في 17 أيلول / سبتمبر الحالي، يبدأ العام الدراسي 2022/2023، في مناطق شمال غرب سوريا، وتحديدا في محافظة إدلب، وفق ما أعلنت “حكومة الإنقاذ”، التابعة لـ “هيئة تحرير الشام”(جبهة النصرة سابقا) المسيطرة على المنطقة. 

ولا يخفى على أحد ما آل إليه مستوى التعليم في محافظة إدلب، وخاصة بعد انقطاع الدعم عن المدارس العامة من قبل المنظمات الدولية المانحة، وشبه انعدام الدعم المادي من قبل “الإنقاذ” للقطاع التعليمي، مما دفع المستثمرين إلى افتتاح مدارس خاصة، تعمل على جباية الرسوم السنوية من الطلاب المتقدمين إليها. 

لكن قيمة الرسوم المالية في المدارس الخاصة، باتت عائقا أمام آلاف العوائل الذين كانوا ينون إقحام أولادهم في الصفوف الدراسية لهذا العام.

250 دولار لطالب الصف الأول 

حسن الأحمد مدني من محافظة إدلب قال لموقع “الحل نت”: “لم يعد باستطاعتي إدخال ولدي محمد البالغ من العمر ستة أعوام في المدرسة لهذا العام، بسبب ارتفاع تكاليف الدراسة السنوية لطلاب الصف الأول بالمدارس الخاصة بإدلب”. 

وأضاف الأحمد، أن “القيمة المادية التي فرضت هذا العام من قبل المدارس الخاصة بمحافظة إدلب، وصلت لـ 250 دولارا أمريكيا، دون أجور التنقلات الخاصة بالمدرسة”. 

وأوضح الأحمد، أن “تكلفة تعليم طالب الصف الأول في هذا العام، قد تصل إلى 500 دولارا أمريكيا، تقسم إلى أجور المدرسة، والقرطاسية الخاصة بالطالب، والأدوات الدراسية اللازمة”.

لا ثقة بالمدارس العامة

مصادر مطلعة قالت لموقع “الحل نت”، إن “المدارس العامة في محافظة إدلب، التي تتبع لمدرية التربية والتعليم، لم تعد محط ثقة لآلاف العوائل الذين لديهم أطفال مقبلين على المدارس”.

واعتبرت المصادر، أن” السبب الرئيسي يعود لعدم وجود رواتب للمعلمين في تلك المدارس، مما سبب تسرب من قبل المعلمين أنفسهم من المدرسة بشكل عام”. 

وأشارت المصادر إلى أن “المدارس العامة باتت فقط للمعلمين المتدربين، والخرجين الجدد، أما الأساتذة الذين يحملون خبرة طويلة بالتدريس توجهوا للمدارس الخاصة لوجود مردود مالي افضل، ومستمر طيلة العام الدراسي”. 

زيادة في نسبة التسرب 

المصادر ذاتها، رجحت خلال حديثها مع “الحل نت”، زيادة في نسبة التسرب المدرسي هذا العام، وخاصة ضمن المناطق الريفية، التي تبعد عن المدراس الخاصة.

ونوهت المصادر بأن “أكثر من ثلثي العوائل المقيمة بمناطق شمال غرب سوريا، غير قادرة على دفع أقساط المدارس الخاصة، فمن لديه أربعة أطفال تصل تكلفة تعليمهم إلى 1500 دولارا أمريكيا، في وقت أن مدخول العائلة لا يتجاوز 100 دولار شهريا”. 

وتعاني محافظة إدلب في شمال غربي سوريا، من ضعف شديد في القطاع التعليمي بسبب قلة الدعم المقدم من الجهات الدولية المانحة، بعد سيطرة “حكومة الإنقاذ” التابعة لـ “هيئة تحرير الشام” على المنطقة.

وسبق أن أصدر فريق “منسقو استجابة سوريا” تقرير تضمن تفاصيل حول ضعف الاستجابة في قطاع التعليم من قبل المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة، حيث وصلت نسبة العجز إلى 85 بالمئة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة