لا تزال المقارنات التي تبرز في أوربا بين اللاجئين السوريين ونظرائهم الأوكرانيين تشكل ما يشبه التمييز بينهما، وعنصرية واضحة في تصريحات بعض المسؤولين الأوربيين، ففي الوقت الذي لم يخرج السوريين من بلدهم نحو بلاد اللجوء إلا بعد مرور سنة كاملة على الانتهاكات الجسيمة التي تعرضوا لها، فقد لجأ الأوكرانيين في الأسبوع الأول من بدء الغزو الروسي لبلادهم، بالإضافة إلى الكثير من الفوارق بين الجهتين.

اتهامات للسوريين باللجوء وترك عائلاتهم في سوريا

في تصريحات جديدة تتخذ منحى تمييزيا ضد اللاجئين السوريين، قال الرئيس التشيكي، ميلوش زيمان، بأن الرجال السوريين تركوا أطفالهم وزوجاتهم في البلاد قبل خروجهم، في حين أن الذكور الأوكرانيين بقوا في بلادهم للدفاع عنها، في مقارنة بين اللاجئين السوريين والأوكرانيين، بحسب تقارير صحفية.

وأضاف زيمان، في كلمة له في الأول من الشهر الجاري، أن بلاده ستستمر في دعم اللاجئين الأوكرانيين وفضلهم على اللاجئين السوريين، ومشيرا إلى أن اللاجئين الأوكرانيين هم من النساء والأطفال، بينما بقي الرجال يقاتلون في بلادهم، في حين ادعى زيمان أن اللاجئين السوريين هم من فئة الرجال الذين تركوا زوجاتهم وأطفالهم خلفهم في سوريا.

قد يهمك:انتقادات للأوربيين بسبب ازدواجية المعايير والتمييز بين اللاجئين

أزمة أوكرانيا سبب لخطاب عنصري

أدت أزمة اللجوء الأوكرانية إلى وقوع العديد من الساسة الأوربيين، والإعلاميين الغربيين،  في سقطة أخلاقية كبيرة، تنافي الحديث عن حقوق الإنسان وحقوق اللاجئين، التي طالما اعتبروها حقوقا مقدسة.

ففي نهاية العام الفائت، رفضت معظم الدول الأوربية استقبال المزيد من اللاجئين القادمين من سوريا وأفغانستان، ومناطق أخرى، كما قال رئيس وزراء هنغاريا فيكتور أوربان، في كانون الأول/ديسمبر الماضي،”لن نسمح لأحد بالدخول”، بينما بعد الحرب في أوكرانيا، صرح بقوله”سنسمح للجميع بالدخول”، بحسب متابعة “الحل نت”.

وفي مطلع آذار/مارس الماضي، ومع بدء موجة اللجوء الأوكراني لدول الجوار، تابع “الحل نت”، ، تصريحات وكلمات أطلقها صحفيون وسياسيون تحمل طابعا “عنصريا” تجاه قضية اللجوء، منها ما قالته مراسلة محطة “ان بي سي” الأميريكية، كيلي كوبيلا، “بصراحة هؤلاء ليسوا لاجئين من سوريا، هؤلاء لاجئون من أوكرانيا، هؤلاء مسيحيون، إنهم بيض، إنهم مشابهون جدا للأشخاص الذين يعيشون في بولندا”.

وكان رئيس الوزراء البلغاري، كيريل بيتكوف، أن”هؤلاء ليسوا بلاجئين ممن اعتدنا عليهم، فهؤلاء أوروبيون، أذكياء ومتعلمون، أي أن موجة اللجوء هذه لا تشبه الموجة التي اعتدنا عليها من الأشخاص الذين لا نعرف من هم، لأن ماضيهم غير واضح المعالم، ويمكن أن يكون بينهم إرهابيون”.

وكانت التصريحات من بعض الأوربيين، أثارت عددا من الانتقادات مع بدء اللجوء الأوكراني لدول الجوار الأوربي، فقد انتقدت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، شابيا مانتو، في آذار/مارس الماضي، ما وصفته “ازدواجية المعايير التي تنتهجها بعض الدول الغربية تجاه اللاجئين”، داعية إلى التعامل مع طالبي اللجوء بشكل أكثر إنسانية ورأفة، وأضافت، أن التصريحات العنصرية العلنية لبعض السياسيين والصحفيين من الدول الغربية تثير التمييز بين اللاجئين، مشيرة إلى أن استخدام عبارات مثل، البيض الأوربيين، وتعبيرات مسيئة عن اللاجئين السوريين والأفغان، أثارت انتباه كثيرين وتسببت في موجة انتقادات واسعة، بحسب متابعة “الحل نت”.

إقرأ:قضية اللاجئين الأوكرانيين: هل فضح الترحيب بالهاربين من الغزو الروسي “عنصرية الغرب”؟

يذكر أن السنوات الثلاث الأخيرة، شهدت انتهاكات واسعة بحق اللاجئين، ومعظمهم من السوريين، خاصة في دول كاليونان التي أقامت معتقلا جماعيا على الحدود اليونانية – التركية، تحتجز فيه مئات طالبي اللجوء الراغبين بالعبور إلى أوربا، بالإضافة إلى قبرص التي تحتجز بين فترة وأخرى طالبي لجوء في سجون رسمية وسط أوضاع إنسانية صعبة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.