من المقرر أن يصل إلى دمشق، في الخامس من شهر آب/أغسطس الجاري، الرئيس الإيراني الجديد، “إبراهيم رئيسي”، كأول زيارة خارجية له بعد تسلمه مهام السلطة.

وسائل إعلام رسمية سوريّة، نقلت عن مصدر إيراني وصفته بـ «المتابع لتطور العلاقات بين سوريا وإيران» بأن رئيسي، سيلتقي الرئيس السوري “بشار الأسد” مطلع شهر أغسطس آب، ليعبر عن دعمه لسوريا.

وفي الوقت الذي لم يُعلَن عن أهداف الزيارة، وكذلك لم تصدر أية تعليقات رسمية من الجانبين الإيراني والسوري، فإن الزيارة تحمل بين طياتها أبعاداً سياسية واقتصادية، تبرز أهمها في بحث آلية مواجهة الضربات الإسرائيلية المتكررة على الأهداف الإيرانية بسوريا، لاسيما بعد إعلان روسيا تغيير موقف الصمت الذي كانت عهدته إيران طيلة 3 سنوات الماضية.

إضافة إلى ذلك، يبدو أن الجانبان سيبحثان مسألة تفعيل القنصلية الإيرانية بمدينة حلب (تم افتتاحها في شهر أيار/مايو الفائت) والعمل على اعتبارها محطة ارتكاز رئيسية للنفوذ الإيراني في الشمال السوري، وكذلك نقطة انطلاق أمنية لمراجعة وتقييم نشاط الميليشيات الإيرانية في الشمال الشرقي من سوريا.

ولا يغيب عن اللقاء المرتقب، بحث الامتيازات الاقتصادية لإيران، لاسيما فيما يتعلق بسبل تدعيم هذا النفوذ خلال مرحلة إعادة الإعمار خلال الفترة القريبة المقبلة.

ولا يبتعد عن ذلك، بحث سبل التعاون المشترك بين الجانبين في ظل استمرار مفاوضات فيينا حول إعادة تفعيل الاتفاق النووي الإيراني، وتأثيره على التواجد الإيراني في سوريا والمنطقة، وكذلك تبعاته على العلاقات البينية لدى الدول الفاعلة في الشأن السوري ودور وتأثير العلاقات الإيرانية-السورية على كل تلك العلاقات. لا سيما الدور الروسي في سوريا وموقف الأسد تجاهها وتجاه دور طهران في المرحلة المقبلة على الملف السوري، إن كان على الصعيد السياسي أو الاقتصادي.

قليلةٌ هي التصريحات التي أطلقها “رئيسي” بشأن سوريا في السنوات الماضية، لكنه في المقابل كان قد أجرى عدة زيارات لها، تركزت بمجملها على ضريح “السيدة زينب”، والذي تجعل طهران من الدفاع عنه؛ مبرراً لتدخلها الأول في سوريا.

في عام 2013 أطلق “رئيسي” تصريحات لافتة بشأن سوريا، واعتبرت بمثابة الدعم الواضح واللامحدود لأي تدخل عسكري إلى جانب حكومة دمشق.

كذلك هناك تصريحات أخرى له في أوائل عام 2019،  أثناء استقباله السفير السوري في إيران، “عدنان محمود”.

وأكد “رئيسي” في تلك الفترة: «استمرار إيران بدعم سوريا في حربها ضد الإرهاب حتى دحره من كامل الأراضي السورية والحفاظ على سيادة سوريا وتعزيز جبهة المقاومة في المنطقة».

وفي الـ 19 من شهر حزيران/يونيو الماضي، وصل “رئيسي” إلى رئاسة إيران بعد فوزه بالانتخابات بنسبة 62 بالمئة، في حين كان الأسد نجح بالوصول لولاية رئاسية جديدة في الـ 27 من أيار/مايو الماضي بنسبة 95 بالمئة.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.