يواجه حزب النصر التركي “Zafer Partisi” دعوى قضائية رفعت عليه منذ أيام، من قبل مجموعة محامين أتراك، جاء فيها مطالبات بإغلاق الحزب على خلفية التحريض العلني للناس على الكراهية والعداوة وارتكاب الجرائم.
الدعوى القضائية التي تقدم بها مجموعة محامين إلى المدعي العام في ولاية بورصة، جاءت على خلفية تهديد فرع حزب النصر في ولاية بورصة، أكاديمي تركي بترحيله بعد ترحيل المهاجرين.
وتقدم كل من المحامين جنكيز يلماز ومحمد مصطفى أوزنفور ومصعب أوكان ويعقوب أوزنفور وعمر فاروق جيلان برفع الدعوى للمدعي العام في ولاية بورصة ليصدروا فيما بعد بيانا حول ما جاء في مضمونها ضد حزب النصر التركي.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه ما ستفضي إليه نتائج هذه الدعوى وهل ستشكل بالفعل ضغطا على الشخصيات المسؤولة عن إدارة الحزب، تواصل عدة هيئات ومنظمات حقوقية استخدام السبل القانونية لمناهضة انتشار خطابات الكراهية والعنصرية في البلاد.

حول أثر هذه الدعاوى القانونية

تعليقا على الدعوى، يقول الناشط في قضايا اللاجئين في تركيا، طه الغازي، لـ “الحل نت”: “الدعوى رفعت ضد حزب أوميت أوزداغ وهي مبنية على إثارة الحزب لنعرات طائفية واستخدام لخطاب الكراهية والعنصرية، وهي حلقة من الحلقات التي كانت الهيئات والمنظمات الحقوقية التركية اتخذتها في الفترة الماضية كسبيل لمناهضة خطاب الكراهية بحق السوريين”.
وليست هذه الدعوى هي الأولى من نوعها ضد حزب تركي يعتمد على نشر خطب الكراهية بهدف حشد الشعبية، بل سبقها عدة دعاوى مماثلة.
على ضوء ذلك، يضيف الغازي: إن “الأمر بدأ سابقا عندما تم رفع دعوى على إيلاي أكسوي، العام الماضي، إضافة لدعوى أخرى رفعت على رئيس بلدية بولو، تانجو أوزجان”.
ويتابع في حديثه لـ “الحل نت” أن هذه الدعاوى ستشكل بلا شك آلية ضغط على شخصيات تقدم خطابا عنصريا، وقد تكون غير كافية لأن الأهم في هذا المقام هو طريقة تعاطي الحكومة التركية مع خطاب الكراهية والعنصرية، لكن بالنهاية المنظمات الحقوقية التركية بمجال عملها تقدم ولو جزئية بسيطة في هذا المجال.
ومنذ تأسيسه، يتوعد حزب النصر بأنه في حال تسلم رئاسة تركيا سيعيد اللاجئين السوريين من تركيا، بينما كان قد قال رئيس الحزب، أوميت أوزداغ، إنه “سيعيد اللاجئين السوريين لبلادهم ولو بالقوة إن اضطر الأمر”.

كيف وجدت الدعوى طريقها للنائب العام

لم تكن الدعوى القضائية التي قدمها مجموعة محامين أتراك ضد حزب النصر التركي إلا بعد تهديدات فرع الحزب في ولاية بورصة أكاديميا تركيا بإرساله إلى “الصحاري العربية” بعد ترحيل اللاجئين.
وبدأت الحادثة في رد من حزب النصر في ولاية بورصة على منشور للأكاديمي التركي، إحسان شن أوجاق، والذي جاء فيه: إن “المعادين للأتراك ليس مكانهم في تركيا وإنما الصحاري العربية، ولن يتم نسيان من يعيشون تحت ظل العلم التركي ويعادون الأتراك، سنرحلك بعد اللاجئين ولو بالقوة”.
وكان الأكاديمي التركي، قد نشر تغريدة على حسابه الشخصي في تويتر، بتاريخ 11 نيسان/ أبريل الماضي، جاء فيها، أن المؤمن الآسيوي أو الأفريقي باختلاف اللون أو اللغة أو العرق أقرب له مليون مرة من المواطنين الأتراك ممن لا يراعون تعاليم دينهم.
وجاءت الدعوى القضائية التي رفعت للنيابة العامة في ولاية بورصة ولم يتم حسمها بعد، بسبب تهديدات الحزب للأكاديمي التركي وتحريض الحزب بشكل علني على إثارة الكراهية والعنصرية وارتكاب الجرائم مطالبين بإغلاقه.
الجدير بالذكر، أن حزب النصر التركي والمسؤولين فيهم وعلى رأسهم مؤسسه، أوميت أوزداغ، يكاد يكون شغلهم الشاغل، اللاجئين السوريين في البلاد، حيث ساهموا في توسيع خطاب الكراهية بحق اللاجئين السوريين معتمدين في كثير من الأحيان على معلومات مضللة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.