مع اقتراب التقاء وفدي أوكرانيا وروسيا للمرة الثانية خلال الساعات القادمة لعقد الجولة الثانية من المفاوضات الروسية الأوكرانية التي يرجح أنها لن تفض إلى نتيجة، تستمر المعارك في أوكرانيا على محاور مختلفة لليوم الثامن، وسط تناقضات في معطيات السيطرة والخسائر بين موسكو وكييف، في وقت دخلت فيه الأمم المتحدة على خط الأزمة بتبنيها قرارا يدعو روسيا إلى “التوقف الفوري عن استخدام” القوة “ضد جارتها.

حصار روسيا يؤخر وصول الوفد

قال مستشار الرئيس الأوكراني، ميخايلو بودولياك، اليوم الخميس، إن وفد أوكراني غادر لإجراء جولة ثانية من المحادثات مع روسيا. إذ من المقرر أن يجتمع وفود من روسيا وأوكرانيا في جولة ثانية من المحادثات في بيلاروسيا، والتي ستبدأ في غضون ساعتين.

وذكرت وكالات أنباء روسية في وقت سابق، أن المفاوضين الروس يتوقعون وصول المسؤولين الأوكرانيين إلى بيلاروسيا لبدء الجولة التالية من المفاوضات الروسية الأوكرانية صباح الخميس. في حين ادعى وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف – دون دليل – أن الجانب الأوكراني تعمد تأخير وصولهم.

وفي الوقت الذي فرضت فيه القوات الروسية حصارا على المدن الأوكرانية الرئيسية في اليوم السابع من الغزو، قال بودولياك إنه لا يستطيع تأكيد مسار البعثة لأسباب أمنية.

وتأتي هذه الجولة، بعد أن استمرت الجولة الأولى من المفاوضات الروسية الأوكرانية يوم الاثنين الفائت، لمدة خمس ساعات وانتهت دون تحقيق تقدم.

وبعد قرابة أسبوع، لم تحقق روسيا بعد هدفها المتمثل في الإطاحة بالحكومة الأوكرانية. لكنها، وفقا لخدمة الطوارئ الأوكرانية، قتلت أكثر من 2000 مدني ودمرت المستشفيات ورياض الأطفال والمنازل.

وتنفي موسكو استهداف المدنيين وتقول إنها تهدف إلى نزع سلاح أوكرانيا، الدولة التي يزيد عدد سكانها عن 40 مليون نسمة، في “عملية عسكرية خاصة”.

للقراءة أو الاستماع: “الاتحاد من أجل السلام” ضد الغزو الروسي لأوكرانيا.. الصين وإيران تخذلان بوتين

“كارثة إنسانية”

قال رئيس بلدية ماريوبول المحاصرة في جنوب أوكرانيا، فاديم بويتشينكو، إن الجيش الروسي يتسبب بـ”كارثة إنسانية” في المدينة بعد أن أوقفت الإمدادات الغذائية، مشيرا إلى أن القوات الروسية تدمر عمدا البنية التحتية الحيوية لدعم الحياة في المدينة منذ سبعة أيام.

وأوضح  بويتشينكو، أن المدينة ليس بها ضوء أو ماء أو حرارة. كما أضاف “نحن نعمل مع المؤسسات الدولية لإنشاء ممر أخضر للمهمة الإنسانية. ونعمل على ضمان وقف إطلاق النار لإعادة الكهرباء”.

إلى ذلك، قالت الرئاسة الفرنسية، اليوم الخميس، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تحدث هاتفيا مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لساعة ونصف الساعة قبل اتصاله بالرئيس الأوكراني، فولوديمير بزيلينسكي.

وفي الوقت ذاته، طالبت إدارة الرئيس الأميكري، جو بايدن من المشرعين الموافقة على مساعدات بقيمة 10 مليارات دولار لمساعدة أوكرانيا. وجاء ذلك في الوقت الذي أعلن فيه الكرملين، أن بوتين سيترأس اليوم اجتماعا لمجلس الأمن القومي الروسي.

وفي السياق ذاته، قال رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، إن بلاده ستعاقب الأوليغارشية الروس والمسؤولين البيلاروسيين، بمن فيهم الرئيس ألكسندر لوكاشينكو، بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.

وفي مؤتمر صحفي اليوم الخميس، قال كيشيدا، إن اليابان ستجمد أصول الأوليغارشية. بعد قرار الأحد الفائت، بتعليق الأصول المالية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومسؤولين حكوميين بارزين آخرين. حيث ستحظر اليابان أيضا المعاملات المالية مع سبعة بنوك روسية كبرى. بالإضافة إلى تقييد المعاملات مع البنك المركزي الروسي وتشديد الضوابط على صادرات الأصناف وأشباه الموصلات الخاضعة للرقابة الدولية.

وبيّن كيشيدا للصحفيين، أن اليابان اتخذت مع الدول الغربية الإجراءات المحلية اللازمة؛ لعزل روسيا عن النظام المالي الدولي والاقتصاد العالمي. كما أعلن أن بلاده ستفرض أيضًا عقوبات على بيلاروسيا، بما في ذلك الرئيس لوكاشينكو ومسؤولين رفيعي المستوى. لدعمها للعدوان العسكري الروسي، مُدينا بيلاروسيا لسماحها للقوات الروسية بدخول أوكرانيا عبر أراضيها.

للقراءة أو الاستماع: لتحجيم روسيا.. هل تُفرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا؟

الموجة الأولى من المقاتلين الأجانب وصلت

وفي تطور لافت على الساحة الأوكرانية، وصلت أول دفعة من المقاتلين الأجانب إلى أوكرانيا للمساعدة في الدفاع عن البلاد ضد الغزو الروسي، وفقا لما ذكره الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي. حيث قال “أوكرانيا ترحب بالفعل بالمتطوعين الأجانب”.

وذكر  زيلينسكي، في فيديو نُشر على موقع فيسبوك، اليوم الخميس، “إن أول 16 ألفا في طريقهم بالفعل لحماية الحرية والحياة لنا وللجميع”. فيما لم يحدد الرئيس الأوكراني من أين أتى المقاتلون.

كما أشاد بما وصفهم الحلفاء لإرسالهم أسلحة إلى أوكرانيا، قائلا إن بلاده تتلقى “ذخيرة جديدة يوميا من شركائنا، من الأصدقاء الحقيقيين. كل يوم لدينا المزيد والمزيد من الأسلحة القوية”.

وأعلن زيلينسكي، عن خطة لإعادة بناء البلاد بعد الحرب. موضحا أنه تم وضع برنامج لمساعدة الأوكرانيين الذين فقدوا وظائفهم، ووعد بدفع جميع المعاشات التقاعدية.

الجدير ذكره، أنه مع إتمام موسكو ليومها الثامن من غزو أوكرانيا، تحاول روسيا تغير تكتيكاتها، عبر المشاركة في المزيد من الهجمات المباشرة على المدن الأوكرانية بعد إحباط محاولات تطويق أهداف مثل كييف، الأمر الذي تسبب بمغادرة أكثر من مليون شخص أوكرانيا في أسبوع واحد فقط، وفقا للأمم المتحدة.

للقراءة أو الاستماع: هذه أبرز النتائج المتوقعة من المفاوضات الروسية الأوكرانية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.