جولة أخيرة بين الصدر وأحزاب إيران: هل يتمزق”الإطار”؟

جولة أخيرة بين الصدر وأحزاب إيران: هل يتمزق”الإطار”؟

جولة أخيرة من المفاوضات بين “التيار الصدري” و”الإطار التنسيقي” لحل الانسداد الحاصل بينهما بشأن تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، فهل سيكون مصيرها النجاح أم الفشل؟

أفادت مصادر “الحل نت” الخاصة، بأن جولة أخيرة من المفاوضات ستنعقد، غدا الجمعة، بين “التيار الصدري” و”قوى الإطار” لبحث إمكانية حل المشاكل التي تقف أمام تحالفهما للمضي بتشكيل الحكومة العراقية المقبلة.

وأضافت المصادر، أن الجولة ستعقد في العاصمة بغداد، في مقر أحد قيادات “الإطار”، وسيذهب لهم وفد من كتلة “التيار الصدري”، وأن مقتدى الصدر، لن يحضر الاجتماع.

ويمثل الخلاف بين زعيم “الكتلة الصدرية” مقتدى الصدر وزعيم “ائتلاف دولة القانون” نوري المالكي، الحاجز الوحيد في إمكانية تفاهم “التيار” مع “الإطار”.

للقراءة أو الاستماع: مفاوضات عالقة بين الصدر و”الإطار”: اليأس يسيطر على “الأحزاب الولائية”؟

إذ يرحب الصدر بانضمام قوى “الإطار” معه في تشكيل الحكومة المقبلة، لكنه يشترط أن تنضم القوى معه من دون المالكي، في وقت ترفض الأخيرة شرط الصدر.

ويأتي اجتماع الغد، كفرصة أخيرة لبحث كل الخيارات الممكنة للخروج بتسوية ترضي الصدر، وإن أصر على موقفه، فلا أحد يعرف كيف سيكون شكل “الإطار”.

أمام الإعلام، قال “الإطار” إنه سيذهب إما نحو المعارضة السياسية أو مقاطعة العملية السيلسية برمتها أو نحو الثلث المعطل في البرلمان، بحال فشل مفاوضاته مع الصدر.

سيناريوهات الجولة الأخيرة

وفي هذا السياق، تقول الباحثة السياسية ريم الجاف، إن السياسة لعبة والمواقف ليست ثابتة إلى الأبد، لكنها تستدرك، بأن الصدر سيبقى على إصراره ضد المالكي وقد يهمشه بطريقة ثانية، والمتغير قد يحدث عند “الإطار”.

وتضيف الجاف لـ “الحل نت”، أن الصدر على الأغلب سيرفض عبر وفده في الجولة الأخيرة من المفاوضات إقناعه بإشراك المالكي مع “الإطار” والانضمام معه.

وتردف، وبذلك سيقع “الإطار” في مشكلة؛ لأنه لا يتخيل أبدا أن يكون خارج الحكومة، وبلا وزارات ومناصب من حصته، وذلك سيجعل بعض قوى “الإطار” مترددة في الذهاب نحو المعارضة أو المقاطعة.

الجاف تصوب نحو هادي العامري زعيم “تحالف الفتح”، وتقول إنه قد يلتحق بالصدر ويترك قوى “الإطار”؛ لأنه لا يريد فقد مكاسبه، وأهمها وزارة الداخلية العائدة له منذ عدة سنوات.

أما فيما يخص قوى “الإطار” الأخرى، وخاصة “دولة القانون” بزعامة نوري المالكي، فهي لا مشكلة لها بالذهاب نحو المعارضة بحال فشل التفاهمات مع زعيم “الكتلة الصدرية”، وفق الجاف.

للقراءة أو الاستماع: بالتفاصيل: جولة فاشلة لقاآني بالعراق.. الصدر يكبح إيران

وتختتم، بأنه لا يمكن الجزم بمخرجات الجولة الأخيرة، فقد يهمش الصدر “دولة القانون” بمنحها منصب نائب رئاسة الجمهورية، وهو منصب تشريفي لا غير، وحجب أي مناصب وزارية لها، وبالتالي التحاق “الإطار” بشكل كامل معه.

صراع الصدر والمالكي

ويسعى الصدر إلى تشكيل حكومة أغلبية من دون قوى “الإطار” أو معها من دون المالكي، وعزل الأخير سياسيا، ودفعه نحو المعارضة السياسية للحكومة المقبلة من داخل البرلمان العراقي.

وينحدر الصدر والمالكي من خلفيات سياسية إسلامية، إذ يتزعم الأول تيارا شعبيا شيعيا ورثه عن والده المرجع الديني محمد صادق الصدر، فيما يترأس الثاني “حزب الدعوة”، أقدم الأحزاب الشيعية العراقية.

وتنافس الصدر مع المالكي مرارا على تزعم المشهد السياسي الشيعي. إذ يمثل الأول الخزان التصويتي الأكبر على مستوى البلاد في أي عملية انتخابية.

للقراءة أو الاستماع: ما دوافع الصدر لعزل المالكي سياسيا؟

بينما يمثل المالكي، الأحزاب السياسية الشيعية التي صعدت بعد إطاحة نظام صدام حسين في ربيع 2003 إلى المشهد.

ومنذ 2011، توجد قطيعة سياسية وشخصية بين الصدر والمالكي عندما شن الأول حربا على ميليشيا “جيش المهدي” التابعة للصدر، لإنهاء انتشارها المسلح في الوسط والجنوب العراقي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.