المنشقون بعد التسويات.. لجبهات القتال أو إلى السجن وفي أحسن الأحوال “يترقبون مصيرهم”

المنشقون بعد التسويات.. لجبهات القتال أو إلى السجن وفي أحسن الأحوال “يترقبون مصيرهم”

سليمان مطر – ريف دمشق

يواجه المنشقون عن قوات النظام في مناطق المصالحات في #دمشق و ريفها، ظروفاً مختلفة، حيث تطوع قسمٌ منهم مع قوات النظام، واستمر القسم الآخر برفض العودة إليها، فيما تعرض آخرون منهم للاعتقال، وتم سوق قسم منهم إلى جبهات القتال المشتعلة في مناطق متفرقة من #سوريا.

الناشط محمد سليمان ذكر لموقع الحل أنّ قوات النظام ومن خلال سيطرتها على منطقة #الغوطة_الغربية في #ريف_دمشق، تعاملت مع المنشقين عنها في كل منطقة بشكل مختلف، حيث قامت بتسوية أوضاع قسم كبير منهم، ورفضت تسوية قسم آخر، إضافةً لاعتقالها العشرات بعد طلبها منهم مراجعة قطعهم العسكرية للوقوف على أوضاعهم الأمنية.

وأضاف المصدر أنّ المنشقين في منطقة #جبل_الشيخ انضموا لفصيل “فوج الحرمون” (فوج رديف لقوات النظام تم تأسيسه بعد المصالحة في المنطقة)، وتمت معاملتهم على أنّهم عناصر سابقين في المعارضة. في حين انضم معظم المنشقين من بلدتي #سعسع و #كناكر إلى “فرع الأمن العسكري 220” العامل في المنطقة، وتم رفض أوراق أكثر من 60 عنصر أرادوا الانضمام إليه، وتم إبلاغهم بضرورة مراجعة قطعهم العسكرية التي انشقوا عنها، لإحضار أوراق براءة الذمة، حيث فضّل معظمهم البقاء في مناطقهم، دون مراجعة قطعهم العسكرية “لشعورهم بالخوف من مصير مجهول”، وجازف البعض بالذهاب، ليُصار إلى اعتقال عدد كبير منهم أثناء تنقلهم بين القطع العسكرية في المحافظات المختلفة.

وفي منطقة #الغوطة_الشرقية قال الناشط محمد براء للحل إنّ نسبة كبيرة من المنشقين عن قوات النظام عادوا للخدمة معها، ومن لم يرغب بالعودة إلى الخدمة العسكرية مع النظام، اختار الخروج إلى #إدلب، “مفضلاً التهجير على العودة للقتال مع من دمر منطقته بالكامل”، حسب قوله، وذكر أنّه لم يتم تسجيل أية خروقات بخصوص المنشقين عن النظام، حيث لم تُسجل حالات اعتقال، أو اختفاء لأحدٍ منهم، إلّا أنّ المشكلة التي يواجهونها تتعلق بفرزهم إلى جبهات القتال في مناطق مختلفة من سوريا، خصوصاً في #درعا، و #اللاذقية، و #دير_الزور.

وذكر الناشط زيد الرحبي لموقع الحل أنّ وضع المنشقين في منطقة #القلمون لا يزال غامضاً، حيث تمت معاملتهم بالتسويات العادية بشكل طبيعي، مع إعطائهم وعود بعدم التعرض لهم، وبأنّ تكون خدمتهم في القطع العسكرية المحيطة بمدنهم فقط، ولن يتم إرسالهم إلى جبهات القتال، إلّا لمن يرغب بذلك، حسب ما ذكر.

وبحسب مصدر خاص رفض التصريح عن اسمه فإنّ معاملة قوات النظام للعناصر المنشقين عن النظام تختلف عن معاملة الضباط، ومعاملة الضباط التابعين للمخابرات الجوية والأفرع الأخرى أكثر تعقيداً من معاملة ضباط الجيش، حيث يتوجب على كافة الضباط المنشقين العودة إلى قطعهم، والخضوع لتحقيق مطول بفترة لا تقل عن 15يوماً، وتم تسجيل عودة أكثر من 20 ضابطاً كانوا قد انشقوا عن النظام في وقتٍ سابق وتم الإفراج عنهم، مع وضعهم تحت المراقبة، في حين رفض عشرات الضباط “تسليم رقابهم” للنظام، خوفاً من تغييبهم في سجونه، حسب قوله.

وبهذا فإنّ معاملة قوات النظام تتفاوت من منطقة إلى أخرى، ولا يوجد مقياس محدد يتم من خلاله تحديد وضع المنشقين عن النظام، ولا تزال مشكلة العودة إلى صفوف النظام بارزة خصوصاً في الريف الغربي لدمشق، حيث لا يتقبّل قسم كبير من الذين انشقوا عن النظام فكرة العودة إليه، وقتال من يشاركونهم الأفكار والتوجهات ذاتها، بالنسبة لقوات النظام، بحسب ناشطين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.