ما أسباب انخفاض أسعار السمك في سوريا للنصف؟

في ظل الغلاء المستمر بأسعار لحوم المواشي والدواجن ضمن الأسواق السورية، تحاول العائلات السورية البحث عن بدائل لتحضير الوجبات المنزلية اليومية خاصة، بعدما وصل متوسط سعر لحم الدجاج لـ 55 ألف ليرة، محافظا على المكاسب التي حققها خلال شهر رمضان الماضي.

مع بدء موسم صيد السمك، فإن بديلا للحوم قد اقتحم الأسواق السورية خلال الأيام القليلة الماضية، حيث أفاد تقرير لموقع “أثر برس” المحلي، بأن سوق مدينة بانياس للسمك على الساحل السوري، “غصّ بأنواع مختلفة من الأسماك وبكميات جيدة”.

ومع بدء موسم الصيد، استطاع الصيادون على الساحل جلب كميات وافرة من الأسماك، ومع كثرة العرض في الأسواق، شهدت أسعار لحوم السمك انخفاضا ملحوظا عن الفترة السابقة، بلغت نسبته 50 بالمئة لمعظم أنواع السمك المختلفة.

أسعار لحم السمك

بحسب تقرير الموقع المحلي، فقد بلغ سعر سمك البلميدا المبرومة 15 ألف ليرة سورية للكيلو الواحد، والبلميدا العريضة بين 20-22 ألف ليرة، بعد أن كان يُباع الكيلو منها خلال الأيام الماضية بين 40-42 ألف، كما وصل سعر كيلو سمك الغبص إلى 25 ألف ليرة، والجراوي بين 30-33 ألف وكيلو السكمبري 25 ألف في حين كان يُباع سابقا بين 30-35 ألف ليرة.

العديد من أصحاب المسمكات، أكدوا بدء موسم الصيد الخميس، وذلك مع بدء تحسن الأحوال الجوية، وأشاروا إلى أن أسباب انخفاض الأسعار يعود بالدرجة الأولى إلى زيادة العرض في الأسواق فيما يخص مختلف أنواع الأسماك.

تقرير الموقع أشار، إلى أنه ورغم الانخفاض الملحوظ اليوم في أسعار السمك، إلا أن الإقبال كان ضعيفا إلى حدّ ما في سوق بانياس، الأمر الذي عزاه أصحاب المسمكات إلى عدم معرفة الأهالي بانخفاض الأسعار.

“أصبح خيار السمك هو الأفضل بين اللحوم”، قال حسن مادا، وهو أب في عائلة مكونة من أربعة أشخاص يعيش في مدينة اللاذقية، مؤكدا أن أسعار لحوم الدجاج والخروف، وصلت إلى أرقام جعلته عاجزا عن شرائها، خاصة في الأشهر القليلة الماضية.

قد يهمك: مشهد محذوف من “العربجي” يثير الجدل.. كيف علق باسم ياخور؟

مادا قال في اتصال هاتفي مع “الحل نت”، “أمس كانت وجبتنا الرئيسية من السمك، ومع أن تكلفتها كانت نظريا عالية فوصلت إلى نحو 50 ألف، لكن مقارنة مع أنواع اللحوم الأخرى، فالسمك الآن يُعدّ الخيار الأقرب والأرخص بالنسبة للحوم. أسعار اللحوم الحمراء ولحم الدجاج لم تعد مقبولة أبدا”.

ارتفاع أسعار البدائل

مؤخرا رغم انتهاء فترة شهر رمضان وعيد الفطر، التي تشهد عادة ارتفاعا في أسعار المواد الغذائية، ما تزال أسعار اللحوم تحافظ على مكاسبها التي حققتها خلال الشهر الفضيل، لتستقر عند أعلى مستوى سعري وصلت إليه خلال هذه الفترة، وسط صمت الجهات الحكومية وعجزها عن ضبط الأسعار، وفق قوائم التسعير التي تصدرها بشكل دوري.

سعر كيلو لحم الخروف الهبر سجل 85 ألف ليرة سورية، أما سعر سعر كيلو المسوّفة بحسب التقرير فوصل إلى 75 ألف، أما سعر لحم العجل فسجل أيضا 75 ألف ليرة للكيلو الواحد، حيث لم تسجل هذه الأسعار أي انخفاض منذ انتهاء شهر رمضان الفائت، مع وجود اختلافات طفيفة في الأسعار بين محافظة وأخرى.

استقرار الأسعار هذا، جاء على الرغم من انخفاض الطلب على اللحوم في بعض المناطق، حيث أشار تقرير الصحيفة المحلية، إلا أن تقديرات أصحاب متاجر بيع اللحوم، أشارت إلى أن الاستهلاك في محافظة درعا، انخفض بنسبة تقارب النصف مقارنة مع ما كان عليه الطلب خلال شهر رمضان الفائت.

أصحاب المتاجر، أعربوا كذلك عن خشيتهم من استمرار هذا الارتفاع في أسعار اللحوم، وذلك لأنه يؤثر على نسبة البيع لديهم، وبالتالي تعرّض بضاعتهم للكساد إضافة إلى الخسائر المالية، حيث دعا العديد منهم الجهات المعنية إلى تثبيت سعر اللحوم ومراقبة أسواق الماشية التي ما زالت خارج نطاق الرقابة والتسعير المُلزم، والتركيز على تجار المواشي الذين يتحكمون بالأسعار.

قد يهمك: دخل لـ“قلع ضرس” فخرج ميتا.. ما قصة الطفل زين العابدين في دمشق؟

العديد من العاملين في قطاع بيع اللحوم الحمراء في دمشق، أكدوا لـ”الحل نت”، أن زيادة الطلب على هذه اللحوم مرتبطة بشكل مباشر بارتفاع أسعار لحم الدجاج، التي تشهد أزمات متعددة خلال الأسابيع الماضية، حتى قاربت أسعارها من أسعار اللحم الأحمر، وبالتالي اتجه قسم من الاستهلاك إلى اللحوم الحمراء.

منذ مطلع الأسبوع الماضي سجلت أسعار الفروج ارتفاعات جديدة، حيث وصل سعر كيلو الشرحات إلى 60 ألف ليرة سورية، بعد أن كان لا يتجاوز 52 ألف قبل 15 يوما، كما وصل سعر كيلو الفروج المنظّف إلى 35 ألف ليرة بزيادة بلغت 3 آلاف.

يبدو أن الفترة القادمة ستشهد توجه شريحة واسعة من السوريين نحو استهلاك لحوم الأسماك، خاصة مع تحسّن أوضاع الطقس وزيادة وفرة الصيد، الأمر الذي سيخفّف الضغط ربما على سوق لحم الدجاج واللحوم الحمراء، لكن هل سيساهم ذلك في انخفاض أسعار هذه اللحوم لاحقا.