“الاتحاد من أجل السلام” ضد الغزو الروسي لأوكرانيا.. الصين وإيران تخذلان بوتين

“الاتحاد من أجل السلام” ضد الغزو الروسي لأوكرانيا.. الصين وإيران تخذلان بوتين

نظرا لأن غزو الاتحاد الروسي لأوكرانيا خلق حقبة عالمية جديدة، ومع إخفاق مجلس الأمن في اتخاذ قرار يدين غزو موسكو لكييف بسبب استخدامها لحق “نقض الفيتو” داخل المجلس، عقدت الأمم المتحدة دورتها الاستثنائية الطارئة لإدانة روسيا تحت بند القرار 377، والذي يطلق عليه “متحدون من أجل السلام”.

تصويت تاريخي

تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأربعاء، قرارا يدين الغزو الروسي لأوكرانيا، بدعم من 141 دولة من أصل 193 والذي لاقى ترحيبا حارا في القاعة. حيث صوتت روسيا ضد الإجراء، وانضمت إليها بيلاروسيا وكوريا الشمالية وإريتريا وسوريا.

وحتى أن التصويت كان رمزيا وليس ملزما قانونا. ومع ذلك، يعكس التصويت عزلة روسيا المتزايدة على المسرح الدولي مع احتدام الحرب في أوكرانيا. إذ كانت الجلسة الطارئة الاستثنائية للجمعية العامة في نيويورك جزءا من جهد أكبر للأمم المتحدة لمحاسبة روسيا وإيجاد نهاية للصراع.

اللافت خلال الجلسة، أنه امتنعت 3 دول عربية عن التصويت وهي: الجزائر والسودان والعراق، بالإضافة إلى دول أخرى منها إيران والهند والصين وكوبا ومالي وكازاخستان. حيث أظهرت اللوحة الإلكترونية في قاعة الجمعية العامة، بأن عدد الدول الممتنعة عن التصويت هو 35.

القرار الذي طرحه الاتحاد الاوروبي بالتنسيق مع كييف، “يستنكر بأشد العبارات العدوان الروسي على أوكرانيا”، ويؤكد “التمسك بسيادة واستقلال ووحدة أراضي” أوكرانيا بما فيها “مياهها الإقليمية”.

وكان مجلس الأمن، قد دعا في اجتماعه الرابع بشأن الحالة في أوكرانيا في الأسبوع الماضي، إلى عقد جلسة استثنائية طارئة للجمعية العامة، حيث يمكن للمنظمة العالمية أن تقرر ما إذا كانت ستستخدم القوة المسلحة، عند الضرورة، للإبقاء على أو استعادة السلم والأمن الدوليين.

وبتصويت مسجل بأغلبية 11 صوتا مقابل صوت واحد ضد (الاتحاد الروسي)، وامتناع 3 أعضاء عن التصويت (الإمارات العربية المتحدة والصين والهند)، اتخذ المجلس القرار 2623، الذي مهد للأمم المتحدة بإدانة العدوان الروسي على أوكرانيا.

للقراءة أو الاستماع: بحر آزوف” الهدف الجديد للغزو الروسي على أوكرانيا

ما هو القرار 377؟

كان مجلس الأمن قد دعا آخر مرة إلى عقد جلسة استثنائية طارئة للجمعية العامة في عام 1982، فيما يتعلق بالحالة المتعلقة بسوريا وإسرائيل، ففي عام 1980، وذلك بعد اندلاع الحرب السوفيتية الأفغانية، عندما استخدم الاتحاد السوفيتي السابق حق النقض لمشروع قرار يدفع الأعضاء إلى الاحتجاج بقرار الجمعية العامة 377.

ويعود تاريخ القرار 377، إلى 3 تشرين الثاني/نوفمبر 1950، عندما اعتمدت الجمعية العامة القرار، الذي أطلق عليه عنوان “متحدون من أجل السلام”. وجاء اتخاذ هذا القرار ردا على استراتيجية اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية؛ لعرقلة أي قرار من جانب مجلس الأمن، بشأن الإجراءات التي يتعين اتخاذها لحماية جمهورية كوريا، من العدوان الذي شنته عليها من قبل قوات عسكرية من كوريا الشمالية.

وبموجب قرار الجمعية العامة 377، قررت الهيئة العالمية أنه إذا فشل المجلس، بسبب عدم إجماع الأعضاء الدائمين، في ممارسة مسؤوليته الأساسية عن صون السلم والأمن الدوليين في أي حالة يبدو أن هناك تهديدا للسلام أو خرقا للسلام أو عملا عدوانيا، يجب أن تنظر في الأمر على الفور بهدف تقديم التوصيات المناسبة للأعضاء لاتخاذ تدابير جماعية.

وهذا يشمل، في حالة الإخلال بالسلم أو العمل العدواني، استخدام القوة المسلحة عند الضرورة، للحفاظ على السلم والأمن الدوليين أو استعادتهما.

وحتى الآن، تم عقد عشر جلسات استثنائية طارئة. الأولى كانت بمناسبة حرب 1956 بين إسرائيل ومصر، والهجوم البريطاني الفرنسي على منطقة قناة السويس. وبدأت الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة الخاصة بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية عام 1997 ولم تنته بعد. (تم تأجيلها بموجب القرار ES-10/16 المؤرخ 17 نوفمبر 2006، الفقرة 13، ويمكن استئنافها في أي وقت بناء على طلب الدول الأعضاء).

للقراءة أو الاستماع: لهذا التاريخ ستدوم الحرب الروسية على أوكرانيا

سبع أيام على الغزو الروسي

قبل بدء التصويت، صعد السفير الأوكراني، سيرجي كيسليتسيا، على المنصة ورفع كتيبا أزرق يحتوي على ميثاق الأمم المتحدة. ودعا جميع الدول التي صوتت لدعم القرار للتوقيع عليه، وقال إنه سيعطيه للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس.

وبعد التصويت، قال غوتيريس للصحفيين: “رسالة الجمعية العامة عالية وواضحة. أوقفوا القتال في أوكرانيا الآن. صمت البنادق الآن. الساعة الموقوتة هي قنبلة موقوتة”.

مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية يومها السابع ، نلقي نظرة على التطورات الرئيسية، حيث أفادت الأنباء عن مقتل عدة مدنيين في القصف الأخير ليل الأربعاء – الخميس، ما يضاف إلى عدد القتلى المدنيين لما لا يقل عن 350 شخصا، بينهم 14 طفلا، وفقا للسلطات الأوكرانية.

وزعم الجيش الروسي أنه سيطر على مدينة خيرسون ذات الأهمية الاستراتيجية في جنوب أوكرانيا. حيث قالت القوات المسلحة الأوكرانية إن القوات الروسية هبطت في خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، وأثارت اشتباكات فورية.

ووصف الرئيس الأميركي، جو بايدن، الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأنه “ديكتاتور” في خطابه السنوي عن حالة الاتحاد. وأعلن عن حظر على الطائرات الروسية من استخدام المجال الجوي للولايات المتحدة.

وفي المقابل، حثت وزارة الدفاع الروسية سكان كييف على الفرار. وقالت إنها ستضرب مناطق غير محددة تستخدمها أجهزة الأمن والاتصالات الأوكرانية. حيث وصفت روسيا هجومها على أوكرانيا بأنه “عملية خاصة”، وليس غزوا يسعى إلى أراض.

للقراءة أو الاستماع: الغزو الروسي لأوكرانيا يتسبب بـ “إرباك سياسي” في لبنان

خروج الشركات من روسيا

وفر ما يقرب من 875 ألف شخص من أوكرانيا منذ أن شنت روسيا غزوها،  وفقا  لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

https://twitter.com/volcano_russia/status/1499300879974944768?s=20&t=P758jxIYGRMomjdnn7wFzw

وفي السياق ذاته، قالت سلسلة من الشركات الغربية إنها سوف تجمد أو تقلص أعمالها مع روسيا. بما في ذلك شركة آبل وثلاث من أكبر شركات الشحن في العالم وشركات الطاقة “إيني” و”إكسون موبيل” و”بوينج”.

وحول خط “نورد ستريم 2” الروسي، تشير التوقعات إلى أنه متوجه نحو الإفلاس. بعد أن أوقفت ألمانيا خط أنابيب الغاز بعد غزو موسكو. كما يستعد الفرع الأوروبي لسبيربنك الروسي للدخول في حالة إفلاس.

وتقول شركة الشحن الدنماركية العملاقة “ميرسك” و”MSC” ومقرها سويسرا، و”CMA CGM” الفرنسية إنها لن تأخذ حجوزات للبضائع القادمة من روسيا وستعلق معظم عمليات التسليم.

هذا، وأعد البنك الدولي حزمة مساعدات بقيمة 3 مليارات دولار لأوكرانيا، بما في ذلك 350 مليون دولار على الأقل من الأموال الفورية.

للقراءة أو الاستماع: لا تفاؤل في المفاوضات الأوكرانية الروسية.. تحذيرات من حرب عالمية نووية!

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.