يبدوا أن رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، لم يتمكن من الصمود أمام الشكوى والحراكات السياسية التي طالبت بإقالة أمين بغداد، متهمينه بالفشل والفساد، حيث أصدر الكاظمي اليوم الاثنين، أمرا ديوانيا يإنهاء تكليف علاء معن من مهام أمانة بغداد.

وبحسب وثيقة صادرة من مكتب رئيس الوزراء، حصل موقع “الحل نت” على نسخة منها، فإن “الكاظمي وافق على إنهاء تكليف علاء معن من مهام أمين بغداد”.

اقرأ/ي أيضا: الكاظمي “وسيط” بين العامري والصدر: ما هو السر؟

لمقتضيات المصلحة العامة

وبينت، أن “القرار جاء وفقا لمقتضيات المصلحة العامة واستنادا إلى الصلاحيات الدستورية والقانونية”.
وأشارت الوثيقة إلى أن، الكاظمي وجه بهامشه المثبت على طلب الاستقالة، قائلا: “بغداد وأهلها ظلموا كثيرا، وقد كنت أنتظر من أمين بغداد أن ينهض بواقعها بما يكفي ويليق بأهلها”.

وأضاف: “لكن للأسف النتائج لم تكن ترتقي إلى مستويات التعهدات والتوقعات، بل كثرت الوعود وقل العمل، ووصل واقع خدمات العاصمة إلى مستوى لا يمكن القبول به”.

وأردف أنه “ومن أجل العمل سريعا على تصحيح هذا المسار بإدارة تلبي استحقاقات بغداد الأصالة والعراقة، أوافق على طلب إنهاء تكليف علاء كاظم معن-أمين بغداد، وينفذ الأمر من تاريخ صدورها”.
وكان النائب الأول لرئيس مجلس النواب حاكم الزاملي قد طالب في أواخر شباط الماضي بسحب يد أمين بغداد.

مطالبات الزاملي بسحب يد المعمار استندت إلى “ضعف تقديم الخدمات بمدينة الصدر مقارنة بما تشهده من كثافة سكانية”، حسب وثيقة النائب الأول.

ع

اقرأ/ي أيضا: بعد عامين على حكومته.. ما الذي حققه الكاظمي؟

ضغط صدري ومحاباة الكاظمي

وكان مجلس النواب العراقي قد عقد اجتماعا مع في 14 شباط الماضي بحضور أمين بغداد ووكلائه والمديرين العامين في الأمانة، لمناقشة الأسباب التي أدت إلى تردي واقع الخدمات في مدينة الصدر، وآليات تطوير مستوى الخدمات فيها.

ووفقا لوثقية الزاملي، أنه عقب عقد الاجتماع بـ 14 يوما “لم نلحظ أي تطور في تقديم الخدمات بل وعلى العكس من ذلك، زادت المعوقات والعراقيل والتلكؤ في العمل بشكل واضح ومتعمد”.

إلا أن قرار إنهاء مهام المعمار الذي تربطه علاقة وثيقة بالكاظمي، فتح باب السؤال على أسباب ذلك، لاسيما وأن كتاب إنهاء تكليفه جاء موافقة على طلب استقالة، وهذا النسق الذي عرف الكاظمي به منذ تسلمه زمام السلطة، بالتعامل مع المواقف الحرجة، بدفع المسؤول إلى تقديم استقالته بدلا عن إقالته في حال مواجهة ضغط معين، ولحفظ ماء الوجه.

وأثار موقف الكاظمي الكثير من التكهنات، خصوصا في ظل مطالبات التيار الصدري في غير مرة بسحب يد أمين بغداد، وفي هذا الشأن يقول الباحث السياسي صفاء الراشد، إن “الحديث عن أمين بغداد وسلوكه وإدارته كثر، وهذا واضح للجميع، إلا أنه وعلى ما يبدو فيه محاباة للتيار الصدري”.

وأضاف أنه “في الوقت الحالي التيار الصدري يعتبر الجهة الأكثر فعالية في المشهد السياسي، كما أنه كم هو واضح أن الكاظمي يعمل ضمن أجندتهم وهذا لا يعني أن الكاظمي في غفلة بل هذا مؤكد أنه يسعى لولاية ثانية من خلال مباركة صدرية”.

بالتالي أن “رضوخ الكاظمي إلى كل ما يمليه عليه التيار الصدري، واستمراره في التمجيد لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، طبيعي يكون لغرض معين، وفي الوقت الحالي أن الكاظمي يراهن على استمرار عدم توافق الأطراف السياسية واستثمار ذلك لصالحه، خصوصا وهو يعمل على توثيق جميع الأواصر”.

اقرأ/ي أيضا: لجان الكاظمي التحقيقية.. ما مصيرها في حالة مغادرته لرئاسة الوزراء؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.