(الحل) – أطلقت مركبة فضائية إسرائيلية إلى القمر حاملة معها «نسخة احتياطية للحضارة» تقدر بـ 30 مليون صفحة، وفقا لما أوردته شبكة «إن بي سي نيوز».

«المكتبة القمرية» التي لا تزال في طريقها إلى الفضاء الخارجي نقلت على متن مركبة فضائية تسمى “Beresheet” أطلقتها مؤسسة آرتش ميشين “Arch Mission” الأميركية للحفاظ على سجلات الحضارة الإنسانية لمدة لا تقل عن 6 مليارات سنة.

وليس بعيداً عن «إسرائيل»، تساءل عشرات المعلقين على الخبر، إلى أين وصل العرب بعد آلاف من سنوات «الحضارة»! فقد أمضت البلدان العربية سنواتها الخمسين الماضية باضطهاد شعوبها، وقمع ثوراتهم ونهب أموالهم ومدّخراتهم.

نظرة سريعة على خارطة المنطقة تفضح حجم الخسائر الإنسانية والحضارية والبشرية التي تتعرض لها المنطقة العربية، بدءاً من الحرب على العراق في العام 2005، وصولاً إلى حرب لبنان في 2006 واجتياح غزة في الـ 2008 وليس ختاماً بقمع ثورات الربيع العربي بقوة السلاح، وامتداد الاضطرابات لتشمل سوريا ومصر واليمن والسودان والجزائر.

في العامين الماضيين فحسب، انقسم الخليج العربي إلى قسمين، قطر، وباقي دول الخليج بقيادة السعودية، وانقسمت السودان إلى قسمين، شمالي وجنوبي، واليمن قسمين، وسوريا إلى عشرات الأقسام، وإن لم تُرسم حدوداً معلنة بين مناطق النفوذ والسيطرة بين الأطراف المتصارعة.

أما من جانب «إسرائيل»، التي لم تكمل عامها الواحد والستين، فقد تصدّرت أرقام البحث العلمي والسياحة والطاقة النووية في المنطقة، بعيداً عن صراعاتها مع العرب.

وتبقى اسرائيل كيان محتل على أراضي غيره، ونظام قاتل وظالم للشعب الفلسطيني، إلا أن ذلك لا ينفي نهضتها العلمية والثقافية وتقدمها عن العرب بمختلف المجالات.

وبالعودة إلى المركبة الإسرائيلية المتوجهة إلى القمر، فقد أكدت مصادر ناسا احتواءها على مكتبة بيانات أرشيفية تبلغ سعتها 200 غيغابايت، وهي عبارة عن عشرات الآلاف من الكتب، ومحتويات ويكيبيديا باللغة الإنكليزية، وكتب مدرسية، بالإضافة إلى مكتبة مرجعية كاملة وبعض الأغاني ورسومات لأطفال، وأدوات ترجمة اللغات العالمية وإرشادات حول كيفية الوصول وفك تشفير المعلومات. إلى جانب ذلك، تحتوي المكتبة على دليل للّسانيات يحتوي على أكثر من ألف لغة بشرية.

ومن المقرر أن تدور المركبة حول الأرض أكثر من شهر بعد انطلاقها، لتصل إلى مدار حول القمر في أوائل نيسان/إبريل المقبل.

ويقول نوفا سبيفاك عن مؤسسة «آرتش ميشن» إن البشرية في حاجة إلى رفع وعيها بما يحدق بها من أخطار «وأن تفكر في كيفية الحفاظ على موروثنا الحضاري حتى نضمن مشاركته مع الناس في المستقبل».

ويفيد بيان على موقع “Arch Mission” على الإنترنت بأن “Roadster” هو المكان المثالي لوضع مكتبة «آرتش»، «بحيث يمكن ملاحظتها واسترجاعها في المستقبل البعيد».

وقد أقلعت المركبة الإسرائيلية من محطة «كيب كانافيرال الجوية» في فلوريدا في 21 شباط/ فبراير الماضي وستظل في مدار الأرض حتى تقترب من القمر، وإذا نجحت في الوصول لمبتغاها، ستسجل أول هبوط لإسرائيل على سطح القمر.

وتخطط مؤسسة «آرتش ميشين» لإرسال مكتبة أخرى إلى الفضاء خلال السنوات القادمة، بحسب القائمين على المشروع الذين يؤكدون أن الهدف من العملية هو «الحفاظ على تاريخنا، في حال ما إذا تعرضت الأرض إلى أي طارئ جراء تغير المناخ».

 

إعداد: سعاد العطار – تحرير: سامي صلاح

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.