ذكرى هزيمة “داعش”: كيف يمكن القضاء على بقاياه النائمة في العراق؟

ذكرى هزيمة “داعش”: كيف يمكن القضاء على بقاياه النائمة في العراق؟

مرت 4 أعوام على ذكرى هزيمة داعش في العراق، إلا أن النصر على التنظيم لم ينهه بعد. فعاد إلى الواجهة مؤخرا، والسؤال: كيف يمكن القضاء عليه كليا؟

قبل 4 سنوات، بالضبط في 9 كانون الأول/ ديسمبر 2017، أعلن رئيس الحكومة العراقية الأسبق، حيدر العبادي، النصر على “داعش”.

تصور كثير من العراقيين بأن التنظيم انتهى وأمسى من الماضي، وتحكى قصة اجتياحه للعراق في صفحات التاريخ للأجيال القادمة. لكنها 3 أعوام لا أكثر، حتى عاد التنظيم إلى الواجهة.

للقراءة أو الاستماع: بغداد تستذكر هزيمة داعش في العراق: أسقطنا أكبر مشروع “مخدوم ومدعوم”

منذ ربيع 2020، بدأت خلايا التنظيم تنفذ هجمات عديدة بين الفينة والأخرى، تتركز عند المناطق الصحراوية، والقرى النائية، والبلدات المتاخمة لحدود إقليم كردستان.

أغلب الهجمات تحدث بمحافظات ديالى وكركوك ونينوى وصلاح الدين، وتلك المحافظات تقع بالقرب من حدود إقليم كردستان. وتوقع الهجمات عشرات القتلى والجرحى من المدنيين والعسكريين.

مؤخرا، ازدادت هجمات “داعش” بشكل لافت منذ مطلع هذا الشهر، وأغلبها تستهدف قوات “البيشمركة”. فقد حصلت 4 استهدافات منذ بداية كانون الأول/ ديسمبر الجاري.

حلول إنهاء بقايا “داعش”

اليوم، وبمناسبة احتفاء الحكومة العراقية بـ ذكرى هزيمة “داعش” في العراق أو النصر عليه، حاولنا معرفة كيفية القضاء على بقايا “داعش” بشكل كلي، وإنهاء هجماتها المتكررة في المدة الأخيرة.

يقول الخبير الأمني، هاوكار الجاف، إنه من أجل القضاء على بقايا التنظيم، يجب وضع خطة محكمة ومنسقة بين بغداد وأربيل والتحالف الدولي، وتنفيذها بشكل فعلي وجدي.

يضيف الجاف لـ “الحل نت”، أن “داعش” انتهى منذ الهزيمة، غير أنه يمتلك بعض الخلايا القليلة التي تعكر صفو المواطن، لكن الحكومة غير مهتمة لتلك البقايا، فقط لأنها قليلة.

للقراءة أو الاستماع: بغداد: خطط محكمة لمنع هجمات “داعش” بالمناطق المتنازع عليها

الجاف يردف، أن الخطة يجب أن تتضمن توزيع قوات أمنية مشتركة في المناطق المتنازع عليها بين المركز والإقليم من القوات العراقية وقوات “البيشمركة”.

ويسترسل؛ لأن عدم التوزيع المشترك بتلك المناطق، يعني استمرار الثغرات والفراغات الأمنية فيها. وهو الذي يتيح لبقايا “داعش” تنفيذ هجماتها بين مدة وأخرى.

وتشهد المناطق الواقعة بين إقليم كردستان والمحافظات المتاخمة لها، وخاصة كركوك ونينوى وديالى، تنازعا بين بغداد والإقليم حول أحقيتها لكل طرف.

للقراءة أو الاستماع: “داعش” على أعتاب أربيل.. تنسيق أمني للقضاء على خطر التنظيم

هذه النقطة قبل كل شيء

ولم تحل أزمة المناطق المتنازع عليها منذ عام 2005، حيث أقرت المادة 140 من الدستور العراقي الدائم لعام 2005، على حل تلك النقطة نهاية 2007، عبر إجراء إحصاء سكاني لتلك المناطق، وإقرار أحقيتها لأي طرف، لكن شيئا من ذلك لم يحدث حتى الآن.

طيران الجيش العراقي وحده لا يكفي بحسب الجاف، بل يجب الإبقاء على قوات التحالف الدولي القتالية، لتساعد الأمن العراقي في ضرب “داعش” جوا، لا سحبها وتحويلها إلى قوات مشورة.

والبارحة، أعلن العراق بمناسبة ذكرى هزيمة “داعش”، انتهاء مهمة التحالف الدولي القتالية في العراق، وتحولها من قتالية إلى قوات مشورة ودعم لوجستي للقوات العراقية.

يكمل الجاف، وقبل كل ذلك وهو الأهم، يجب أن تتوفر الإرادة السياسية لملاحقة خلايا “دعش” والقضاء عليها كليا؛ لأن الإرادة غير متوفرة.

السبب في عدم توفر الإرادة، هو الصراع السياسي بسبب الانتخابات ونتائجها، والانشغال بكيفية تشكيل الحكومة المقبلة وتقاسم المناصب والوزارات، وهو ما يلهيها عن التظافر ضد “داعش”.

بالتالي، فإن القضاء على بقايا “داعش”، يتطلب التنسيق المشترك بين المركز والإقليم والتحالف. وعدم تحويل مهمة التحالف من قتالية إلى مشورة، وتوزيع أمني مشترك في المناطق المتنازع عليها، وتوفر الإرادة السياسية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.