رصد (الحل) – قال الخبير الأمني العراقي هشام الهاشمي، إن البغدادي يفتقر إلى سحر القائد، وهو شديد الحياء، قليل الظهور الإعلامي، ويثق كثيراً بالعناصر العراقية، ويقسّم صلاحياته بينهم.

وأضاف «الهاشمي» أنه ليس حازماً في التعامل مع أخطاء قياداته، مشيراً إلى أن «عمليات تصفية قادة الجماعات المتطرفة، حدثت في الغالب بعيداً من ساحات المعارك الكبيرة، إذ تعتمد على معلومات استخبارية وفرق خاصة للتنفيذ».

وأكد الخبير في لقاء له مع صحيفة «الإندبندنت» النسخة العربية، أنه وحسب معلوماته أن «البغدادي ليس محاصراً في مناطق العمليات الحالية، وهو بعيد من الشرق السوري منذ أشهر».

ويعتقد «الهاشمي» الذي يعتبر أحد أهم الخبراء في شؤون الجماعات المتشددة، أن كل هذا «يفسر انعدام تأثيره خلال الأشهر الأخيرة، التي شهدت تراجعاً كبيراً في سطوة التنظيم».

وقدم الخبير خلال لقائه للصحيفة شرحاً لأسلوب زعيم «داعش» في العمل، أن «البغدادي اعتمد على صناعة ثلاثة تحولات تنظيمية صلبة تحيط به، وقريبة منه وتشاركه في العقيدة والمنهج والغاية، بعد انهيار تنظيم القاعدة في العراق في العام 2010».

وأوضح الهاشمي أن «التحول الأول يتمثل في خطة البغدادي لإعادة هيكلية التنظيم، بما يسمح بصعود الشخصيات العراقية إلى هرم القيادة».

ويتابع أما «التحول الثاني يقوم على سماح البغدادي باستخدام الضباط العراقيين من ذوي الميول البعثية، وهو نهج لم يسبقه إليه أحد، إذ اعتاد هؤلاء الضباط العمل ضد الوجود الأميركي في العراق في شكل مستقل، بعيداً من الجماعات الإسلامية»، مشيراً إلى أن «البغدادي كلف هؤلاء الضباط بمهمات قيادية».

وأضاف إلى أن التحول الثالث، «يتمثل بمنهج كسر الحدود وترك العدو البعيد، إذ اعتمد (داعش) إستراتيجية فتح الحدود بين العراق وسوريا، والقتال المباشر، متخلياً عن تكتيك تقليدي للجماعات المتشددة، يتمثل في حرب العصابات، الذي يقوم على الكر والفر».

وختم الخبير في شؤون الجماعات المتشددة، حديثه عن تلك التحولات، أن «البغدادي، استهدف بخطته هذه السيطرة على مراكز الثروات والمخازن العسكرية، والمعابر الحدودية والطرق الدولية والجسور والسدود، وإدارة أرض التمكين، وفرض البيعة على جميع المسلمين السنة في تلك الجغرافيا، وإعلان الخلافة، وفرض الأحكام الدينية المتشددة، وفتح باب الهجرة إلى أرض الخلافة».

إعداد وتحرير: معتصم الطويل