بسبب التكلفة العالية للمواد العلفية، وصعوبة تأمينها، والتكاليف الباهظة لاستيرادها، فضلا عن انعكاسها على أسعار الدجاج، التي أصبحت تفوق قدرة المواطن السوري، تنوي وزارة الزراعة دراسة توفير بدائل غذائية للدواجن لخفض نفقاتها، حيث نوقشت تجربة إدخال نبات “الدخن” كعلف للدواجن في سوريا.

لجنة لإطعام الفروج

في هذا السياق، قال مدير مؤسسة الأعلاف، عبد الكريم شباط، لصحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الاثنين، إنه في الوقت الذي تم طرح إمكانية استخدام الدخن بدلا من الذرة الصفراء كعلف للدواجن، إلا أنه ما زال من الضروري الانتهاء من هذه الدراسة.

ونظرا لأن مدة زراعة الدخن تستغرق فقط ستين يوما، من الأول من حزيران/يونيو وحتى 31 تموز/يوليو، لفت شباط، إلى أنه من الممكن أن تكون تكلفة الإنتاج منخفضة، مضيفا أن الدخن ليس من المحاصيل الأساسية ولا يحتاج إلى حصة الموسم الأساسي.

وخلال الاجتماع الذي عقد أمس الأحد في الوزارة، شكّل وزير الزراعة لجنة تابعة للوزارة مؤلفة من جهات مختلفة وأعطاها مهلة شهر لمناقشة موضوع إدخال الدخن كعلف للدواجن والمزايا المحتملة لهذا المحصول. كما أشار إلى أن هذه المسألة تحتاج إلى مزيد من الدراسة، مشددا على ضرورة استكمال هذه الدراسة من الناحية الاقتصادية ومن جميع الجوانب الأخرى.

شباط، أشار إلى أن الدراسة تشير إلى أن دونما واحدا مزروع بالدخن قد يولد نحو 400 كيلوغرام، مؤكدا أنه من المواد المميزة ويقارن في مضمونه الغذائي مع الذرة الصفراء، بل إنه أفضل من الذرة في مواصفات معينة.

مدير مؤسسة الأعلاف، ذكر أن نجاح هذا الأمر يتوقف على عمل اللجنة التي شكلتها وزارة الزراعة، مضيفا أنه في حال نجاح تجربة إدخال الدخن كعلف للدواجن وظهورها بأنها عملية اقتصادية، فإن ذلك سيؤدي إلى انخفاض استيراد الذرة الصفراء وتوفير النقد الأجنبي وتوفير فرص عمل جديدة ودخل إضافي للمزارعين.

قطاع الدواجن في خطر

الاجتماع الطارئ والدراسة التي وضعتها وزارة الزراعة في اجتماعها، جاءت بعد أن تكبد مربو الدواجن في سوريا خسائر كبيرة خلال الفترة الماضية، انعكست على الأسواق، حيث وصل سعر كيلو الفروج إلى أكثر من 26 ألف ليرة سورية، ما دفع بالمربيين، للمطالبة بضرورة توحيد جهود العديد من الوزارات لإنقاذ قطاع الدواجن من الانهيار.

رئيس لجنة مربي دواجن طرطوس، شعبان محفوض، أوضح أن لجان الدواجن طالبت في اجتماع مع وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، بضرورة تأمين الذرة الصفراء للمربين، وتأمين مادة كسبة فول الصويا لكونها شبه مفقودة حاليا في السوق، إضافة لزيادة كمية الوقود للدواجن، فضلاً عن تأمين الفحم الحجري اللازم للمربين مع قرب حلول فصل الشتاء.

وحول أسباب معاناة قطاع الدواجن، أكد محفوض، في تصريحات خلال الأسبوع الماضي، أن المربيين يحصلون فقط على 10 بالمئة من حاجتهم من المازوت المدعوم، والكمية المتبقية يشترونها من السوق السوداء بأسعار مرتفعة.

وحذر محفوض، من انهيار القطاع، نتيجة خروج 80 بالمئة من المربين من عمليات الإنتاج، ما تسبب بتراجع كميات الإنتاج مؤخرا، وأضاف: “المربون أكدوا أن إنقاذ قطاع الدواجن بحاجة إلى خلية مؤلفة من وزراء عدة، مثل وزراء الزراعة، والاقتصاد، والنفط وليس باستطاعته وحده إنقاذ هذا القطاع من الانهيار“.

قفزة في الأسعار

في سياق مدى تضرر قطاع الدواجن في سوريا، قال مدير عام المؤسسة العامة للدواجن سامي أبو الدان، في وقت سابق، أنه من أكثر القطاعات تضررا خلال سنوات الماضية الثروة الحيوانية، حيث توقف 60 بالمئة من المزارع والمنشآت.

وبالإضافة إلى الظروف الاقتصادية التي تعاني منها سوريا، ذكر أبو الدان، أن ما جعل منشآت المؤسسة تواجه تحديات استثنائية، وغير مسبوقة تتمثل بارتفاع أسعار المواد العلفية المستوردة التي تتجاوز قيمتها 70 بالمئة من تكاليف الإنتاج وعدم توافر السيولة المالية اللازمة لتأمين مخزون علفي طويل الأمد، واستثمار جميع خطوط الإنتاج إضافة إلى خروج أربعة منشآت من الخدمة (حلب، الحسكة، الرقة، معرة النعمان)، كذلك يوجد صعوبات باستيراد صيصان أمات البياض من الشركات الأوروبية المتخصصة بإنتاج عروق الدواجن.

التحدي الأكبر، بحسب المسؤول الحكومي، هو موضوع التقنين الكهربائي الطويل والمتكرر مع صعوبة تأمين مادة المازوت اللازمة لتشغيل تجهيزات الحظائر فضلا عن صعوبة تأمين الأعلاف للدواجن. هذا كله مترافق مع تعثر العملية التسويقية نتيجة توقف الأسواق التصديرية، وضعف القوة الشرائية كون أسعار منتجات الدواجن مرتبطة بموضوع العرض والطلب.

ونتيجة لذلك، تجاوز الكيلوغرام من الفروج 9500 ليرة، كما ارتفع سعر كيلو شرحات الفروج من 23500 ليرة سورية إلى 26500 ليرة، حيث تم بيع كيلو الشرحات الأربعاء الماضي بـ 23.500 ليرة سورية، وفي اليوم التالي قفز سعره 3000 ليرة ليصل إلى 26500 ليرة، وهذا السعر بالجملة وليس بالمفرق وهو غير مسبوق، حيث لم تصل أسعار الشرحات إلى هذا الرقم.

وضمن سياق ارتفاع تسعيرة الأعلاف، أفاد عضو لجنة مربي الدواجن حكمت حداد، الأسبوع الماضي، أن الارتفاع في سعر الأعلاف يقارب 200-100 ليرة لكيلو العلف الواحد.

ووفق حداد، فقد وصل سعر الكيلو الواحد من الذرة الصفراء إلى 2100 ليرة سورية بعد أن توقف البيع لفترة، أما الصويا فوصل سعر الكيلو إلى 3400 ليرة بعد أن كان 3200 ليرة.

هذا ويعاني قطاع الدواجن في سوريا منذ سنوات، حيث تشير التقديرات، أن غالبية صغار المربين توقفوا عن الإنتاج. كما أن استمرار ارتفاع الأسعار في سوريا بات مصدر قلق يؤرق يوما بعد يوم غالبية السوريين، في الوقت الذي لم تعد شريحة كبيرة من المواطنين قادرة على مجاراتها، ودون أن يكون هناك أي دور حكومي حقيقي يوقف ما يجري، أو يخفف منه على الأقل.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.