“اجتماع الحنّانة”: حكومة عراقية بعيدة عن الاصطفافات الطائفية؟

“اجتماع الحنّانة”: حكومة عراقية بعيدة عن الاصطفافات الطائفية؟

“اجتماع الحنّانة”.. جبال إقليم كردستان – شمالا – وصحراء الأنبار -غربا – تحركت نحو بحر النجف – جنوبا – فهل هي أول خطوة نحو تثبيت شكل العراق الجديد بحكومة “شراكة وأغلبية” بعيدا عن البيتوتات الشيعية السنية الكردية؟

احتضن منزل زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر في الحنّانة بالنجف، صباح – ظهر اليوم، لقاء جمعه برئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني، ورئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، فما الذي جرى فيه؟

https://twitter.com/MR_9_4/status/1488058664925679618?t=7KSDNqOnZnmorGGah6CWGg&s=19

قال الحلبوسي في تغريدة عبر “تويتر” قبيل “اجتماع الحنّانة”، إن زمن التدخلات الخارجية في تشكيل الحكومات العراقية قد ولى، ولقاء اليوم يبحث تشكيل حكومة وطنية خالصة، “لا شرقية ولا غربية”.

زعيم “الحزب الديمقراطي” الكردستاني، مسعود بارزاني، أعرب في بيان نشرته شبكة “رووداو” عن أمله بأن يخرج الاجتماع بنتائج إيجابية، تمهد الطريق نحو حل المشاكل الحالية التي تواجه العملية السياسية.

كواليس “اجتماع الحنّانة”

بعد انتهاء الاجتماع، غرد الصدر عبر “تويتر” بوساطة صورة مكتوب فيها بخط يده: “أوقفوا الإرهاب والعنف ضد الشعب والشركاء. لا زلنا مع تشكيل حكومة أغلبية وطنية، ونرحب بالحوار مع المعارضة الوطنية”.

ما الذي جرى خلال اجتماع الحنانة؟ مصادر “الحل نت”، أفادت بأن شركاء الصدر، الكرد والسنة، وهما بارزاني والحلبوسي، حاولا إقناع الصدر بتوحيد البيت الشيعي، لكن الأخير رفض ذلك.

المصادر أضافت، أن الصدر كرر ترحيبه بمجيء قوى “الإطار التنسيقي” معه في تشكيل الحكومة المقبلة، لكن من دون رئيس الوزراء الأسبق، وزعيم “ائتلاف دولة القانون”، نوري المالكي.

للقراءة أو الاستماع: ما دوافع الصدر لعزل المالكي سياسيا؟

بعد تلك المبادرة، ناقش الاجتماع، آلية تشكيل الحكومة المقبلة وشكلها، ليؤكد الصدر ذلك عبر تغريدته بعد نهاية الاجتماع، بمضيه نحو “حكومة أغلبية وطنية”.

يقول الصحفي المتخصص بالشأن السياسي علي الحياني، إن اجتماع التحالف الطولي بين الصدر وبارزاني والحلبوسي، حسم الأمور فيما يخص تشكيل الحكومة ورئاسة الجمهورية والمناصب الوزارية في الحكومة المقبلة.

فرصة أخيرة وحكومة محسومة

ويردف الحياني في حديثه مع “الحل نت”، أن رئاسة الجمهورية باتت قريبة من نصيب “الديمقراطي” ورئيس الحكومة هو من سيختاره الصدر، والمناصب الوزارية ستوزع وفق الاستحقاق الانتخابي لكل حزب بحسب وزنه.

للقراءة أو الاستماع: قوى “الإطار” ترفض شرط الصدر وتلمح بالمعارضة أو المقاطعة

ويضيف بأن، الاجتماع هو أيضا بمثابة الفرصة الأخيرة لجبهة “الإطار التنسيقي”، فقد ألقى شركاء الصدر مع الأخير، الكرة بملعب “الإطار”، وأسقطوا التهمة التي تلاحقهم من قبل “الإطار” بأنهم يسعون لشق صف البيت الشيعي.

ويتابع الحياني، بأن “الإطار” بات قراره بيده إما أن يذهب من دون المالكي مع الصدر وشركائه في الحكومة، أو يختار المعارضة، والأخير هو الأقرب حتى الآن.

ويختتم، بأن الحكومة ورئاسة الجمهورية محسوم أمرها، فهي من نصيب التحالف الطولي وهو من سيشكلها، سواء بمشاركة “الإطار” معهم أم من دونه؛ لأن مشاركة “الإطار” ستعطيهم بعض المناصب الوزارية، ولا تمنحهم المشاركة في القرار السياسي.

للقراءة أو الاستماع: هل سينسحب المالكي من المشهد السياسي العراقي؟

وفاز “التيار الصدري” أولا في الانتخابات العراقية المبكرة الأخيرة، التي جرت في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بحصوله على 73 مقعدا، وخسرت قوى “الإطار” فيها، ما جعل ملف تشكيل الحكومة العراقية المقبلة بيد الصدر، فما يقوله الصدر هو القرار الأخير.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.