تحاول روسيا في غزوها لأوكرانيا، وأمام التقدم البطيء في غزوها، أن تسوق اتهامات لأوكرانيا بوجود برامج بيولوجية، وكيماوية، وأن كييف تقوم بالتحضير لاستخدام السلاح الكيماوي في أوكرانيا، معيدة للأذهان اتهاماتها للمعارضة السورية منذ تدخلها في سوريا عام 2015 ، بأنها هي من استخدمت السلاح الكيماوي وليست دمشق.

معلومات مضللة استعملت في سوريا

أعلنت روسيا يوم الأربعاء الفائت، أنها اكتشفت برنامجا للأسلحة البيولوجية فى أوكرانيا، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريو زاخاروفا فى تصريحات للصحفيين،” بإمكاننا القول إن المعامل الأوكرانية القريبة من حدودنا، يتم بها تطوير مكونات الأسلحة البيولوجية”، حسب تقارير صحفية.

كما اتهمت روسيا، الولايات المتحدة بالمسؤولية عن المختبرات المخصصة بتطوير الأسلحة البيولوجية والكيماوية، لترد المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، بأن هذه الاتهامات باطلة، مذكرة بدعم روسيا للحكومة السورية، التي قالت أنها استخدمت الأسلحة الكيماوية مرارا وتكرارا.

من جهته، قال مارتن شولوف، الصحفي المختص بشؤون الشرق الأوسط، في صحيفة الغارديان، “القصة كانت مختلفة في سوريا، حيث استُقبل كل ادعاء باستخدام الأسلحة الكيماوية من قبل المعارضة بسذاجة في أجزاء من بريطانيا وأوربا، ولم يكن هناك اهتمام كبير بفضح أكاذيب موسكو، بالإضافة إلى أن روسيا حققت نجاحا في سوريا بفضل المعلومات المضللة”.

إقرأ:سيناريو سوري تستخدمه روسيا في أوكرانيا.. ما احتمالات نجاحه؟

ماذا تريد موسكو من اتهاماتها؟

وفي سياق متصل بالاتهامات الروسية لأوكرانيا، قال الرئيس الأوكراني،  فولوديمير زيلينسكي، أن التهم التي وجهتها روسيا لأوكرانيا بتطوير أسلحة كيماوية، والإعداد لهجوم كيماوي، يوحي بأن الروس أنفسهم هم من يمكن أن يقوموا بهذا العمل، مضيفا أن روسيا اتبعت نفس النهج من قبل في دول أخرى، وأنها ستقوم به من جديد ما لم يتم التصدي لها.

وسبق أن دأبت روسيا خلال السنوات الماضية، على اتهام المعارضة السورية، بالتعاون مع الدفاع المدني “الخوذ البيضاء”، باستخدام الأسلحة الكيماوية، وخاصة غاز الكلور في عدة هجمات في المناطق التي تسيطر عليها لاتهام حكومة دمشق بها.

وكانت روسيا تتهم المعارضة السورية بهذه الاتهامات في كل مرة، كانت تقوم منظمة الدفاع المدني في مناطق المعارضة بكشف الانتهاكات التي تمارسها روسيا من خلال قصفها للمناطق السكنية المدنية.

ويعتقد مراقبون، أن روسيا تقوم بنشر ذات الاتهامات اليوم لسببين رئيسيين، الأول أن الحديث بدأ يتردد في الأيام القليلة الماضية عن جرائم حرب ترتكبها القوات الروسية في أوكرانيا،وتعمل روسيا من خلال هذه الاتهامات على التغطية على انتهاكاتها.

أما السبب الثاني، فهو وجود نية روسية بالتصعيد العسكري بشكل أكبر في أوكرانيا،وهو ما كانت تقوم به في سوريا في العديد من الأوقات لدعم الحكومة السورية.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز، يوم أمس، وصفت الاتهامات الروسية بأنها واحدة من أكبر حملات التضليل الروسية، والتي كررها دبلوماسيون ووسائل إعلام فى الصين، مما دفع البيت الأبيض إلى القيام بخطوة غير عادية بانتقاد كلا البلدين بسبب ما وصفت بحملتي الدعاية المنسقة من جانبهما، وقال إنها تقدم غطاء لهجوم محتمل بالأسلحة البيولوجية أو الكيماوية على الأوكرانيين من قبل الجيش الروسي.

قد يهمك:“الأرض المحروقة” من سوريا إلى أوكرانيا.. هل تكررها روسيا؟

تعتبر الحرب الروسية في أوكرانيا، هي الحرب الأكبر في أوربا منذ الحرب العالمية الثانية، والتي تشهد تصعيدا مستمرا منذ اندلاعها في ظل الفشل حتى الآن في التوصل لحل لوقفها، مع احتمالات مفتوحة لطول مدتها وتصعيدها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.