بعد أن نفذت تركيا عدة هجمات جوية على مناطق في سوريا والعراق قبل يومين، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده ستعزز خلال الأشهر المقبلة القواعد العسكرية الثابتة التي أنشأتها في شمال العراق.

أردوغان أضاف أثناء اجتماع بثه التلفزيون التركي “في السنوات القليلة الماضية أنشأنا طُرُقا تمتد مئات الكيلومترات في شمال العراق لقواعدنا الثابتة. ننجز نفس الأعمال في أماكن جديدة نسيطر عليها”.

وأشار إلى أنه “بحلول الربيع، سنكون قد أكملنا البنية التحتية لقواعدنا التي أنشأناها حديثا في شمال العراق وسنجعل الإرهابيين غير قادرين على وضع أقدامهم في المنطقة”.

هجمات تركيا المستمرة

تُنفذ القوات التركية بانتظام ضربات في العراق المجاور بزعم الرد على هجمات عناصر “حزب العمال الكردستاني” (بي كي كي).

والأسبوع الماضي، سقط 12 جندياً تركياً شمالي العراق، خلال اشتباكات مع عناصر ينتمون إلى “حزب العمال الكردستاني”.

وتخوض حرباً ضدّ “حزب العمال الكردستاني” منذ حوالي أربعة عقود، وتقيم أنقرة قواعد على أراضي العراق دون تنسيق مع سلطاته التي طالما أدانت انتهاكات سيادة البلاد، دون أن تتّخذ إجراءات عملية لمواجهتها.

أطماع تركية في العراق- “إنترنت”

إزاء ذلك، شنت القوات التركية سلسلة من الهجمات على العراق ومناطق شمال شرقي سوريا، وتركزت الاستهدافات على البُنى التحتية لمناطق شمال شمال شرقي سوريا، من منشآت النفط والطاقة، إلى المراكز الحيوية، مثل المشافي ومراكز الحبوب والقمح والمعامل، وأسفر عن وقوع ضحايا مدنيين.

وتنفذ أنقرة بانتظام هجمات بطائرات مسيّرة في سوريا في المناطق التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية” لشمال وشرق سوريا، ولا تنفك في استثمار أي ظرف كان في سبيل شنّ هجمات عسكرية ضد سكان تلك المناطق من سوريا.

ويعتبر الملف الكُردي ورقة سياسية وانتهازية، يستخدمها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتحقيق مصالح وأغراض سياسية، بما في ذلك تلك المتعلقة بالاستحقاقات الانتخابية، أو لابتزاز أطراف إقليمية ودولية. ولذلك فإن العنف التركي وخطاباته السياسية المليئة بالكراهية تجاه الأكراد، والتي تقلل من حقوق المواطنة الخاصة بهم، فضلا عن عسكرة الملف الكُردي وأمننته بدلا من الانفتاح السياسي عليه، سيضع جميع الأطراف على حافة المواجهة والصِدام، الذي سيحمل معه تداعيات سلبية جمّة.

القواعد التركية بالعراق

وفق تقارير صحفية، يوجد نحو 20 من القواعد والمقرات العسكرية التركية موزعة على محافظتي أربيل ودهوك، في إطار اتفاقيتين وقعت الأولى سنة 1983 بين بين الحكومة التركية وحكومة بغداد، والثانية سنة 1995 بين أنقرة وإقليم كردستان العراق. 

غير أن الأكراد يقولون إن ثمة ما يزيد عن 27 قاعدة عسكرية بما فيها مراكز تدريب لجنود أتراك في إقليم كردستان العراق. 

وأفاد بن علي يلدرم، رئيس الوزراء التركي السابق في مؤتمر صحفي ببغداد في يونيو/حزيران 2018 ، بوجود 11 قاعدة عسكرية.

تقع كبرى القواعد التركية في منطقة كردستان العراق بمهبط الطائرات المسمى “بامرني” شمال مدينة دهوك.

كما يوجد عدد من القواعد العسكرية والمراكز الاستخباراتية التركية داخل الأراضي العراقية؛ منها قواعد باطوفة وكاني ماسي وسنكي وقاعدة مجمع بيكوفا وقاعدة وادي زاخو، وقاعدة سيري العسكرية في شيلادزي وقواعد كويكي وقمريي برواري وكوخي سبي ودريي دواتيا وجيل سرزيري، وقاعدة في ناحية زلكان قرب جبل مقلوب في بعشيقة.

ويوجد عدد من مقرات المخابرات التركية في كل من العمادية وباطوفة وزاخو ودهوك، وفق تقرير سابق لـ”الشرق الأوسط”.

وزادت تركيا من قواعدها العسكرية ومراكز تدريب جنودها في شمال العراق عام 2014 بحجة محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي، واليوم تقول إنها ستوسع دائرة قواعدها بحجة محاربة “الإرهابيين”، فيما يقول محللون ويعتقدون أن هدف تركيا هو السيطرة على المزيد من المناطق هناك، خاصة أن تواجدها في كل من باتوفان وبامرني والعمادية، يأتي بغية الهيمنة على منطقتي “حفتانين ومتينا” اللتان تعتبران مواقع استراتيجية لتنفيذ عمليات عسكرية مستقبلية ضد الأكراد.

وسبق أن قدم نواب في برلمان إقليم كردستان العراق، طلباً لإخراج القوات التركية من أراضي الإقليم. وأشاروا إلى أن القواعد والمعسكرات التركية داخل كردستان العراق انتهاك للقوانين المعمولة بها في كردستان العراق، وضد الدستور الفيدرالي العراقي والقوانين الدولية، وضد قرار برلمان كردستان العراق الصادر في 12 أيار/ مايو 2003 الذي دعا فيه قوات حفظ السلام التركية إلى الخروج وإنهاء وجودها في الإقليم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات