تواصل الأطراف المشاركة في محادثات فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني اجتماعاتها إضافة إلى المباحثات الأمريكية-الإيرانية الشبه غير معلنة بشكل رسمي، مع تصريحات ومحادثات تشير إلى إحياء وشيك للاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، في ظل رفض إسرائيل لهذا الاتفاق مع تحركاته المختلفة الأخيرة في دول المنطقة.

إحياء الاتفاق النووي الإيراني

قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، اليوم السبت، إن إيران والقوى العالمية على وشك إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، بحسب وسائل الإعلام.

من جانبها، أعلنت الخارجية الإيرانية أن الوزير حسين أمير عبد اللهيان بحث مع منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل آخر مستجدات محادثات الاتفاق النووي الإيراني في فيينا.

وشدد بوريل، مستعرضا جهود جميع الأطراف، على أن محادثات فيينا وصلت إلى مرحلة حساسة وتتطلب قرارات جادة من الجميع.

بدوره، شكر عبد اللهيان خلال المحادثة الهاتفية جهود جوزيف بوريل، وجهود كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، كما شدد على أن الخيار المؤكد لإيران هو عدم تجاوز “خطوطها الحمراء”.

وأشار اللهيان، إلى استعداد إيران للتوصل إلى اتفاق جيد، كما وشدد على ضرورة اتخاذ قرار سياسي من الطرف الآخر.

وأوضح، أن إيران تسعى إلى “اتفاق جيد، ولكن في إطار المصالح الوطنية مع رعاية خطوطها الحمر في المفاوضات”.

وأكد الجانبان أن المحادثات قد وصلت إلى مرحلة حرجة وأن جميع الأطراف قد أكملت معظم العملية وخلصت الجزء الأكبر من مسار المفاوضات بشكل جيد، في إشارة تفيد بقرب التوصل إلى “اتفاق نووي إيراني”.

ومن المقرر أن يصل، إنريكي مورا ، المنسق الأوروبي لمحادثات إحياء الاتفاق النووي في فيينا، إلى طهران، مساء اليوم السبت، وبحسب وكالة أنباء “إرنا”، فإنه سيجتمع يوم غد الأحد، مع علي باقري كني، وبعض “كبار المسؤولين” في الحكومة الإيرانية.

وكان قد أعلن مورا، في تغريدة له عبر حسابه الشخصي على منصة “تويتر”، مساء أمس الجمعة، قائلا إن الزيارة تأتي “محاولة لسد الفجوات المتبقية في محادثات فيينا”، مضيفا أن “أشياء كثيرة أصبحت على المحك، وعلينا اختتام هذه المحادثات”.

فيما قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جاك سوليفان، إنه إذا فشلت الدبلوماسية، فإن الضغط على إيران سيزداد.

وقال عبد اللهيان اليوم السبت، إن رفع العقوبات الأمريكية عن الحرس الثوري الإيراني كان من بين المطالب الرئيسية لطهران في محادثات إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وفقا لوكالة “رويترز”.

وبحسب تقارير صحفية، من بين الشروط التي وضعتها إيران أيضا هي التزام واشنطن بعدم الانسحاب من الاتفاق النووي، ورفع جميع العقوبات الأميركية على طهران.

بينما لم تحدد واشنطن موقفا رسميا حول هذه الشروط  حتى الآن، حيث اكتفت بالقول إنها تدرس موضوع إزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة “التنظيمات الإرهابية الأجنبية”. لكنها رفضت طلبين آخرين من طهران، خاصة فيما يتعلق بعدم انسحاب واشنطن، مرة أخرى، من الاتفاق النووي، وصرحت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنها لا تستطيع اتخاذ قرار نيابة عن الإدارات الأميركية اللاحقة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، قبل أيام إنه بعد ما يقرب من عام من المفاوضات فإن “الأمر متروك الآن لإيران لاتخاذ قرارات قد تكون صعبة”، بحسب صحف غربية.

قد يهمك: مناكفات إيرانية جديدة في مفاوضات الاتفاق النووي

واشنطن قد تسمح لموسكو بشراء اليورانيوم الإيراني

تدرس الولايات المتحدة إمكانية السماح لروسيا بشراء فائض اليورانيوم المخصب من إيران بموجب شروط اتفاق نووي جديد، وفقا لما نقلت شبكة “فوكس نيوز” الأميركية.

وبموجب الاتفاق النووي في عام 2015، فإن روسيا قد وافقت على شراء فائض اليورانيوم الإيراني حتى لا تتمكن الحكومة من صنع سلاح نووي، وهو دور يمكن إحياؤه في الصفقة الجديدة، بحسب “فوكس نيوز”.

ونقلت الشبكة عن المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس القول إن الولايات المتحدة مستعدة لأن تلعب روسيا نفس الدور الذي لعبته في السابق.

كما قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان هذا الأسبوع إن دور روسيا في شراء اليورانيوم الفائض من إيران كان “جزءا أساسيا من كيفية ضماننا أن البرنامج النووي الإيراني مسيطر عليه تماما”.

وتابع: “الآن، لسنا مضطرين إلى الاعتماد على أي دولة في أي عنصر معين من الصفقة، ولكن هذا هو الدور الذي لعبته روسيا في الماضي، وهو دور لم يكن له بالضرورة أهمية سياسية، ولكن كان له دور على الصعيد العملي”.

وانخفضت أسعار النفط بشكل طفيف الخميس الفائت، بعدما قالت واشنطن أن المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني أحدثت “تقدما مهما” وأن الاتفاق “بات قريبا”، مؤكدة معلومات مماثلة صدرت عن الجانب الإيراني.

قد يهمك: مطبات جديدة في مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.