تحالف المستقلين مع الصدر.. تجربة “الشيوعي” تمنعهم؟

تحالف المستقلين مع الصدر.. تجربة “الشيوعي” تمنعهم؟

يختلف مقتدى الصدر عن “الولائيين” في العراق، وذاك يجعل من المستقلين يرتاحون له قليلا، فهل يكررون تجربة “الحزب الشيوعي” بالتحالف معه؟ أم “المتغطي بالصدر عريان”؟

فاز الصدر أولا في الانتخابات العراقية المبكرة التي جرت في 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2021 بحصوله على 73 مقعدا، وجاء المستقلون ثانيا بعده بـ 43 مقعدا.

يرى الكثير من المراقبين للمشهد السياسي، أن نهج الصدر يختلف عن “الولائيين” في “تحالف الفتح”، فهو وإن كان من دعاة “الإسلام السياسي”، إلا أنه لا ينفذ أجندة طهران.

للقراءة أو الاستماع: الصدر يحذر من قتل المستقلين الفائزين في الانتخابات العراقية: لن أشترك في “خلطة العطار”!

العديد من المستقلين ينظرون ذات النظرة لزعيم “التيار الصدري”، حتى أن مجموعة منهم زارته في الحنّانة بالنجف، وأثنى عليهم الصدر، ومد يد العون لهم بمواجهة “الولائيين”.

هل يدفع الارتياح إلى الصدر الذي يريد تشكيل حكومة “أغلبية” من دون “الولائيين” بالمستقلين إلى التحالف معه كما تحالف معه “الحزب الشيوعي” في 2018 أم أن ذلك لا يحصل؟

يقول مصدر سياسي مقرب من التكتل المستقل الذي يقوده النائب الفائز والمستقل حسين عرب، إنه لا مستحيل بحصول التحالف، لكنه أمر صعب. هناك تفاهمات لكنها “خجولة”.

رؤية “التكتل المستقل”

ويضيف المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، أن المستقلين بعد اجتماعهم بالصدر شعروا بالراحة له، ورأوا فيه ملامح ما يطمحون له من دولة عراقية بعيدة عن التدخلات الخارجية.

ويشير في حديث مع “الحل نت” إلى أن البعض منهم رأى ضرورة التحالف مع الصدر لتشكيل حكومة “أغلبية” تقطع الطريق نهائيا على “الولائيين” في الاشتراك بتشكيل الحكومة المقبلة.

ويردف، لكن البعض الآخر، رأى أن الأفضل هو التأني لحين رؤية ما سيكون عليه المشهد، لحشيتهم من أن الضغوط على الصدر ستضطره لتشكيل حكومة “توافقية” مع “الولائيين”.

ولفت إلى أن هناك رؤية غير محسومة بعد لدى المستقلين، مفادها إِنْ جمعَ الصدر 100 مقعد وأصر على حكومة “أغلبية”، فإنهم قد يذهبون معه، لتسهيل خيار حكومة “الأغلبية” بدل “التوافقية”.

في السياق، يستبعد المحلل السياسي، غيث التميمي، سيناريو تحالف المستقلين مع زعيم “التيار الصدري”؛ لأن “المتغطي بمقتدى الصدر عريان”، بحسبه.

ويتابع التميمي في حديث مع “الحل نت”، أن المستقلين لا يريدون تكرار تجربة “الحزب الشيوعي” التي فشلت فشلا ذريعا، فانتهى التحالف بينهما لاحقا.

سمعة “الشيوعي” ستلاحق المستقلين!

ويسترسل بأن المستقلين يدركون جيدا أن سمعتهم ستتشوه عند الشارع، ولا أحد سيثق بهم، كما حصل ويحصل مع “الشيوعيين” منذ أن تحالفوا مع الصدر، رغم تركهم لذلك التحالف لاحقا.

ويلفت إلى أن، الصدر غير مضمون بالمرة، فمعظم قراراته غير مدروسة ويتخذها فجأة وبعجالة، فهو دعم “انتفاضة تشرين” ثم انقلب عليها، وانسحب من الانتخابات، ثم شارك بها.

ويقول إن مثل تلك الشخصية المزاجية، لا يمكن التحالف معها؛ لأنه حتى لو حقق مبتغاه بحكومة “أغلبية” قد يعود ويتناغم مع “الولائيين” لاحقا، وهو ما سيجعل المستقلين بموقف محرج أمام جمهورهم والرأي العام.

للقراءة أو الاستماع: قوى “الإطار” تعود خائبة من النجف.. الصدر يعزل المالكي سياسيا؟

ومن المنتظر أن يعقد البرلمان العراقي الجديد أول جلساته في 9 كانون الثاني/ يناير الجاري، لاختيار رئيس للبرلمان، ثم رئيس للجمهورية، وبعدها يأتي اختيار رئيس للحكومة.

ولم تتبين بعد معالم الحكومة المقبلة وشكلها؛ لأن الصدر يطمح لحكومة “أغلبية” يقصي منها “الولائيين”، وذلك لا يحصل إلا بالتحالف مع الأحزاب السنية والكردية، بينما لم يحسم السنة والكرد موقفهم بعد.

ويرغب “الولائيون” الذين خسروا في الانتخابات، بحكومة “توافقية” تضمن مشاركتهم فيها دون أن يتم إبعادهم عن المشهد سواء بمشاركة الصدر أو من دونه، وذلك يعتمد أيضا على التحالف مع الأحزاب السنية والكردية، التي تقف حتى اللحظة على الحياد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.