“رفع أسعار اللحم لصحة أفضل“.. مسؤول حكومي يثير سخرية السوريين حول اللحم والبيض

مع كل ارتفاع في أسعار السلع والمواد الغذائية في سوريا، يحاول المسؤولون الحكوميون باستمرار تبرير هذا الارتفاع، وإطلاق وعود تتعلق بضبط الأسواق، أو دعوة المواطنين بشكل غير مباشر إلى التّكيف مع الأسعار الجديد، عبر تصريحات غالبا ما تثير سخرية السوريين، الذين يواجهون بشكل شبه يومي أعباء اقتصادية جديدة بسبب ارتفاع الأسعار.

أسعار اللحوم بأنواعها، شهدت ارتفاعات متكررة منذ بداية العام الجاري، حتى وصل الأمر إلى استغناء الشريحة الأكبر من السوريين عن اللحوم واتجاههم لبدائل مختلفة من المنتجات الزراعية كالفطر وحتى البيض وغيره، في وقت خرج فيه أحد المسؤولين متحدثا عن فوائد هذه البدائل، ملمّحا إلى أن رفع أسعار اللحم فيه مصلحة صحّية للسوريين.

مدير “المؤسسة العامة للدواجن سامي أبو دان”، أفاد بأن المؤسسة حذرت منذ العام الماضي من وصول سعر البيضة إلى 1000 ليرة في حال لم تعالَج أسباب ارتفاع الأسعار، معتبرا أن المؤسسة تعمل على الحفاظ على استقرار السوق لبقاء السعر كما هو، حيث تم التواصل لتثبيته حتى عيد الأضحى بشكل مبدئي ليكون سعر طبق البيض 30 ألف ليرة بما يوازي التكلفة، علما أن تكلفة البيضة الواحدة من أرض المنشأ تتراوح بين 960-975 ليرة حسب قوله.

عزوف المنتجين

أبو دان أشار في تصريحات لإذاعة “المدينة إف إم”، إلى عزوف العديد من المنتجين، عن إنتاج البيض بسبب الخسائر الكبيرة، حيث وصلت خسارة البيضة الواحد خلال النصف الثاني من العام الماضي إلى 125 ليرة، الأمر الذي أدى إلى خروج نحو نصف المنتجين من الأسواق.

في معرض تبريره لغلاء اللحوم أشار أبو دان إلى أن المواطن السوري، “يتمتع بوعي ويلجأ للبيض لتأمين البروتين الحيواني لأفراد عائلته، كونه أرخص من سعر اللحم الأحمر ويؤمن وجبة كاملة” حسب قوله. 

تصريحات أبو دان أثارت سخرية واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال أحمد طه، تعليقا على تصريحات المسؤول الحكومي، “يعني منفهم من كلام المسؤول أنه الغلاء بصالحنا منشان نتوجه للبيض، ترا اللحم كمان مصدر منيح للبروتين”.

أما أسامة النجدي فعلّق على تصريحات ابو دان بالقول، “على أساس البيض أرخص يعني، حرفيا صارت البيضة بألف ليرة، من كتر ما غيرنا بالبرنامج الغذائي، ما ضل أي خيار فيه بروتينات، كل شي غالي، والمسؤولين مو شاطرين إلا بالتبرير، مستحيل حدا يطلع ويحكي فعلا خطة وحلول عملية، كلها تبريرات وهمية وما إلها أهمية”.

معظم العائلات السورية أصبح شراء اللحم خارج قدراتها المادية، في وقت شهدت فيه الأسواق انتشارا للفطر، حيث بدأ السوريون يستخدمونه كبديل عن اللحم في الطبخات والوجبات المنزلية، حيث يتم إضافته للخضروات بدلا من اللحم.

قد يهمك: ملايين الليرات.. ما هي أسعار “أضاحي العيد” في سوريا هذا العام؟

تقرير لصحيفة “تشرين” المحلية، أشار إلى أن الفطر في سوريا “تحوّل إلى كونه لحم الفقراء، حكما أنه بديل للحم الغنم بعدما تجاوز سعر الكيلو منه 95 ألف ليرة”، وذلك تزامنا مع زيادة الإقبال على زراعته في البلاد، حيث يتم إنتاج ما بين 20-30 كيلو من الفطر بالمتر الواحد المربع في كل دورة.

منذ بداية العام الجاري، شهدت أسعار اللحوم الحمراء قفزات كبيرة، حيث وصل سعر كيلو هبرة الخروف وهي أغلى أنواع اللحوم عادة إلى 140 ألف ليرة سورية، في وقت أشار فيه رئيس جمعية اللحامين بدمشق محمد يحيى الخن، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، إلى أن ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء مؤخرا عائدٌ لسببين رئيسين، أولهما أن الفترة الحالية هي فترة ولادة الأغنام، وبالتالي يمتنع المربّون عن بيع الخروف.

أسباب أخرى

أما السبب الثاني، فهو عزوف المربّين عن طرح الخرفان الكبيرة في الأسواق لبيعها، وذلك من أجل تخزينها وبيعها خلال أيام “عيد الأضحى”، لأنها مرغوبة كأضاح خلال فترة العيد، كذلك فإن هناك أسباب أخرى لارتفاع الأسعار كالتهريب الذي يلعب دورا أساسيا في رفع الأسعار، فضلا عن ارتفاع سعر العلف.

بالعودة إلى قائمة أسعار اللحوم في سوريا، فقد وصل سعر  كيلو الخاروف الحي إلى 44 ألف ليرة سورية، ولحمة العجل هبرة خالية من الدهنة إلى 85 ألف. هذه الأرقام تسببت بعزوف شريحة واسعة من العائلات السورية عن استهلاك اللحوم في وجباتهم اليومية.

أصحاب متاجر بيع اللحم، أعربوا عن خشيتهم من استمرار هذا الارتفاع في أسعار اللحوم، وذلك لأنه يؤثر على نسبة البيع لديهم، وبالتالي يعرضهم إلى كساد بضاعتهم إضافة إلى الخسائر المالية، حيث دعا العديد منهم الجهات المعنية إلى تثبيت سعر اللحوم ومراقبة أسواق الماشية التي ما زالت خارج نطاق الرقابة والتسعير المُلزم، والتركيز على تجار المواشي الذين يتحكمون بالأسعار.

مع استمرار ارتفاع أسعار مختلف السلع والمواد الغذائية في سوريا، لجأت الكثير من العائلات السورية ذات الدخل المحدود، إلى خفض استهلاكها من المواد الغذائية إلى حدوده الدنيا، فضلا عن استغناء بعض العائلات عن مواد معينة بشكل نهائي، كاللحوم الحمراء على سبيل المثال واللجوء إلى بدائل أخرى كلحم الدجاج والسمك.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات