مبادرة طرحها “وسيط سياسي بارز” على “التيار الصدري” و”الإطار التنسيقي”، هدفها تجميد “الميليشيات الولائية” المقربة من إيران لمدة 6 أشهر.

حسب موقع “ألترا عراق“، فإن الوسيط السياسي الذي لم يتم الكشف عنه بعد، اجتمع بالطرفين “التيار” و”الإطار”، وطرح عليهما المبادرة.

لم يتم رفض المبادرة حتى الآن ولا الموافقة عليها، لكن زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر طالب مرارا بإنهاء السلاح السياسي، وعليه فهو لا يعارض المقترح بشكل مبدئي.

المعارضة ربما تأتي من قبل قوى “الإطار التنسيقي” التي تمتلك الميليشيات الموالية لإيران، خصوصا بعد خسارتها في الانتخابات المبكرة الأخيرة التي جرت في 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2021.

هل ستنجح المبادرة وهل سيتم تجميد “الميليشيات الولائية”؟ وماذا لو تم التجميد؟ ماذا سيحصل بعد انقضاء مدة التجميد وهي 6 أشهر؟

للقراءة أو الاستماع:

يقول الخبير الأمني والباحث السياسي هاوكار الجاف، إن المبادرة من حيث الطرح هي مهمة للغاية؛ لأنها ستساهم بإنهاء انتشار المظاهر المسلّحة في المدن العراقية وتبث الطمأنينة على الشارع العراقي.

خشية مما بعد التجميد

الجاف يضيف لـ “الحل نت”، أما من حيث الواقع، فإنه من الصعب جدا تطبيق تلك المبادرة؛ لأن قيادات “الميليشيات الولائية” المنضوية في “الإطار” لا تريد خسارة أبرز ما تمتلكه في العراق، وهو سلاحها المنفلت.

لا يعتقد الجاف أن المبادرة ستتم، لكنه يقول إن الوسيط الطارح للفكرة، يبدو أنه اختار مدة معينة إن تم الالتزام بها، يلجأ بعدها لاتخاذ قرار بتمديد التجميد لو حصلت حالة من الثقة بين “التيار الصدري” و”الإطار التنسيقي”.

ويردف الحاف، أن قوى “الإطار” التي تنضوي تحت عباءتها “الميليشيات الولائية”، تعاني من خسارات لا متناهية، منها خسارة الانتخابات، وتراجع قاعدتها الشعبية بشكل كبير، وصورتها سلبية لدى كل القوى السياسية الآخرى.

لذا، فالسلاح الذي تمتلكه هو الوحيد الذي يمكّنها حاليا من فرض نفوذها وقوتها في الداخل العراقي سواء بالمشهد السياسي أو على صعيد القوى المجتمعية الرافضة لها، على حد تعبير الجاف.

ليس ذلك فحسب، بل آن قادة “الميليشيات” تخشى من المصير الذي سيلحق بها لو استغنت عن السلاح، مثل الزج بالسجون والمحاكمة وفق القانون للعديد من القيادات المتهمة بجرائم كثيرة، وفق الجاف.

قلق من الصدر

هاوكار الجاف يوضح، أن قوى “الإطار” تخشى من إمكانية تحقق ذلك السيناريو من قبل الصدر، خاصة وأنه عندما جمّد فصيله “جيش المهدي”، ضحّى بالعشرات من قيادات ذلك الفصيل بزجّهم في السجون.

ويتابع، القلق ينتاب قادة “الميليشيات” من سيناريو مشابه قد يفعله الصدر لو شكّل الحكومة المقبلة، فمن يستغتي عن أتباعه ويزجهم في السجون، لا يتردد في فعل ذلك مع الآخرين.

الجاف يشير، إلى أن المعضلة الأساسية التي تمنع تطبيق المبادرة هو عدم ثقة “الإطار” بمقتدى الصدر؛ لأنه حتى لو أعطاهم ضمانات بعدم استهدافهم قانونيا، يدركون بأنه متقلب الطروحات والمزاج ولا يقف عند موقف ثابت.

بالتالي، فإن المبادرة لن تنجح ولن يتم تجميد “الميليشيات”؛ نتيجة قلق قيادات “الإطار” من النتائج التي ستتبع التجميد، رغم أن استمرارهم بامتلاك السلاح سيزيد من خسارتهم في العملية السياسية المقبلة، بحسب هاوكار الجاف.

للقراءة أو الاستماع:

وتنتشر في العراق نحو 70 ميليشيا موالية إلى إيران، أبرزها “كتائب حزب الله، عصائب أهل الحق، بدر، وكتائب سيد الشهداء”، وهي تعود بالولاء العقائدي إلى المرشد الإيراني علي خامنئي.

بداية فكرة التجميد

مقتدى الصدر، كان أول من أسّس ميليشيا مسلّحة في عام 2003، بعد إسقاط أميركا لنظام صدام حسين، وذلك تحت ذريعة مواجهة “المحتل الأميركي” في البلاد حينها.

نفسه مقتدى الصدر، هو أول من استخدم فكرة “التجميد” عام 2008، حين قام بتجميد “جيش المهدي”، لتتناسل من رحمه “الميليشيات الولائية” الحالية، التي أسّستها قيادات انشقّت عن الصدر.

ويحتفظ الصدر حتى الآن بفصيل يعرف باسم “سرايا السلام”، أسّسه عام 2014، لحماية المراقد الدينية الشيعية من احتمالية استهدافها من قبل “داعش”، بعد سيطرته على ثلث مساحة العراق، في حزيران/ يونيو 2014.

ويفوق تعداد “سرايا السلام” نحو 100 ألف مسلّح، وهم الأكثر عددا مقارنة بـ “الميليشيات الولائية”، لكن “السرايا” لا تنتشر في المدن ولا تحتك بالسكان مثلما تفعل “الميليشيات الولائية”.

للقراءة أو الاستماع:

يجدر بالذكر، أن الصدر أكّد في مناسبات متعددة، استعداده لنزع سلاح “سرايا السلاح”، شرط أن تقوم قيادات “الإطار التنسيقي” بنزع سلاح “الميليشيات الولائية” أولا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.