ما يزال الاتفاق النووي الإيراني بين أخذ وجذب، في ظل المناورات الإيرانية للتهرب من الشروط الأميركية، والغربية لإتمام الاتفاق، فضلا عن مطالبتها بضمانات متعلقة في احتمالية انسحاب أحد الأطراف من الاتفاق مستقبلا.

تصريحات إيرانية

رئيس المنظمة الإيرانية، محمد إسلامي أكد الأربعاء، أن: “طهران لن تسمح بعمليات تفتيش تتجاوز ما هو منصوص عليه في الاتفاق النووي المبرم عام 2015، في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة، للردّ على مقترح لإحياء الاتفاق“.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية، تسجيلات مصورة، لإسلامي، ادعى فيه، أن إيران ملتزمة بعمليات التفتيش، ضمن إطار الاتفاق النووي المرتبطة بالقيود النووية.

واعتبر المسؤول الإيراني، أن بلاده “تلتزم بمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، المعروفة باسم معاهدة إن بّي تي، وبالضمانات“.

إيران تتنازل؟

وكانت وكالة “رويترز”، نقلت قبل يومين عن مسؤول أميركي تأكيده، أن إيران تخلت عن بعض مطالبها الرئيسية، بشأن إعادة إحياء الاتفاق النووي، ومن أبرزها، أن يغلق المفتشون الدوليون بعض التحقيقات في برنامجها النووي، ممّا يعزز إمكانية التوصل إلى اتفاق.

الجانب الإيراني، رد على اقتراح الاتحاد الأوروبي، بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني في وقت مبكر من يوم الثلاثاء، حيث تطالب إيران، بأن يتم تعويضها إذا انسحب أي رئيس أمريكي مستقبلي من الاتفاق.

ونقلت شبكة “سي إن إن” قبل أيام، عن مصدر دبلوماسي قوله إن: “القضية الرئيسية التي تواجه إحياء الاتفاق، هي الضمانات المطلوبة من الجانب الإيراني، والتي تضمن تعويض إيران في حال قررت الإدارات الأمريكية، في المستقبل الانسحاب مرة أخرى من الصفقة“.

قد يهمك: الأسد يلتقي أردوغان في دولة ثالثة.. رسائل روسية إلى وزير الخارجية السورية؟

وتضع إيران، شروطا يصفها مراقبون بـ“التعجيزية“، لاستئناف المفاوضات المتعلقة بالاتفاق النووي، وقالت الخارجية الإيرانية، إنه تم إحراز تقدم نسبي في محادثات فيينا النووية، لكن التقدم لم يلبّ تماما المطالب القانونية لطهران، فيما طالبت الجانب الأميركي بـ“إبداء مرونة أكثر لإحياء اتفاق عام 2015”.

وكان الاتحاد الأوروبي في الاجتماع الأخير، وزع “النص النهائي” لإعادة إحياء الاتفاق النووي التاريخي، الذي يضمن لإيران تخفيفا للعقوبات مقابل فرض قيود صارمة على برنامجها النووي.

وقال جوزيف بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، على تويتر، “ما يمكن التفاوض عليه تم التفاوض عليه وهو الآن في نص نهائي، ومع ذلك خلف كل قضية فنية وكل فقرة يكمن قرار سياسي، يجب اتخاذه في عواصم الدول المعنية“.

أما الخارجية الأميركية، فقالت، إن “النص الذي طرحه الاتحاد الأوروبي، هو الأساس الوحيد الممكن لإحياء الاتفاق النووي مع إيران المبرم عام 2015”.

وأضافت الخارجية الأميركية، إن “الولايات المتحدة مستعدة للتوصل إلى اتفاق سريع على أساس مقترحات الاتحاد الأوروبي“، مضيفة أن “إيران قالت مرارا إنها مستعدة لإحياء الاتفاق النووي، لنرى ما إذا كانت أفعالهم تتسق مع أقوالهم“.

في ظل التطورات والمستجدات الأخيرة بشأن الاتفاق النووي الإيراني، يتضاءل التفاؤل في الأفق حول العودة للاتفاق، في ظل ظهور عقبات جديدة أمام الاتفاق النووي.

وتتمثل هذه العوائق في الهجوم الأخير الذي حصل على الكاتب البريطاني، سلمان رشدي، وتوجيه الاتهام إلى الإيراني هادي مطر، إضافة إلى فضح المؤامرة الإيرانية لاغتيال مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، بحسب وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية.

الوكالة الأميركية، أوضحت، إن الإعلان عن نتائج المفاوضات قد يكون قريبا جدا، ونوّهت إلى أن “إدارة بايدن تواجه عقبات سياسية محلية جديدة قد تكون مستعصية أمام التوصل إلى اتفاق دائم“، في الوقت الذي تنتظر فيه أميركا، وأوروبا، رد إيران الأخير على اقتراح الاتحاد الأوروبي النهائي.

من جانبه، صعّد أعضاء في الكونغرس الأميركي، والذين تعهدوا منذ فترة طويلة بتفجير أي اتفاق بين واشنطن، وطهران. بحسب تقرير الوكالة، معارضتهم للمفاوضات مع إيران، التي رفضت قيادتها التراجع عن تهديدات القتل ضد رشدي أو بولتون.

ولفتت الوكالة، إلى أن إيران، تتعهد بالانتقام لقتل إدارة دونالد ترامب السابقة، جنرال إيراني (كبير علماء الذرة الإيرانيين محسن فخري زادة) عام 2020، من خلال قتل وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، ومبعوث إيران برايان هوك، وكلاهما لا يزال تحت حماية أمنية.

ووفق تقرير الوكالة، فإنه ورغم أن هذه التهديدات لا تغطيها الصفقة، التي تتعلق فقط ببرنامج إيران النووي، إلا أنها تؤكد حجج معارضي الصفقة، بأن إيران لا يمكن الوثوق بها بمليارات الدولارات في تخفيف العقوبات التي ستحصل عليها في حال إعادة إحياء الاتفاق النووي.

وتعليقا على هذا الأمر، قال الخبير في الشؤون الإيرانية في مؤسسة “كارنيجي” للسلام، كريم سدجادبور: “إتمام هذه الصفقة النووية سيكون أكثر صعوبة من اتفاق العام 2015، حيث لا توجد أوهام هذه المرة بشأن اعتدال السلوك الإيراني، أو حصول تعاون أكبر بين الولايات المتحدة، وإيران“.

وأشار سدجادبور، إلى أن الحكومة الإيرانية ستحصد “عشرات المليارات جراء تخفيف العقوبات عليها“، وشدد على أن “النظام الإيراني سيستمر في معارضة الولايات المتحدة، وسيستخدم العنف ضد منتقديه في الداخل والخارج على حد سواء“.

اقرأ أيضا: الكشف عن حالات مزرية.. الجنود الروس في أوكرانيا يلهثون وراء الماء والطعام

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.