زيدان)، الذي سادت تكهنات عديدة مؤخراً، بأن زعيم التنظيم الجديد هو سيف العدل، لكن لم يتم الإعلان عنه رسمياً حتى الآن، تقول تقارير غربية إنه يقيم في إيران.

فقد قال التقرير الأممي الذي تم تداوله قبل عدة أشهر حول تواجد سيف العدل في إيران، أكدته “وزارة الخارجية الأميركية” خلال شباط/ فبراير الفائت، وصرحت أن سيف العدل يقيم في إيران وصار زعيماً لـ”القاعدة” بعد مقتل الظواهري. 

وهذا يعني أن طهران أصبحت مقر إقامة الزعيم الجديد، وبالتالي ثمة علاقة وطيدة بينهما، خاصة وأن العديد من مساعي وأهداف الطرفين مشتركة، ولعل عداء كل منهما للولايات المتحدة أحد أهم تلك الأهداف.

سيف العدل تعرض واشنطن مكافأة مالية تصل إلى 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن مكان وجوده، فقد أفاد موقع “جوائز من أجل العدالة” الأميركي بأن سيف العدل قائد بارز في تنظيم “القاعدة” وعضو في مجلس قيادة “القاعدة – مجلس الشورى”، كما يرأس العدل أيضاً اللجنة العسكرية لـ”القاعدة”. 

إعلان مكافأة للمعلومات عن سيف العدل- “موقع جوائز من أجل العدالة الأميركي”

المحقق السابق في مكافحة الإرهاب بمكتب التحقيقات الفيدرالي “أف بي آي” علي صوفان، قال أيضاً من جانبه إن سيف العدل يقيم في إيران منذ عام 2002 أو 2003، حيث وُضع في البداية رهن الإقامة الجبرية، لكنه صار حراً في ما بعد بما يكفي للقيام برحلات إلى باكستان.

صوفان كتب في مقال نشر عام 2021 لمجلة “سي تي سي” الصادرة عن “مركز ويست بوينت لمكافحة الإرهاب”، أن “سيف هو أحد أكثر المقاتلين المحترفين خبرة في الحركة المتشددة العالمية، وجسده يحمل ندوب المعركة”. وأضاف أنه “عندما يتحرك، يفعل ذلك بكفاءة”.

أما أحد قادة “القاعدة” الآخر المقيم في إيران فهو محمد أباتي المعروف بـ(عبد الرحمن المغربي) ، واشنطن عرضت مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن مكان تواجده، ويقول موقع “جوائز من أجل العدالة”: “إن محمد أباتي، المعروف باسم عبد الرحمن المغربي، هو زعيم رئيسي في تنظيم القاعدة ومقره في إيران. المغربي منذ زمن طويل يعمل مديراً لمكتب (السحاب)، المكتب الإعلامي لتنظيم القاعدة، وهو صهر أيمن الظواهري، ومستشاره الرئيسي. وتشير الوثائق التي تم التقاطها خلال العملية ضد مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن (في أبوت آباد)، إلى أن نفوذ المغربي في تنظيم القاعدة كان يتنامى منذ سنوات عديدة. والمغربي  يشغل منصب القائد العام لتنظيم القاعدة في أفغانستان وباكستان منذ عام 2012″، وفق ما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط” في وقت سابق. هذا وثمة تكهنات بأن محمد أباتي مرشح أيضا لتولي قيادة تنظيم “القاعدة” بعد مقتل أيمن الظواهري.

إعلان مكافأة للمعلومات عن محمد أبارتي- “موقع جوائز من أجل العدالة الأميركي”

فيما ويوضح موقع “جوائز من أجل العدالة” أيضاً أن “عز الدين عبد العزيز خليل، ويعرف أكثر باسم ياسين السوري، هو أحد كبار ميسري تنظيم (القاعدة) ومقره إيران. ألقت السلطات الإيرانية القبض على ياسين السوري في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2011 بعد الإعلان عن مكافأة العدالة بمبلغ 10 ملايين دولار، ولكنه استأنف قيادة شبكة (القاعدة) الموجودة في إيران. كرئيس ميسر للتنظيم في إيران، وياسين السوري مسؤول عن الإشراف على جهود تنظيم (القاعدة) لنقل عملاء ذوي خبرة وقادة من باكستان إلى سوريا، وتنظيم وصيانة الطرق التي يستخدمها المجندون الجدد للسفر إلى سوريا عن طريق تركيا، والمساعدة في تحريك عناصر خارجية للتنظيم إلى الغرب”.

ويقول الموقع الأميركي: “يقوم ياسين السوري بنقل الأموال وتجنيد أشخاص من مختلف أنحاء الشرق الأوسط إلى إيران، ثم إلى باكستان، لدعم قيادة (القاعدة) العليا. تحتفظ السلطات الإيرانية بعلاقة مع السوري، وسمحت له بالعمل داخل حدود إيران منذ عام 2005. يسهل السوري حركة المجندين لتنظيم (القاعدة) من الخليج إلى باكستان وأفغانستان عن طريق إيران. وهو أيضاً شخص هام لجمع التبرعات لتنظيم (القاعدة) وجمع الأموال من الجهات المانحة وجهات جمع التبرعات في جميع أنحاء الخليج”.

إعلان مكافأة للمعلومات عن ياسين السوري- “موقع جوائز من أجل العدالة الأميركي”

ويضيف الموقع الأميركي، “يقوم السوري بنقل أموال كثيرة عن طريق إيران إلى قيادة التنظيم في أفغانستان والعراق. يعمل السوري مع الحكومة الإيرانية، ويقوم بترتيب الإفراج عن أفراد تنظيم (القاعدة) من السجون الإيرانية. وبعد أن يتم إطلاق سراح أفراد تنظيم (القاعدة) من السجون تقوم الحكومة الإيرانية بنقلهم إلى السوري الذي يقوم بتسهيل سفرهم إلى باكستان”.

يذكر أن ياسين السورية، من مواليد مدينة القامشلي/ قامشلو بسوريا، في عام 1982. ولديه العديد من الأسماء المستعارة غير ياسين السوري، وعز الدين عبد العزيز خليل، (زين العابدين).

وفي تقرير آخر حول استضافة إيران لعناصر من تنظيم “القاعدة”، أظهرت صورة نادرة لثلاثة من كبار قادة “القاعدة”، بينهم سيف العدل، أنهم كانوا متواجدين في العاصمة الإيرانية، طهران. 

وأكد مسؤولان في الاستخبارات الأميركية بشكل مستقل لمجلة “لونغ وار جورنال” المعنية بمكافحة الإرهاب، العام الفائت، صحة تلك الصورة، فضلا عن هوية الرجال الثلاثة، موضحين أنها التقطت في طهران قبل عام 2015. 

فيما أظهرت الصورة (من اليسار إلى اليمين) إلى جانب سيف العدل، أبو محمد المصري، وأبو الخير المصري، يشار إلى أنه سبق لكثير من تصنيفات الحكومة الأميركية أن حددت وجود كبار قادة “القاعدة” في إيران.

من اليسار إلى اليمين: سيف العدل وأبو محمد المصري وأبو الخير المصري- “نقلا عن العربية”

وفي السنوات الأخيرة أعلن بعض قادة “الحرس الثوري الإيراني” بشكل غير رسمي أنهم عملوا مع عناصر تنظيم “القاعدة” في حرب البوسنة (1995-1992)، ضد الجيش الأميركي.

ما هدف إيران من إيواء قادة “القاعدة”؟

ووفقاً لتقارير وزارة الخارجية الأميركية المتتابعة، فإن طهران تصر على دعمها لكبار أعضاء تنظيم “القاعدة”، ورافضة تقديم أي معلومات عن المقيمين لديها أو تقديمهم إلى العدالة، كما سمحت لعملاء “القاعدة” بتشغيل خط مرور عبر أراضيها منذ زمن بعيد، مما مكّن تلك القيادات الاستفادة من ذلك والعمل على نقل الأموال والمقاتلين إلى مساحات العمل الميداني، فضلا عن عمليات تحويل الأموال واللوجيستيات صوب جبهات القتال وحماية مناطقها وحدودها من الهجمات الإرهابية.

في ضوء ذلك، من الواضح أن إيران كانت ولا تزال تملك علاقات وخطوط تواصل وثيقة مع قاعدة “القاعدة”، ولا سيما سيف العدل، حيث تحاول طهران استخدام جميع الأوراق المتاحة للضغط على الولايات المتحدة.

ويرى خبراء في التنظيمات الإرهابية أن إيران تتحكم بشكل كبير في “القاعدة” منذ تأسيسها، وهناك اتصالات بينهما مدعومة بأدوات بين الطرفين. فهي تستخدمهم بمثابة “مخلب قط” ضد الغرب والحكومات العربية، وتستخدمهم، بشكل أو بآخر، لتنفيذ مخططاتها وأطماعها في العديد من الدول.

هذا فضلاً عن أن إيران تعرف جيداً البيت الداخلي لـ”القاعدة”، إلا أن الظواهري لم يعجبه العلاقة المباشرة بين التنظيم وطهران، خاصة رجال “الحرس الثوري الإيراني” المتفاعل مع “القاعدة”.

بينما يقول آخرون إن الهدف الأساسي من احتواء هؤلاء القادة في إيران، هو تأمين أمنهم مقابل عدم المساس أو التدخل بأمن وشؤون إيران، وهذا ما حدث ويحدث بالفعل، إذ لم يمرر التنظيم نشاطاته إلى الأراضي الإيرانية، و في نفس الوقت تستخدم طهران هذه الورقة ضد القوى الغربية.

في العموم، الاتهامات الدولية لإيران باحتضان قادة من “القاعدة” يبدو أنه صحيح على الرغم من نفي طهران، لا سيما وأن الأخيرة لها علاقات ممتدة مع الحركات الإسلامية المتطرفة الشيعية والسنية، ولطالما استخدمت وتعاونت مع ميليشيات وحركات متطرفة ومسلحة تستخدمها من أجل تحقيق ما ترنو إليه من تهديد مصالح دول المنطقة والدول الغربية عموماً.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات