بعد فترة من الهدوء النسبي وغيابها عن العراق، ها هي العاصفة الترابية تخيم على العراق مجددا، لتدفع بمديرية “الدفاع المدني” إلى الاستنفار لمواجهة أي طارئ قد يحدث.

في التفاصيل، ضربت عاصفة ترابية، مساء الثلاثاء، الأجواء العراقية، فيما توقعت “هيئة الأنواء الجوية” في تصريح لصحيفة “المدى” البغدادية، موعد انتهاء العاصفة.

مدير إعلام “الأنواء الجوية”، عامر الجابري، قال للصحيفة البغدادية، إن “البلاد بدأت تأثرها بعواصف ترابية متوسطة إلى شديدة في محافظات بغداد وصلاح الدين والأنبار، ثم محافظات كركوك ونينوى وديالى وأربيل”.

وبيّن، أن يوم غد الأربعاء، ستتأثر المنطقة الوسطى وخاصة بغداد والأنبار وواسط وبابل بالعاصفة الترابية، التي تتحرك بعد ذلك باتجاه المنطقة الجنوبية في محافظات ذي قار والمثنى والبصرة.

كذلك أشار الجابري، إلى أن درجات الحرارة ستنخفض من خمسة الى ثماني درجات في هذه الأيام، وأن العاصفة الترابية ستنتهي صباح الخميس المقبل.

11 عاصفة

في هذا السياق، دخلت مراكز “الدفاع المدني” في بغداد والمحافظات، حالة الاستنفار، تحسبا لحدوث أي طارئ مع اجتياح العاصفة الترابية للبلاد، حسب بيان لمدير “إعلام الدفاع المدني”، جودت عبد الرحمن.

ما يجدر ذكره، أن العراق شهد في شهري نيسان/ أبريل وأيار/ مايو المنصرمين، 10 عواصف ترابية، كلها ضربت البلاد من خلال صحراء الأنبار غربي العراق، وذات الحال تكرر مع عاصفة اليوم وهي العاصفة 11.

وتسبّبت معظم تلك العواصف بتعطيل الحياة في العراق، ودفعت إلى تعطيل الدوام في المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية، وتعليق حركة الملاحة البحرية والملاحة لجوية في المطارات، نتيجة قلة مستوى الروية.

وشهد العراق تسجيل 122 عاصفة ترابية خلال 283 يوما في سنة واحدة. ومن المتوقع أن تسجّل البلاد في السنوات المقبلة 300 يوم مغبر في كل سنة، حسب وزارة البيئة العراقية.

وفق منظمة “حماة دجلة”، فإن التصحر واستمرار زيادة الأراضي المتصحرة والجفاف وارتفاع درجات الحرارة، وقلة التشجير مع عدم وجود حزام أخضر، هي من أهم الأسباب التي تؤدي لحدوث العواصف الرملية.

كدليل على ذلك، بلغت نسبة مساحة الغابات الطبيعية والاصطناعية 1.6 بالمئة فقط من مساحة العراق الكاملة، حسب إحصائية أعدّها “الجهاز المركزي للإحصاء”، في عام 2020.

مساحات متدهورة

الإحصائية ذاتها، أكدت أن 69 بالمئة من مساحة العراق تعد أراضي متدهورة؛ لأن 15.6 بالمئة منها هي أراضي متصحرة و53.9 بالمئة هي أراضي مهدّدة بالتصحر.

يحتاج العراق إلى 14 مليار شجرة لإحياء المناطق التي تعاني من التصحر، والحفاظ على بيئته من التغيرات المناخية، وفق وزارة الزراعة العراقية.

تهاون الحكومة مع من يحولون الأراضي الزراعية إلى مجمعات سكنية سبب آخر وراء التغير المناخي؛ إذ فقد العراق 60 بالمئة من الأراضي المزروعة والصالحة للزراعة، نتيجة التجريف والتجاوزات، حسب وزير البيئة حسن الفلاحي.

يجدر بالذكر، أن العراق يصنّف الأول عالميا بالتغيرات المناخية مما ينذر بجفاف كبير، ويعد من أكثر البلدان تضررا من ناحية شح المياه والأمن الغذائي.
 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.