اجتماع الحنانة.. هل حسم الخلاف داخل “البيت الشيعي”؟

اجتماع الحنانة.. هل حسم الخلاف داخل “البيت الشيعي”؟

بعد الانسداد السياسي الذي شهده العراق بسبب انقسام القوى السياسية الشيعية والكردية فيما بينها، شكل الاجتماع الذي جمع اليوم السبت، قادة “الإطار التنسيقي” وتحالف “السيادة” السني، في منزل زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، بمدينة الحنانة بمحافظة النجف، نقطة تحول إلى مسار التفاهمات.

وفتح هذا الاجتماع باب السؤال حول مصير “البيت الشيعي” الذي مثل عدم تفاهمه طوال الخمسة أشهر الماضية عقبة في طريق تشكيل الحكومة، وفيما إذا كان سيمثل نقطة تحول جوهرية في خلق تفاهم جديد تعيد اصطفاف الكتل الشيعية ضمن كتلة نيابية واحدة.

وفي هذا الشأن يقول الباحث السياسي، علي الحسيني، في حديث لموقع “الحل نت” إن ” القوى السياسية الشيعية لا يمكنها الخروج من إطار البيت الواحد، لأنها تدك جيدا أن قوتها وهيمنها على المشهد السياسي يتمثل بهذا التكتل”.

للقراءة أو الاستماع: لصدر ينهي قطيعة استمرت 11 عاما مع المالكي 

خطوات محسوبة

ويضيف أن “ما فعله الصدر على مدى الأشهر الخمسة التي مضت منذ انتهاء الانتخابات المبكرة وحتى الليوم، كان عبارة عن مناورة سياسية محسوبة بشكل دقيق، ومضت وفق سلسلة أحداث نجح الصدر خلالها العبور بقارب البيت الشيعي إلى البر الأمن، بعد أن كان على وشك التفكك والغرق وسط الغضب الشعبي”.

وبين أن “الشارع العراقي ناقم على هذه النظام السياسي، لاسيما القوى الشيعية على اعتبارها هي من تتولى رئاسة الحكومة، وهي أيضا من تملك أذرعا مسلحة خارج إطار الدولة، بالتالي أن الاحتجاجات الشعبية في أواخر العام 2019، كانت على وشك ابتلاع هذا النظام وانهاء حقبة الفساد والظلم”.

ولكن بعد نجاح الشباب العراقي من السيطرة على المشهد، وفقدان القوى الشيعية زمام المبادرة، شعر الصدر بذلك الخطر الذي يداهم أصدقائه من البيت الشيعي، لذلك لعب بشكل أو بآخر حتى وصل إلى مرحلة النهاية وهي التي تحتم العودة ضمن إطار ذلك البيت، وفقا للحسيني.

كما أشار إلى “الحديث عن تحالف ثلاثي بين الصدر والكرد والسنة لإزاحة قوى آخرى من المشهد ومن تشكيل الحكومة، هو إلا محض هراء، والصدر أكثر من يعلم ذلك كونه أكثر من يعرف حجم أصدقائه، بالتالي هو أكثر حرصا على عدم خروجهم من المشهد السياسي، لكن عملية الحفاظ على تواجدهم كانت تتطلب مناورة مدروسة وافتعال أزمات تعيد بالنتيجة لملمة الأطراف ضم حكومة توافقية”.

وجاء اجتماع “الحنانة” اليوم السبت، بعد مرحلة طويلة من الانسداد السياسي الذي شهد العراق أمام مساعي تشكيل الحكومة المقبلة، وانتخاب رئيسا جديدا للجمهورية.

للقراءة أو الاستماع: بعد تقارب الصدر والمالكي.. هل يفقد “التحالف الثلاثي” قيمته؟ 

إصرار

وتعطل تشكيل الحكومة العراقية منذ خمسة أشهر بالتمام والكمال على إجراء الانتخابات المبكرة، وذلك بسبب تمسك الصدر بفكرة تشكيل “حكومة أغلبية وطنية” مقابل مساعي قوى “الإطار التنسيقي” بزعامة المالكي، في تشكيل “حكومة توافقية” تضم جميع الأطراف السياسية في البلاد.

صراع تشكيل الحكومة داخل الكتل الشيعية، التي تنقسم بين قوى الإطار، والكتلة الصدرية متمثلة بـ73 مقعدا، كأكبر كتلة نيابية، انسحب على مستوى انتخاب رئيس الجمهورية، بين الحزب “الديمقراطي الكردستاني” وحزب “الاتحاد الوطني الكردستاني”.

وذلك عقب، تمسك الحزب الديمقراطي أكبر كتلة كردية بأحقية منصب رئيس الجمهورية، وانخراطه في تحالف ثلاثي يضم الكتلة الصدرية، وتحالف “السيادة” الجامع للقوى السنية، بمحاولة لتأمين دعم نيابي كبير لتمرير مرشحه، مقابل دعم مشروع الصدر بتشكيل “حكومة أغلبية”.

مشهد دفع “بالاتحاد الوطني” الذي يتولى منصب رئاسة الجمهورية منذ ثلاث دورات، وضمن عرف سياسي يمنح الأكراد المنصب، للانخراط ضمن تحالف قوى “الإطار التنسيقي” الذي يضم أطراف شيعية مقربة من إيران، حاول الصدر طوال الأشهر الخمسة الماضية، استثناء بعضهم من تشكيل الحكومة المقبلة، وعلى رأسهم نوري المالكي.

وعقد الاجتماع على خلفية مبادرة سياسية أطلقها مقتدى الصدر، من خلال مجموعة اتصالات أجراها بقادة سياسيين، من ضمنهم رئيس تحالف “الإطار التنسيقي” نوري المالكي، لينهي قطيعة بينهما دامت 11 عاما.

ومهدت المبادرة إلى الاجتماع الذي عقد بحضور قادة من “الإطار التنسيقي” وتحالف “السيادة”، والذي على ما يبدو أنه قد أفضى إلى تفاهمات ستعجل من عملية تشكيل الحكومة.

للقراءة أو الاستماع: مستجدات اتصال الصدر والمالكي والاجتماع المرتقب.. عضو عن دولة القانون يوضح

تعليقات ما بعد الاجتماع

حيث أكد رئيس تحالف السيادة، خميس الخنجر عقب الاجتماع، أن الأجواء كانت إيجابية.
  
وقال الخنجر في تدوينة تابعها موقع “الحل نت” إنه “نؤكد دائما على أهمية الحوار الوطني نحو تجاوز العقبات واستكمال الاستحقاقات الدستورية، فالعراق بحاجة إلى التفاهم والاستقرار”.    

‏وأضاف، “شكرا لسماحة السيد الصدر على مبادرته الكريمة، وأملنا كبير من خلال الأجواء الإيجابية التي رافقت لقاءنا اليوم؛ في الوصول إلى حكومة قوية تعبر بالبلادإلى بر الأمان”.    

بدوره، قال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أن الحكومة المقبلة، ستكون “أغلبية وطنية” وذلك في أول تعليق له، عقب الاجتماع الذي عقد في الحنانة، بالنجف.   
  
وقال الصدر في تغريدة على “تويتر”، تابعها موقع “الحل نت”: “لا شرقية ولا غربية حكومة اغلبية وطنية”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.