“الضيافة من قريبه”في سوريا بسبب الغلاء.. ولا ساحات مخصصة للألعاب في العيد

في ظل الارتفاع المستمر بأسعار المواد الغذائية على مختلف أنواعها، جاءت فترة العيد لتُزيد من الأعباء المادية على السوريين، الذين اعتادوا شراء العديد من المواد والحلويات، تحضيرا لاستقبال عيد الفطر، الأمر الذي أجبر معظم العائلات على الاستغناء عن عدة أصناف أساسية اعتادوا شراءها في فترة العيد.

في ظل التحضيرات لاستقبال فترة العيد، تقول الجهات الحكومية إنها تعمل على إنهاء مظاهر “ساحات العيد” غير المرخصة، وذلك بعد الحوادث العديدة التي شهدتها هذه الساحات خلال العام الماضي وراح ضحيتها عدة أطفال.

إقبال على البسطات

رغم ارتفاع الأسعار وضعف القدرة الشرائية، فقد سجلت الأسواق السورية إقبالا واسعا على شراء “ضيافة العيد”، فهو طقس موروث ومرتبط بمناسبة دينية، لذلك فهو على قائمة أولويات معظم العائلات، لكن الشراء اقتصر هذا العام على السكاكر والحلويات البسيطة منخفضة الثمن.

تقرير لصحيفة “الوطن” المحلية، أشار إلى أن الإقبال زاد على البسطات في الأسواق الشعبية، كونها تبيع بأسعار أقل من المحلات التجارية، إلا أن “المواد المُباعة على البسطات أقل جودة من المحلات التجارية لكنها ليست رديئة بالمطلق وذات أسعار معقولة”.

فمحلات بيع الشوكولا المتوسطة والسكاكر الفاخرة، شهدت إقبالا متواضعا، بعد أن وصل سعر كيلو الشوكولا ما بين 30 و150 ألف ليرة، وذلك حسب النوعية والماركة، وكيلو السكاكر المتوسطة ما بين 25 و75 ألف ليرة، الأمر الذي جعل الأهالي يتّجهون للبسطات المنتشرة بالشوارع والساحات، لشراء ضيافة العيد لكونها أرخص.

قد يهمك: محمد فؤاد يفجر مفاجأة من العيار الثقيل.. “كنت عارف إني رايح لرامز جلال”

أما الشوكولا الفاخرة، فقد يصل سعرالكيلو منها الآن قبل العيد إلى 250 ألف ليرة سورية، والراحة المحشية بالفستق الحلبي ما بين 75 إلى 125 ألف ليرة كمان أن هناك أنواعا أغلى، فيما يتراوح سعر كيلو السكاكر الفاخرة ما بين 80 إلى 150 ألف ليرة.

على البسطات كان الإقبال مضاعفا، حيث تُباع الشوكولا بسعر 25 ألف ليرة سورية للكيلو الواحد، فيما يُباع كيلو السكاكر بـ 14 ألف ليرة، وكيلو الراحة بنحو 15 ألف.

كذلك شهدت محلات بيع المكسرات ارتفاعا طفيفا في معدلات الإقبال قبل أول أيام العيد، وبلغ سعر أوقية الفستق السوداني ما بين 5500 إلى 7500 ليرة، وأوقية بزر الشمس ما بين 3500 إلى 6500 ليرة، وأوقية بزر القرع أو الكوسا ما بين 8000 إلى 10000 ليرة، وأوقية بزر الجبس ما بين 5000 إلى 8000 ليرة، والقضامة الهشة بنحو 5000 ليرة، والقضامة السكرية مابين 4000 إلى 6000 ليرة.

منع ساحات العيد؟

عادة ما تشهد ساحات العيد التي تنتشر في سوريا خلال فترة الأعياد، حوادث عديدة يذهب ضحيتها أطفال، إما بسبب الأطعمة المكشوفة التي تباع بدون رقابة، أو عبر ما يعرف بـ”ألعاب العيد”، التي يتم تشييدها بجهود محلية وبعيدا عن أية جهات رقابية.

الجهات المعنية أعلنت هذا العام، أنها ستشدد على منع بيع الألعاب والمفرقعات النارية ومسدسات الخرز للأطفال في كل الفعاليات والمحال التجارية خلال أيام عيد الفطر السعيد، حيث يقوم عناصر الدائرة الصحية في مجال المدن بتوجيه الإنذارات لكل الفعاليات والمحال التجارية لضرورة الالتزام بعدم بيع هذه الألعاب تحت طائلة الإغلاق والمساءلة القانونية.

في مدينة حمص أشار رئيس مجلس المدينة عبد الله بواب في تصريحات للصحيفة المحلية، أن ساحات الألعاب في العيد لن يتم تركيبها إلا بموجب رخصة قانونية، مشيرا إلى أنه لم يتقدم أحد بطلب لمجلس المدينة لترخيص ساحة ألعاب خلال العيد حتى تاريخه، وبالتالي لا يوجد أي ساحات مخصصة للألعاب بالعيد

عادة ما تنتشر المراجيح وألعاب العيد المختلفة في الساحات السورية خلال فترة الأعياد، وهي عبارة عن ألعاب حديدية كبيرة بديلة عن مدن الملاهي النظامية، إلا أن هذا الانتشار يأتي غالبا بشكل عشوائي، دون أي رقابة حكومية تشرف على اتّباع قواعد السلامة الضرورية لحماية زبائن هذه الألعاب، والذي هم غالبا من الأطفال، ما يؤدي لوقوع المخاطر.

عيد “الأضحى” الفائت، شهد زيادة ملحوظة في إصابات الأطفال الناجمة عن السقوط من المراجيح وألعاب العيد، حيث بلغ عدد الإصابات 82 إصابة، فيما تم تسجيل حالتي وفاة لطفلين نتيجة نزف دماغي، بحسبما أكدت مصادر طبية حينها.

ظاهرة انتشار هذه الألعاب في الأعياد، ليست بجديدة على الساحات السورية، فعادة ما تكتظ الساحات السورية في مختلف المحافظات بالأطفال، وهم زبائن هذه الألعاب المنتشرة بدون ترخيص نظامي، ويتم تشييدها بدون أدنى معايير السلامة.

هذه الألعاب تشهد إقبالا واسعا، بسبب انخفاض أسعارها مقارنة بالملاهي النظامية المرخصة، فيما تغض الحكومة الطرف عن ملاحقة أصحاب هذه الألعاب، فلا هي تزيلها، ولا تقوم بتنظيمها أو وضع لجان تشرف على تشييدها خلال فترة العيد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات