بالرغم من مضي سنوات على مجزرة “سباكير” لكن المشهد الأكبر من كواليس الجريمة ما يزال غائبا، ولعل من بينه أماكن دفن الجثث التي ما يزال ذويها في انتظار الكشف عنها منذ ذلك الحين.

لكن خيوط الجريمة تستمر بالتكشف من حين إلى آخر، ويعتمد ذلك على التوصل إلى ممن تورط بالجريمة من عناصر التنظيم، إذ ستشهد الأيام المقبلة إعادة فتح ملف المفقودين في قضية المجزرة التي ارتكبتها عصابات “داعش” قبل ثماني سنوات. 

إعادة فتح هذا الملف، جاءت بعد أن تمكنت مفارز المديرية العامة للأمن والانضباط في “الحشــد الشــعبي”، من القبــض على أبرز المشاركين في المجزرة المدعو “ضرغام أبو حيــدر”، بحسب صحيفة “الصباح” الرسمية. 

حيث اعترف المتهم وفقا للتحقيقات الأولية بإعدام 600 شخص من ضحايا سبايكر، كما وجدت في هاتفه الخاص فيديوهات تثبت تورطه بالجريمة، كما ورد في الصحيفة اليوم السبت، وتابعها موقع “الحل نت”. 

https://twitter.com/mayar99m/status/1542843829602107392?s=21&t=XKJJul7l0U3feReMWy3gKQ

اقرأ/ي أيضا: أحكام قضائية بحق 9 مدانين بتنفيذ حادثة “سبايكر”

الاعترافات هي الدليل

كما أشارت إلى أن “اعترافــات المتهــم أرشدت القــوات الأمنية علــى مقابر جماعية للمجزرة لم تكتشف لحد الآن. 

وسبايكر هي مجزرة جرت بعد أسر جنود منتسبين إلى الفرقة 18 في الجيش العراقي المكلفة بواجب حماية انبوب النفط الرابط بين بيجي ومنطقة حقول عين الجحش في الموصل في قاعدة سبايكر الجوية من العراقيين في 12 حزيران/يونيو 2014، وذلك بعد سيطرة تنظيم داعش على مدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين وبعد يوم واحد من سيطرتهم على مدينة الموصل حيث أسروا نحو 2000 جندي بحسب التقديرات. 

واقتاد التنظيم الجنود إلى منطقة القصور الرئاسية وسط تكريت، ليقوموا بقتلهم هناك وفي مناطق أخرى رميا بالرصاص ورميهم في نهر دجلة. 

وبث التنظيم مشاهد مصورة من المجزرة بهدف إشاعة الخوف في نفوس عناصر قوات الأمن العراقية، وقد اثرت المجزرة بشكل سيئ في نفوس عوائل الضحايا حيث خرجوا بمظاهرات لمحاكمة القادة المقصرين. 

ووجه ذوي الضحايا أصابع الاتهام إلى رئيس الوزراء حينها نوري المالكي، فيما طالبوا عبر تظاهرات عدة بمحاسبته إلى جانب القادة العسكريين المقصرين في الحادثة. 

اقرأ/ي أيضا: الكاظمي يوجه بتحويل مكان حادثة “سبايكر” إلى متحف

ما علاقة المالكي؟

في إحدى المظاهرات تمكنوا من دخول البرلمان وطالبوه بمحاسبة القادة الذين اتهموهم بتسليم سبايكر لداعش، وبعدها حدثت الكثير من المظاهرات من قبل أهالي الضحايا حيث أدت بعضها إلى إغلاق جسر في بغداد بضع مرات احتجاجا على تأخر الحكومة في بيان مصير أولادهم أو اتخاذ إجراءات سريعة.

وفي العام 2016، أعلنت السلطات العراقية تنفيذ أحكام الإعدام بحق 36 مدانا بارتكاب مذبحة قاعدة سبايكر الجوية في تكريت عام 2014.

ومنتصف العام 2016، أصدرت محكمة عراقية، حكما أوليا بإعدام 9 مدانين في “مجزرة سبايكر”، وقال بيان لمجلس القضاء الأعلى إن “المحكمة الجنائية المركزية في رئاسة استئناف الرصافة الاتحادية في بغداد، أصدرت أحكام بالإعدام بحق 9 مدانين اشتركوا بتنفيذ مجزرة سبايكر” التي جرت في محافظة صلاح الدين.

وأوضح البيان أن “المدانين اعترفوا باشتراكهم في تنفيذ جريمة سبايكر وقتل عدد من الأبرياء وفقا لمخططات إرهابية أثناء سيطرة عصابات داعش على المحافظة”.

وإجمالا، أصدرت السلطات العراقية أحكام إعدام بحق 112 من المدانين بتنفيذ “مجزرة سبايكر” بين عامي 2016-2021، نفذ منها 76 حكما بالإعدام، ‎وفق إحصاء استندت إلى إعلانات رسمية من السلطات القضائية.

اقرأ/ي أيضا: (صور): القبض على «أخطَر» المُشاركين بمَجزرَة “سبايكر” في العراق

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.