فشل مريب لاتحاد كرة القدم السوري.. الاتهامات جاهزة والحجج مسبقة الحضور

سقوط بعد آخر، هكذا لخّصت جماهير كرة القدم السورية، الحال الذي وصل إليه “الاتحاد السوري لكرة القدم”، وذلك رغم التغييرات الذي جرت مؤخرا في إدارة الاتحاد، بعد ملفات الفساد التي تم فتحها خلال الأشهر والسنوات القليلة الماضية بحق إداريي الاتحاد.

على وسائل الإعلام دائما ما يتحدث الاتحاد عن نيّته تطوير كرة القدم السورية، لكنه في المقابل يتعرض لاتهامات عديدة من قبل الجماهير وأندية كرة القدم في الدوري السوري الممتاز، لاتهامات تتعلق بعرقلة عمل الأندية، أو اتخاذ إجراءات من شأنها عرقلة أي عمليات تطوير تخص الأندية السورية.

خلال الأسابيع القليلة الماضية، اجتمعت أندية الدوري السوري الممتاز لكرة القدم، على طلب قدمته إلى “الاتحاد السوري”، بغية تأجيل انطلاق مباريات الدوري، مبررة ذلك بضيق فترة التحضير، حيث تحتاج معظم الأندية إلى مزيد من الوقت من أجل صيانة أرضيات الملاعب والمدرجات، تمهيدا لضمان حضور جماهير كرة القدم في سوريا.

لا مبررات منطقية

دون تقديم أية مبررات منطقية، الاتحاد رفض مطلب الأندية السورية، وأصرّ على موعد انطلاق المباريات الرسمية في الخامس وعشرين من شهر آب/أغسطس الجاري، الأمر الذي استنكرته الأندية، واتهمت عبر مسؤولين فيها الاتحاد بعرقلة تطور الكرة السورية، كذلك أكدت الأندية بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية على أنها لن تقيم المباريات إذا ما ضمنت حضور الجماهير ضمن مدرجات مناسبة.

كذلك فإن الأندية بررت مطلبها تأجيل انطلاقة الدوري، ضيق فترة التحضير، حيث إن أغلب الفِرق لم تبدأ تدريباتها وما زالت في فترة التعاقدات، فيما رفض رئيس “الاتحاد السوري لكرة القدم” صلاح رمضان، التصويت على المطلب في الجمعية العمومية للاتحاد، مبررا ذلك بعدم إدراج الأمر على جدول الأعمال.

في الوقت الذي يدّعي فيه الاتحاد وجود خطط دائمة لتطوير كرة القدم في سوريا، يرفض مقترحات الأندية المعنية أساسا في التطوير، الأمر الذي استنكرته الجماهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقال حساب يحمل اسم أحمد حسن، “من يوم يومه الاتحاد باب للفساد وجمع الأموال والظهور، كل إدارة عم تكون أسوأ من اللي قبلها، الاتحاد يفترض يكون جامع للأندية ويسمع مطالبها، مو يعرقل جهودها”.

قضية تأجيل انطلاقة مباريات الدوري أخذت أصداء واسعة بين الجماهير السورية وكوادر أندية كرة القدم السورية، وقد أقدم رئيس نادي الوحدة واللاعب السابق ماهر السيد، على إطلاق مداخلة خلال اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد السوري، أكد خلالها على مطلب تأجيل انطلاق الدوري.

قد يهمك: “فريقنا بعيد كل البعد عن المستوى الدولي والآسيوي”.. انتقادات لمنتخب “السلة” السوري

السيد وخلال المداخلة التي تم بثّها عبر الإنترنت، أكد أنهم في نادي الوحدة لن يبدؤوا لعب المباريات الرسمية، بدون أرضية ملعب جاهزة، ومدرجات تليق بالجماهير السورية، وأضاف “تم إخبارنا قبل أربع أسابيع بموعد انطلاق الدوري، وهذه المدة غير كافية لتحضير الملاعب وتجهيز اللاعبين السوريين للعب مباريات رسمية”.

جماهير تستنكر

كلام السيد لاقى تأييدا واسعا بين الجماهير، الذين اعتبروا أن الأندية هي فقط من تعلم متى تكون جاهزة للعب المباريات الرسمية، لكن رئيس الاتحاد صلاح رمضان، يبدو أنه رفض مداخلة السيد، ورد عليه قائلا “هي مو مداخلة هي صار اسمها محاضر”، وذلك بعد أن همس له أحد مساعديه قائلا “هاد جاي يعمل مشاكل”.

دائما ما كانت كوادر “الاتحاد السوري لكرة القدم” تحت مرمى اتهامات، تتعلق بقضايا فساد، وعدم وجود خطة واضحة تضمن تقديم كرة القدم السورية بأفضل صورة ممكنة، الأمر الذي كان قد أثر كذلك على المنتخب السوري وليس فقط على الأندية المحلية.

فقد تراجع المنتخب السوري مرتبة واحدة على سلّم التصنيف الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” قبل أشهر، حيث حلّ في المرتبة 89 عالميا، وعلى الصعيد الآسيوي تراجع مرتبتين، ليحلّ في المركز 14، بعدما كان في المركز 12 على صعيد القارة، وجاء منتخب إيران الأول آسيويا.

كذلك تعرض المنتخب السوري لكرة القدم، لهزائم متلاحقة خاصة في العامين الأخيرين، في بطولات مختلفة، منها هزيمته في التأهل لمونديال 2022 أمام المنتخب الإيراني، في تشرين الثاني/نوفمبر 2021، في المباراة التي جرت بينهما في الأردن، فتلك الهزيمة دفعت باللجنة المؤقتة للاتحاد السوري لكرة القدم إلى حلّ الجهاز الفني والإداري لمنتخب سوريا الأول، وتشكيل جهاز فني وإداري جديد.

وزارة المالية السورية، أصدرت مؤخرا قرارا بالحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة للرئيس السابق لاتحاد كرة القدم في سوريا العميد حاتم الغائب، وزوجته أمل المناور، بتهم فساد في توريد معدات رياضية وتنفيذ عقود، ونص القرار على حجز الأموال احتياطياً لسداد المبالغ المترتبة عليه وتبلغ 979 ألفًا و204 يورو، مع الفوائد القانونية من تاريخ المطالبة حتى تاريخ السداد.

تجدر الإشارة إلى أن نادي الفتوة، فاز بلقب الدوري السوري لكرة القدم بعد 33 عاما من غياب كأس البطولة عن خزائن الآزوري، حاصداً اللقب للمرة الثالثة في تاريخه، حيث حقق النادي المنحدر من دير الزور اللقب بعد فوزه على نادي المجد بأربعة أهداف لهدف ضمن منافسات الجولة الـ 22 والأخيرة من عمر الدوري.