ارتفاع متواصل للتوتر بين إسرائيل وإيران، مع إصرار الاخيرة على تهريب ونقل شحنات الأسلحة إلى “حزب الله” اللبناني، بطرق مختلفة، ما يعرّض المنطقة لمزيد من خطر الاستهدافات الإسرائيلية.

بعد كشف الطرق الإيرانية في تهريب الأسلحة عبر سوريا، تسعى إيران إلى إيجاد طرق جديدة عبر الخطوط الجوية إلى لبنان، ما يعني أن المطارات اللبنانية قد تكون عرضة للضربات الصاروخية من قِبل إسرائيل خلال الفترة القادمة.

وسائل جديدة

تقرير إسرائيلي نقلته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، كشف قبل أيام عن وسيلة جديدة تتبعها الميليشيات الإيرانية لنقل شحنات الأسلحة، مشيرة إلى تورط شركة الطيران الخاصة “ماهان إير“، في عمليات نقل الأسلحة إلى “حزب الله” اللبناني.

إسرائيل كانت قد أعلنت قبل نحو أسبوعين، أنها بدأت حملة لإحباط مسار التهريب الإيراني الجديد عبر لبنان، وهددت كذلك بقصف مطار بيروت الدولي، في حال استمرار التحركات الإيرانية في المطار.

التقرير أوضح كذلك أن “الحرس الثوري” الإيراني، يقوم بشراء تذاكر طيران من شركة “ماهان” لمسافرين وحمولات مدنية تبدو بريئة، ولكنها تشمل أسلحة وعتادا وآليات لصنع الأسلحة والصواريخ.

الباحث المختص في الشؤون الإيرانية إسلام المنسي، أوضح أن النظام الإيراني، بدأ بالبحث عن طرق جديدة لتهريب الأسلحة، بعد كشف كافة الطرق القديمة، مشيرا إلى أن التحركات الإيرانية قد تُعرّض لبنان بأكمله لخطر الاستهداف خلال المرحلة القادمة.

المنسي قال في حديث خاص مع “الحل نت“، “النظام الإيراني يبحث عن طرق جديدة لنقل شحنات الأسلحة وتهريبها إلى حزب الله في لبنان، بعد اكتشاف الطرق القديمة، وسوريا ليست آمنة، بمعنى أنها صارت مستهدفة من قبل القوات الإسرائيلية وهدفا معروفا، إذ أصبحت جميع مناطق التمركز الإيرانية أهدافا دائمة أمام الطيران الإسرائيلي، وبالتالي بدأ النظام الإيراني يبحث عن مسارات جديدة لتهريب الأسلحة إلى حزب الله وكان اللجوء إلى لبنان“.

بيروت في خطر بسبب إيران

المنسي اعتبر أن التحركات الإيرانية الجديدة، تضع العاصمة اللبنانية بيروت أمام تهديد كبير، وأضاف “بالتأكيد الاستخدام للمناطق المدنية لنقل معدات عسكرية، يعرّض ليس فقط مطار بيروت، بل الوطن اللبناني كله لاستهداف محتمل، حدث هذا مرارا قبل ذلك، ونحن الآن ربما نكون أمام حالة من التهديد تحيط بلبنان، وبالتالي يمكن اعتبار أن النظام الإيراني يجازف بأمن الدولة اللبنانية من أجل مصالحه الخاصة“.

التقرير الإسرائيلي، ارتكز في المعلومات التي قدمها على دراسة قام بها مركز “عَلما“، المتخصص في مجال البحوث الأمنية حول الجبهة الشمالية في إسرائيل وترأسه سريت زهافي، وهي ضابطة متقاعدة من الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية.

تقول الدراسة، إنها “رصدت نشاط شركة الطيران الإيرانية الخاصة ماهان إير، التي تقوم بتسيير رحلات جوية من إيران إلى عدّة أهداف، منها سوريا ولبنان وتركيا ودول أوروبا الشرقية وغيرها، وأنها تنقل أسلحة ومعدات حساسة لحزب الله“.

إسرائيل أكدت كذلك أنها صور ومعلومات عن عشرات الطيارين في الشركة، الضالعين في عمليات تهريب الأسلحة إلى سوريا ولبنان خلال العام الفائت، مشيرة إلى أنها ستنشرهم قريبا.

 عودة العمليات العسكرية

مؤخرا عادت القوات الإسرائيلية لاستراتيجية العمليات النوعية ضد المجموعات الإيرانية في المنطقة، وخاصة في سوريا ولبنان، ما يوحي بتراجع تل أبيب ربما عن فكرة الحرب المفتوحة والمباشرة واللجوء إلى عمليات القصف المركزة.

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، أعلن الأسبوع الماضي، مسؤولية قوات بلاده، بشن ضربة جوية استهدفت مؤخرا قافلة دخلت سوريا من العراق، مشيرا إلى أن الهدف كان شاحنة تحمل أسلحة.

قد يهمك: لقاء ثلاثي تركي روسي سوري.. قمة “غير مشروطة” للتقارب مع دمشق؟

كوخافي قال أمام مؤتمر استضافته جامعة “رايشمان” في تصريحات نقلها موقع قناة “الحرة“، إنه “لولا المخابرات الإسرائيلية، لربما لم نعلم أن من بين 25 شاحنة في القافلة، كانت هناك شاحنة تحمل أسلحة وهي الشاحنة رقم ثمانية“.

بالمقاطعة مع تصريحات المسؤولين في العراق، يبدو أن الهجوم الإسرائيلي كان قد وقع في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، حيث أكد مسؤولون في العراق أن الهجوم تم عبر طائرة مسيّرة ودمرت شاحنتين تحملان الوقود.

الباحث المختص في الشؤون الإيرانية الدكتور هاني سليمان، رأى أن العمليات النوعية ضد القوات الإيرانية في سوريا، هي الخط الأساسي في المواجهات بين الجانبين، وستكون الأساس مع عمليات الاغتيال والهجمات السيبرانية في حال استبعاد فكرة الحرب المباشرة.

سليمان قال في حديث سابق مع “الحل نت“، “عودة الجانب الإسرائيلي لقصف الشحنات الإيرانية في سوريا، تؤكد أن هذا هو الخط الأساسي في المواجهات الإسرائيلية الإيرانية خلال الفترة الأخيرة، فخط المواجهة النوعية هذا هو الأساس، الحرب المباشرة أعتقد أنها بعيدة عن المواجهات المختلفة الإيرانية الإسرائيلية“.

المواجهات الثنائية بين إيران وإسرائيل، انتقلت من المربع التقليدي إلى مناطق مختلفة، وذلك بعد توسع إيران في سوريا، ما زاد من مساحة المواجهات، الذي أدى إلى زيادة الضغط بطبيعة الحال على إسرائيل لمواجهة إيران.

حول ذلك أضاف سليمان، “كان هناك العديد من العمليات النوعية المتبادلة، بدأتها إسرائيل بعملية الرد على استهداف إيران للنواقل الإسرائيلية أو حركة الملاحة، كذلك حرب المسيّرات التي بدأت في سوريا بين الجانبين“. كما لدى إسرائيل سَبْق فيما يتعلق بالعمليات الخاصة باغتيال علماء البرنامج النووي الإيراني، بهدف تعطيل وصول إيران للسلاح النووي، أو عبر استهداف قادة “الحرس الثوري” الإيراني مؤخرا.

لجوء إسرائيل إلى العمليات النوعية والمركّزة، قد يجنّب الشرق الأوسط حربا مفتوحة بين اثنتين من أبرز القوى الإقليمية في المنطقة، لكن استخدام طهران للمطارات المدنية في المنطقة لتنفيذ عمليات تهريب الأسلحة، قد يكون سببا في تعرّض هذه الدول لعمليات قصف كبيرة من قِبل إسرائيل ما لم تتوقف إيران عن تصرفاتها الاستفزازية.

كذلك فإن هناك فرص أخرى لتجنيب المنطقة الحرب، وذلك من خلال جهود إحياء المسارات الدبلوماسية للعودة إلى الاتفاق النووي، لا سيما وأن التوتر الإيراني الإسرائيلي، سببه بالدرجة الأولى رغبة إسرائيل في منع إيران من امتلاك القنبلة النووية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.