الشمال السوري: انتهاكات بأسلوب النظام على أيدي فصائل المعارضة بحق المهجرين!

الشمال السوري: انتهاكات بأسلوب النظام على أيدي فصائل المعارضة بحق المهجرين!

تقارير (الحل) – وردت في الآونة الأخيرة عدة أنباء عن حدوث انتهاكاتٍ بحق المُهجرين من #دمشق وريفها إلى الشمال السوري، حيث يواجهون أنواعاً مختلفة من المعاملة السيئة، تبدأ بالتمييز المناطقي والاعتقال التعسفي وتصل إلى مرحلة التعذيب والتشهير بطرق مشابهة للتي يستخدمها عناصر النظام.

وكما هي العادة في ظواهر مشابهة، وعندما يتم تهجير أو نزوج فئة من مكانٍ لآخر يسهل استضعافها من قبل الهيئات المتحكمة بالسلطة في المناطق الجديدة، ولذلك لم يكن هناك الكثير مما يمكن لمهجري دمشق وريفها فعله أمام ما يتعرضون له من انتهاكات استمرت منذ قدومهم إلى الشمال السوري، بعد أنّ تعرضوا للتهجير القسري من مناطقهم بعد سيطرة قوات النظام عليها.

فصائل معارضة تستنسخ أساليب النظام القمعية

ازدحمت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً بمقطع مصور يظهر فيه عناصر من المعارضة يقومون بتعذيب شابين مهجرين من الغوطة الشرقية بطريقة وحشية في #عفرين مشابهة لعمليات تعذيب نفذها عناصر النظام بحق المدنيين خلال السنوات الماضية، وذلك بعد اتهامهما بسرقة قطعة سلاح وبيعها.

كما ظهر في المقطع المصور أبو عزيز البكاري (قيادي في فرقة السلطان مراد التابعة للمعارضة) وهو يشتم الشابين بألفاظ نابية، ويتهم المهجرين من دمشق وريفها “ببيع الغوطة” والهروب إلى الشمال.

عاد البكاري بعد ذلك ليظهر في مقطع مصور آخر يعتذر فيه من أهل الغوطة على ما بدر منه من شتائم، بعد الانتقادات الشديدة التي تعرّض لها على خلفية ما قام به مع الشابين، كما أكدّ أنّه سيقوم بتسليم نفسه لقيادة فصيله لمحاكمته ومحاسبته، بحسب قوله.

ناشطون يتمسكون بسلاح الكلمة

أعرب ناشطون من الغوطة الشرقية عن غضبهم من هذه الوحشية في التعامل، حيث قال الناشط الإعلامي أنس أبو أيمن “للحل” أنّ التضامن مع الشابين ليس نابعاً من كونهما قادمين من الغوطة فقط، بل لأنّ ما تعرضوا له شبيه بما نفذه عناصر النظام مع المعتقلين لديهم، وتابع “هذه الحادثة ليست الأولى ولكن ما يميزها أنّها مصوّرة واستطاع الجميع مشاهدتها”.

في حين قال الناشط منتصر أبو زيد “للحل” أنّ أهل الغوطة حُوصروا ستة أعوام، ولم يخرجوا منها برغبتهم، فقد هُجّروا منها بعد أن تعرضوا للاستهداف بكافة الأشكال وبكل أنواع الأسلحة من قبل النظام وروسيا، كما أنّ النساء اللواتي تعرضنّ للشتائم لم يكنّ من “تجار الأنفاق” بل أمهات وزوجات لمقاتلين وشهداء، مؤكداً رفضه لمثل هذه الانتهاكات التي تمس بكرامة الثورة، حسب قوله.

أما الناشط سلام الغوطاني فقد أعرب عن أسفه لما جرى، وطالب بإلقاء القبض على “البكاري” ومحاكمته محاكمة عادلة، تكون رادعاً لمن يفكر بممارسة التصرفات التي كان عناصر النظام يقومون بها ضد الشعب السوري، ونوّه إلى أنّ هذا التصرف لا يمثل أهل الشمال السوري، بل هو تجاوز من أشخاص اؤتمنوا على السلاح وأساءوا استخدامه، حسب إفادته.

محاسبة مفقودة

أكدّ الناشط بهاء الحلبي “للحل” أنّ لب المشكلة هو انعدام العدالة، وما جرى من تسليم المعتدي للشرطة العسكرية ما هو إلّا “ضحك على الشعب”، وقد سبق لذات الفصيل أن قام بهذا الأمر، حيث أفرجوا عن قائد عسكري بعد اعتداءه على إعلامي في مدينة #عفرين.

وأشار الحلبي إلى أنّ فساد القضاء وارتباط قرارته بالفصائل العسكرية يزيد من احتمالية وقوع الانتهاكات، لأنّه اعتبر أنّ “من أمِن العقوبة أساء الأدب”، حسب قوله.

انتهاكات من نوع آخر

الصحفية ضياء الشامي تحدثت “للحل” عن أنواع أخرى من الانتهاكات يتعرض لها المهجرين في الشمال السوري، منها التمييز في التوظيف، حيث تقوم بعض المجالس المحلية في منطقة #درع_الفرات بحرمان بعض الكفاءات من التقدم للوظائف في الدوائر التابعة لها بذريعة أنّ الوظائف مخصصة لملاك المنطقة ولو أدى ذلك إلى توظيف من هو أقل كفاءة وخبرة، وقد تم رصد بعض الموظفين في المجالس المحلية والدوائر التابعة لها وهم يشغلون أكثر من منصب في نفس الوقت كما يتقاضون أكثر من مرتب شهري.

وتابعت الشامي: “تعرضت بعض عائلات المهجرين قسرياً من الغوطة الشرقية للطرد من المنازل التي تم إيواؤهم بها في عفرين وذلك من قبل فصيل تابع للمعارضة المسيطرة على المدينة، حيث أرادوا إيواء عائلات مقربة من قادته نزحت من محافظة #إدلب نتيجة القصف الأخير الذي طال المنطقة”.

تسلط انتهاكات كهذه الضوء على مشكلة حقيقية في إدارة بعض فصائل المعارضة للمناطق التي تسيطر عليها في الشمال السوري وتحولها إلى سلطة أمر واقع قادرة على ممارسة التجاوزات والانتهاكات دون وجود أي وسائل مساءلة أو محاسبة عدا أشكال الاحتجاج المختلفة التي يقوم بها أفراد المجتمع الأهلي والناشطون لرصد هذه الانتهاكات والاحتجاج عليها.

إعداد: سليمان مطر – تحرير: سارة اسماعيل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.