في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بالحديث عن الفيروس المستجد (كوفيد 19)، وتتسابق الحكومات في إعلان الإجراءات الوقائيّة لمواجهة انتشاره، تعيش مناطق شمال غرب سوريا حياتها الطبيعيّة، منفصلة بذلك عن الواقع الذي يعيشه باقي الكوكب.


ويمارس أهالي محافظة #إدلب حياتهم العادية، وهي التي أصبحت «لا طبيعيّة» في زمن انتشار #كورونا، حيث الأسواق المزدحمة والصلاة الجماعية في المساجد، وحركة المواصلات التي لم تشهد أي تقييد في المنطقة حتى الآن، دون مراعاة أدنى التعليمات اللازمة للوقاية من انتشار “كورونا”.


«الوضع هنا كارثي» هكذا وصف الصحفي يمان خطيب المقيم في #إدلب عند سؤاله عن التزام أهالي المحافظة بالإجراءات الوقائيّة، وقال: «إدلب تعيش في منعزل عما يحصل في الكوكب، الوضع في إدلب طبيعي وهو غير طبيعي، الأسواق حركتها روتينيّة وتشهد إزدحام كما في السابق».


ويؤكد خطيب في حديثه لموقع «الحل نت» أن توقف القصف على مناطق الشمال السوري خلال الأيام القليلة الماضية، ساهم بنشر شعور الأمان لدى الأهالي، ما دفعهم للخروج إلى الأسواق والشوارع، متجاوزين بذلك هاجس القصف الذي واجهوه لسنوات عديدة.


ومن جانبه نفّذ فريق الدفاع المدني العديد من المبادرات لتعقيم المنشآت العامة والمؤسسات الخدميّة، إذ عملت مجموعاته على توزيع ملصقات على الأهالي، للتوعية بمخاطر التجمّعات وعدم الالتزام بالتعليمات الوقائيّة خلال الفترة الراهنة.


وفي مقابلة مع أحد عناصر الدفاع المدني القائمين على الحملة قال إن السبيل الوحيد لمنع انتشار الفيروس هو التزام الأهالي في المنازل، مضيفاً «غير طبيعي ما يحصل هنا، نحن والجهات الطبيّة متخوفون من انتشار الفيروس، رغم رفع العديد من المشافي والجمعيّات لجاهزيّتها».


وتتخوّف جهات طبيّة وعلى رأسها منظّمة الصحّة العالميّة من انتشار “كورونا”، حيث أعلنت المنظمة قبل أيام أن سوريا مرشحة لتكون إحدى بؤر انتشار الفيروس في الشرق الأوسط، مع اليمن وليبيا، على الرغم من عدم إعلان أي من هذه الدول عن تسجيل أعداد كبيرة من الإصابات.


وتقول الطبيبة “منى كيّال” في مقابلة مع “الحل نت” إن «مناطق الشمال هي من أكثر المناطق عرضةً لتفشي الوباء، إذ أن بيئة انتقال العدوى متوفرة نتيجة الاستهتار من قبل الأهالي والجهات المعنيّة في المنطقة».


وتؤكد الطبيبة كيّال على دور السلطات المحليّة في فرض القيود اللازمة على الأهالي للحد من التجمّعات وتقول: «يجب إغلاق الأسواق بوقت مبكّر وتقييد حركة الأهالي فيها، إغلاق المطاعم والمنتديات وصالات التجميل والمساجد أمر هام لمنع انتشار العدوى».


وتشدد الطبيبة على أن مسؤولية الإجراءات تقع على عاتق السلطات المحليّة أكثر من الأهالي، وتضيف «المواطنين في أوروبا وفي كافة دول العالم لم يلتزموا بالتعليمات الوقائية دون تدخّل السلطة، يجب على الجهات المعنيّة مساعدة الأهالي، إضافة إلى دور الجهات الطبيّة في التوجيه الطبّي والتوعوي والتركيز على تعقيم الأيدي باستمرار».


وكانت الحكومة في دمشق أعلنت الأحد الماضي اكتشاف أول إصابة لسيدة عادت من الخارج، منهيةً بذلك أسابيع من التأكيد أو إنكار ربما لوجود إصابات في البلاد. وتزامن ذلك مع تصريحات لمسؤولين و«مثقفين»، استخفّت بالوباء واستبعدت وصوله إلى سوريا، تلك التصريحات التي توّجها وزير الصحّة الذي قال قبل نحو عشرة أيّام إن «الجيش السوري طهّر سوريا الكثير من الجراثيم».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.