يترافق موسم قطاف القطن في #دير_الزور بطقوس ماتزال حاضرة إلى يومنا هذا على الرغم من ظروف الحرب التي مرت بها المحافظة على مدى السنوات الخمس الأخيرة، وما سببته من مآسي وأوجاع طالت أهالي ريفها عامة، إذ يعتبر موعداً لجني ثمرة تعب شهور وعرساً ينتظرونه لما يرافقه من طقوس مميزة، أصبحت جزءاً لا يتجزأ من تراث منطقتهم.

«مديحة العليان» من قرية الطوب تحدثت لموقع «الحل نت»، قائلة «لاتزال الطقوس المرافقة لعملية جني محصول القطن كما هي من قبل، والتي غيبتها ظروف الحرب لسنوات، حيث تبدأ مع بزوغ الفجر، وعلى الرغم من التعب والجهد الكبير، إلا أنها تحمل الفرح والغناء والسعادة، والأهم الإنتاج، وكنا مثل الذين من قبلنا نحفظ الأغنية التي باتت الأشهر من بين أغاني القطن والمحاصيل بوجه عام والتي ورثناها من الذين قبلنا (حواشات القطن) ومن كلماتها: “يا حواشات القطن.. وحدة منكن نصيبي.. لقعد حارس يم الكود.. بس شوفوني حبيبي”».وعن كلمات أغنية القطن وسبب تسميتها، أوضحت العليان، بأن «هذه الأغنية أطلقها أحد متقني الشعر في المنطقة متغزلاً بحبيبته التي تذهب كل يوم إلى حقول القطن مع نساء القرية، لتنتشر وتتداول فيما بعد وأصبحت من الأغاني الشعبية الشهيرة».

وبعد أغنية “حواشات القطن” انتشرت أيضاً في تسعينيات القرن الماضي، أغنية أخرى عن القطن موازية في شهرتها للأولى، وفقاً للعليان، وهي أغنية (وردة وردة عالقطن تعالي) حيث حظيت بحب واهتمام الناس ولاقت انتشاراً واسعاً لتصبح من الأغاني المفضلة في الحفلات والأعراس أيضاً، وعن سبب تسميتها قالت بإن «شابا أحب فتاة اسمها وردة تعمل في قطف القطن مع نساء المنطقة، كتب لأجلها بعض الكلمات التي تحولت إلى أغنية شهيرة وكلماتها (وردة وردة عالقطن تعالي تااريد اشوفك باللوح الشمالي…بكرا ما أقدر نقطف عند خوالي…جتني وردة يامحلا هالجية مكثرة الحمرة والغرة مكوية” فالأغنية تتضمن حوارا بين الشاب والفتاة المذكورة، وجميع تفاصيلها مأخوذة من محصول القطن، وأصبحت من الأغاني الحاضرة التي ينشدنها النسوة أثناء جمع أي محصول»، وفق تعبيرها.

الشاويش
من جهتها قالت «صباح العبيد» وهي المسؤولة عن ورشة قطاف القطن في قريتها بقرص بأنه «في السنوات البعيدة الماضية، كانت الأجواء جميلة جداً أثناء قطاه القطن، فالمساحات المزروعة كانت كبيرة، والتوجه لعمليات القطاف كان على شكل مجموعات كبيرة أيضاً من النساء والفتيات وعلى رأسهن “الشاويش” مسؤولة المجموعة لكن ظروف الحرب قللت تلك المساحات وفرقت ظروف النزوح تلك المجموعات، إلا أنها لم تمحو من الذاكرة تلك الطقوس ومحبتنا لأرضنا، إذ باتت امتداداً للحظات جميلة عشناها في الماضي لاتزال حاضرة إلى يومنا هذا».

سباق بين العاملات
إن التنافس بين العاملات كان من أهم الطقوس، فمن تجمع الكمية الأكبر تكون هي محور الحديث بين مسؤولات المجموعات في القرية وحتى على مستوى القرى المجاورة، فالتنافس بينهن يكون على أشده يتخلله أحاديث وأغاني تتبادلها الفتيات للتخفيف من التعب وتمضية الوقت بسرعة، وفقاً للعبيد.

قطن دير الزور الأول على القطر
شارك عدد من فلاحي ديرالزور بمهرجان القطن السابع والخمسين المقام في محافظة حلب،هذا العام، حيث حصل المزارع «حسان الحميدي» على المركز الأول على مستوى القطر في القطاع الفردي، بينما حل المزارع «حمود العذاب» في المركز الرابع على مستوى القطر ضمن المستوى التعاوني.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة