بسبب ارتفاع الأسعار إلى مستويات عبثية وانعدام القدرة الشرائية، خصوصا لذوي الدخل المحدود، ارتفعت الاحتياجات لضيافة عيد الأضحى بأكثر من 30 بالمئة مقارنة بعيد الفطر، مما جعل الوصول إليها صعبا على المواطنين السوريين، كما تراجعت نسبة الشراء للعائلات التي لديها القدرة على المحافظة على طقوس العيد من الشراء بالكيلو إلى الغرامات.

حلويات العيد فوق التصوّر

مع قرب حلول عيد الأضحى، ارتفعت أسعار الحلويات في سوريا بشكل ملحوظ مقارنة بالعيد الماضي، إذ تجاوزت أسعارها 120 بالمئة.

ووفقا لمالك محال “تاج محل” للحلويات، محمد الزعبي، فقد انضمت حلوى العيد إلى قائمة “الشطب” من قوائم التسوق الخاصة بأصحاب الموارد المحدودة هذا العيد، مشيرا إلى أن عملية الشراء تغيرت لتصبح بالقطعة وليس بالكيلو أو العلبة، لأن طقوس العيد قد تغيرت أو اختفت كليا تقريبا بسبب ارتفاع أسعار معظم المواد في السوق.

وحسب حديث الزعبي لـ”الحل نت”، فإن كلفة صنع المعمول في المنزل وصلت إلى أبعاد وهمية، إذ تراوحت مكوناته بين السميد والطحين والمكسرات، التي تكلف أكثر من 40 ألف ليرة للكيلو الواحد، وتتراوح تكلفة التمور بين 9 و 11 ألف ليرة للكيلو الواحد، والزيت النباتي بات يكلف ما لا يقل عن 22 ألف ليرة للتر الواحد، في حين يحتاج المواطن ربع مليون ليرة في حال أراد عمل 4 كيلو معمول.

أما بالنسبة لحلويات العيد المُعدّة مسبقا، فقد أكد عبد الرزاق أمين حبزة، أمين سر جمعية حماية المستهلك، أن أسعارها مرتفعة جدا عما يتصوره الجميع، بسبب ارتفاع المكونات (السمنة والفستق والسكر والدقيق)، وأنها تضاعفت منذ العيد السابق، ونتيجة لذلك، فإن أي شخص كان قادرا على صناعة الحلويات في المنزل، أصبح الآن غير قادر على ذلك بسبب تدني القدرة الشرائية.

ولفت حبزه، في حديثه لصحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الأحد، إلى أن “كيلو النمورة المحشية بالقشطة 25 ألف ليرة، ويتم استبدال القشطة بالنشاء والحليب والسميد، وتحتوي على نسبة رطوبة عالية ونسبة قطر عالية، ويتم وزن العبوة الفارغة من ضمن المادة الغذائية وهذه مخالفة”.

وبالنسبة للحلويات الجاهزة، وصل سعر الكيلو لبعضها إلى 100 ألف ليرة وهناك حلويات بين 50 و100 ألف ليرة وتباع الحلويات بناء على بيانات التكلفة.

ضيافة الفقراء مفقودة في الأسواق

حاليا، اختفت ذرة “الفشار” أو ما تعرف محليا بضيافة الفقراء من السوق السورية، ومن الشركات الكبرى التي كانت تنتجها وتبيعها، بالإضافة إلى ذلك، فقد ارتفعت أسعارها مؤخرا بنسبة 40 بالمئة مقارنة مع الذرة المستوردة، كما أنها ارتفعت بمقدار 1000 ليرة للكيلو الواحد من الذرة البلدية المحلية.

مشاهد الازدحام المعتاد عليها قبل الأعياد في محال الحلويات اختفت كليا في سوريا، فبحسب الصحيفة، فقد ارتفعت أسعار المكسرات مع موجة التضخم التي طالت الأسعار حول العالم بأكثر من 40 بالمئة، وفقد ارتفع الفستق الإيراني بنحو 50 بالمئة، والكاجو ارتفع بنحو 20 بالمئة من مصدره بالهند.

وقال أمين سر جمعية حماية المستهلك، عبد الرزاق حبزه، أن الأزمة في أوكرانيا، هي السبب الرئيس في ارتفاع أسعار ضيافة الفقراء، لأنها تُعد أكبر مورد للذرة خلال موسم الأعياد.

وفيما يتعلق بأسعار المكسرات والحمضيات، ادّعى حبزه، أنه لا يوجد سعر محدد في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، لأنه يعتمد على بيانات التكلفة، وهذه البيانات تختلف من محمصة لأخرى، وكذلك بين نوعية السلع، سواء كانت جديدة أو قديمة، وكثير منها يتعرض للضرر بسبب عدم استهلاكها، أو تخزينها بطريقة غير سليمة.

الجدير ذكره، أنه نتيجة لغياب التدخل حكومي أو الرقابي، الأمر الذي حوّل الأسواق إلى فوضى وزاد من استغلال التجار للمستهلكين، لا سيما في موسم الأعياد، حتى تلك السلع التي تعد في موسمها الآن، شهدت ارتفاعات غير مبررة في أسعارها، ورغم انخفاضها الطفيف مؤخرا مقارنة بالفترة الماضية، إلا أن هذا الانخفاض الذي حصل لم يصل بعد إلى مستوياته المعهودة، والتي يجب أن تتناسب مع مستوى رواتب المواطنين بطبيعة الحال، وسط فشل حكومة دمشق في تحقيق وعودها بضبط الأسعار، وتخفيف الحمل على عاتق المواطنين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة