بعد عرضه الحلقة الـ 17 من مسلسل “قط أحمر” الذي يتم تقديمه على شاشة “يو تي في” المحلية، رفع أحد المحامين دعوى قضائية ضد الفنان أحمد وحيد، بتهمة الإساءة للقضاء والسخرية من القاضي الراحل محمد عريبي.

دعوة المحامي، فتحت الباب لانتقادات أوسع من ذلك، حيث اتهم مواطنون، وحيد بـ “السخرية من القاضي الراحل”، وذلك في الوقت الذي دافع عنه آخرين، وقالوا إنه مجرد مشهد كوميدي لم يسئ فيه الفنان لأحد.

الحملة الناقدة ضد وحيد، دفعت إلى حملة مضادة عبّر عنها فنانون عراقيون بارزون، إلى جانب البعض من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك في الوقت الذي نشر فيه الفنان أحمد وحيد تدوينة على صفحته أوضح من خلالها موقفه من كل تلك الاتهامات، وتابعها موقع “الحل نت”.

موقف أحمد وحيد

أحمد وحيد، قال، بما أن الموضوع وصل إلى القضاء (…)، معبّرا عن ذلك باللهجة العامية، “فلازم أتكلم شوية، الشخصية الي قدمتها في مشهد المحكمة ما إلها أي علاقة بالقاضي محمد العريبي رحمة الله عليه”، وذلك في إشارة إلى أن المشهد لم يكن يقصد من خلاله القاضي الراحل.

اقرأ/ي أيضا: تقارب الرياض وطهران.. إذعان سعودي لواقع حال النفوذ الإيراني؟

وحيد أضاف، إن كل شخصية أقلدها لازم أضبط نبرة صوتها، وصوتي في مشهد المحكمة ما كان له علاقة نهائيا بصوت المرحوم، خصوصا وأن صوته مميز جدا ومن السهل أن تميزوا بين صوته وصوتي أنا في شخصية القاضي.

من ناحية أخرى، لفت وحيد إلى أن، “الشخصية التي أقلدها أحرص على تقليد حركة يديها وتعابير وجهها، والمرحوم كان هادئ جدا عندما يتكلم وكان يحرك يده اليمين فقط عند الكلام، في حين أنا كنت في المشهد أحرك كلتا يدي وتعابير وجهي بعيدة كل البعد عنه”.

إضافة إلى ذلك، فإن الشخص متوفي، وليس من المروءة ولا من الأخلاق أن تقلد شخصا ميتا لتسيء إليه، وكذلك أن الراحل ينتمي لعشيرة معروفة في جنوب العراق ولها ثقلها ومكانتها، ومن غير المعقول أن أكون خصما لها، وأُسيء لابنها المتوفي.

وحيد بيّن، أن “شخصية القاضي التي قدمتها لم تكن شخصية فاسدة أو ظالمة، بل كانت شخصية قاضي عادل يحاسب المسيء وينصر المظلوم، لذلك لم تكن الشخصية تسيء لأي قاضي، موضحا أن كل ما في الموضوع أن أشخاصا وجدوا أن الشوارب التي استخدمتها في المشهد دليلا على تقليد المرحوم، وهذا خطأ”.

خصوصا وأن منتسبي الدفاع والداخلية والسلك القضائي كثير منهم تكون شواربهم بارزة أكثر من غيرهم”، بحسب وحيد، الذي ختم بالقول، في النهاية أنا ابن هذا البلد وابن مدينة البصرة، ولا يمكن أن أدخل نفسي في مشاكل مع ابنائها.

حول ذلك، كتب المخرج العراقي البارز حامد المالكي، بأنه متضامن مع الفنان أحمد وحيد. دعونا نصنع دراما عراقية بلا تسقيط وتأويل مريض، على حد قوله.

 فإياكم أحمد وحيد 

من جهتها، طالبت الممثلة هديل كامل، بإبعاد أحمد وحيد عن التأويلات، والنيل بالكلمات، فهو فنان حريص على تقديم كوميديا عائلية نظيفة، يمكن مشاهدتها مع الأبناء من دون التوجس من أن يرد فيها ما هو خادش أو يحمل إيحاء ما.

غلاف مسلسل قط أحمر/ إنترنت + وكالات

كامل، قالت في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إن الشخصيات التي تقدم في الدراما أو الكوميديا، هي نماذج من حياتنا اليومية تعاملوا معها بتجريد من هويتها وانتماءاتها، كما أن الفن قيمته أكبر من تسديد الضربات الشخصية لعائلة او عشيرة او شخصية، الفن يتعامل مع جوهر المشكلات وله طرق مختلفة في تقديمها.

اقرأ/ي أيضا: “خان الذهب“.. دراما عراقية تقترب من المتابع وتبتعد عن الواقع

في الأثناء، لم يصدر أي موقف من القضاء العراقي بشأن الدعوى المقدمة بالضد من الفنان أحمد وحيد.

القاضي محمد عريبي، هو الذي ترأس جلسات محاكمة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وأركان نظامه بين عامي 2004 و2006، وقد توفي في العام 2021.

عريبي‎ من مواليد عام 1969 في العاصمة بغداد وعُين قاضيًا للتحقيق في المحكمة الجنائية العراقية العليا في محاكمة الرئيس الأسبق صدام حسين ونظامه في أول أغسطس/آب عام 2004.

وترأس عريبي الهيئة الثانية في المحكمة الجنائية العراقية العليا في 20 سبتمبر/أيلول 2006 التي نظرت في قضايا الأنفال وقمع “الانتفاضة الشعبانية” وصلاة الجمعة وقصف حلبجة وتصفية الأحزاب الدينية.

في 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2006 أصدرت المحكمة قرارها بإعدام صدام حسين وعدد من معاونيه شنقا، ثم ثبت الحكم في 26 كانون الأول/ديسمبر من ذات العام، وجرى تنفيذه في 30 من الشهر نفسه والذي كان يوافق عيد الأضحى ما أثار جدلا واسعا في العراق والعالم العربي.

الجدل الرمضاني في العراق

“قط أحمر”، هو مسلسل كوميدي متنوع ساخر يناقش القضايا السياسية والأمنية والاجتماعية بأسلوب كوميدي ساخر.

لم يكن “قط أحمر”، وحده العمل الدرامي في رمضان 2023 بالعراق، من التف حوله الجدل، بل يأتي ذلك في سياق جدل انطلق منذ ما قبل شهر رمضان، وبمجرد الإعلان عن الأعمال الدرامية التي سيجري عرضها خلال رمضان.

حيث احتدم الجدل، على وسائل التواصل الاجتماعي وحتى داخل “البرلمان”، حول ما يُوصف بـ الإساءات التي تنطوي عليها أعمال تلفزيونية رمضانية؛ فبالإضافة إلى مسلسل “معاوية” الذي حظر العراق عرضه، أثار مسلسلان آخران ضجة مع بدء عرضهما بداية رمضان الحالي.

المسلسل الأول “دفعة لندن” هو إنتاج قناة “إم بي سي” السعودية، عن قصة كاتبة كويتية، يتحدث عن يوميات طالبات من دول عربية مختلفة في العاصمة البريطانية لندن، ليشعل أحد مشاهد المسلسل الجدل إثر ظهور طالبة عراقية على أنها “خادمة” لزميلاتها الخليجيات. 

 ما دفع عراقيون إلى الاعتراض على أساس أن المسلسل “ينتقص” من العراقيات، وتصاعد الجدل ليتحول إلى ما يشبه أزمة علاقات عامة بين العراقيين والكويتيين، واتهم عراقيون الدراما الكويتية بأنها “تتعمد” الانتقاص من العراقيين بشكل ممنهج. 

 المسلسل الآخر هو مسلسل درامي عراقي عنوانه “الكاسر” أثار عرضه ضجة بعد أن صور نجل شيخ قبيلة من جنوب العراق في جلسة رقص، وأثار المسلسل ردود فعل وصلت إلى “البرلمان” العراقي حيث طالب نواب هيئة الإعلام والاتصالات بوقف عرضه، ما دفع الهيئة إلى إصدار أمر لقناة “يو تي في” المحلية بوقف المسلسل. 

عرض المسلسل أجج انتقادات من قبل جهات سياسية أغلبها مقربة لإيران، ومنها ميليشيا “عصائب أهل الحق”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة