كل أسعار السلع ترتفع واللحوم الحمراء في انخفاض.. ما الأسباب وما علاقة المدارس؟

في ظل الانهيار الاقتصادي الأخير الذي تعيشه سوريا مؤخرا، حيث أسعار السلع والمواد الغذائية التي تضاعفت مراتٍ عدة، شهدت اللحوم الحمراء انخفاضا طفيفا في أسعارها، الأمر الذي يطرح التساؤلات حول أسباب هذا الانخفاض رغم الانهيار الاقتصادي الذي تعيشه البلاد منذ سنوات.

منذ عدة سنوات ونسبةً كبيرة من العوائل السورية استغنت بشكل نهائي عن اللحوم الحمراء، البعض استبدله باللحم الأبيض الذي يُعتبر منخفض الثمن إذا ما تمت مقارنته باللحم الأحمر، كذلك فإن انخفاض استهلاك اللحوم الحمراء، أصبح سببا في تهديد مهنة “اللحام”، الأمر الذي دفع اللحامين إلى إضافة سلع أخرى في متاجرهم أو بيع أنواع إضافية من اللحوم.

رئيس جمعية اللحامين بدمشق محمد يحيى الخن، أكد أن الأسواق السورية، شهدت خلال الأسبوع الأخير من الشهر الماضي وبداية الشهر الحالي حركة بيع ضعيفة، وتراجعا في بيع اللحوم بنسبة 25 بالمئة، حيث تراجع عدد الذبائح اليومي إلى 500 رأس غنم، في حين كان يصل إلى 650 رأس غنم مع بداية شهر آب/أغسطس الفائت.

انخفاض مفاجئ

في تصريحات نقلتها شبكة “غلوبال نيوز” المحلية، برّر الخن تراجع الإقبال على شراء اللحوم الحمراء، إلى بدء الموسم الدراسي للعام الحالي وتراجع الحركة السياحية، حيث ساهمت الحركة السياحية خلال الموسم الصيفي بتزايد الإقبال على اللحوم الحمراء في المطاعم والفنادق السورية.

أسعار لحم الغنم انخفضت نتيجة لهذا التراجع في الإقبال، حيث سجل سعر الخروف الحي 48 ألف ليرة سورية، وهبرة الخروف بين 150- 160 ألف ليرة، وكيلو الغنم المسوف بين 100- 110 آلاف ليرة، في وقت ارتفعت فيه أسعار لحم العجل بسبب ارتفاع معدلات الإقبال عليه.

سعر كيلو لحم العجل حي بلغ 43 ألف ليرة سورية، وكيلو هبرة العجل بـ 130 ألف ليرة، والعجل المسوف يباع بنحو 90 ألف ليرة، وشرحات العجل أو الفيليه فقد تجاوزت الـ 325 ألف ليرة، وبحسب تصريحات الخن، فإن غالبية العجول تُذبح في مسالخ ريف دمشق وتوزّع في دمشق لتوفير تكاليف نقلها وذبحها في دمشق.

قد يهمك: المظاهرات في السويداء تدخل الأسبوع الرابع.. كيف تسعى دمشق لاختراق الاحتجاجات؟

عدد من أصحاب محال “القصابة” وصفوا حركة السوق بالراكدة، إثر تراجع الطلب على شراء اللحوم إلى حدوده الدنيا، فانخفضت مبيعاتهم اليومية إلى ما يقارب النصف، الأمر الذي بات يهدد الكثير منهم بإغلاق محلاتهم والتوجه إلى مِهنٍ أخرى أكثر جدوى، على حدّ قولهم.

لحم الجمل

لحم الجمل المنتشر في الأسواق السورية ما يزال مصدره مجهولا، إذ لا توجد جهة حكومية تشرف على عمليات إنتاج لحم الجمل وبيعه في الأسواق، إضافة إلى أن أبرز أسباب ارتفاع الإقبال عليه، هو أن أسعاره رخيصة مقارنة بأنواع اللحوم الأخرى، الأمر الذي يطرح التساؤلات عن مصدر هذه اللحوم وسبب الانخفاض في أسعارها.

تقرير لموقع “أثر برس” المحلي، أوضح أن سعر كيلو لحم الجمل بلغ في الأسواق السورية 85 ألف ليرة سورية، وهو أرخص من لحم الغنم الذي يمكن لسعر الكيلو منه أن يتجاوز مئة ألف ليرة سورية، كذلك فإن نسبة الدهون في لحم الجمل هي أقل منها في اللحوم الأخرى، وهو ما يجعلها مرغوبة لدى الأهالي.

بحسب تقرير الموقع المحلي، فإن مصدر هذه الجِمال هي مزارعٌ خاصة بتربيتها، وذلك في ظل غياب مركز أو مسلخ تابع للحكومة يشتري منه بائعو اللحم، إذ إن جميعة اللحامينَ تضم 720 حرفي، لا يوجد بينهم أي “لحّام جمل”، حيث يتم ذبح الجِمال في مسالخ خاصة بريف دمشق.

غياب الدور الحكومي في عملية إنتاج وبيع لحم الجِمال، ربما تكون سببا في انخفاض أسعارها، الأمر الذي يثير التساؤلات حول الدور الحكومي السلبي في عملية تسعير المواد الغذائية، خاصة وأن العديد من القرارات الحكومية السابقة ساهمت بشكل واضح في ارتفاع أسعار لحم الدجاج، فضلا عن الفوضى وتراشق الاتهامات مع التجار.

العديد من المراقبين والمعنيين يقولون، إن سبب ارتفاع أسعار اللحوم يعود أولا إلى قرار الحكومة السماح بالتصدير، حيث تم تصدير ما يقارب 200 ألف رأس من الغنم، بالإضافة إلى التهريب وارتفاع كلف الأعلاف والنقل وقلة المراعي الخضراء.

إلا أن السبب الرئيسي وراء هذا الغلاء وفق الخبراء، يعود لتراجع سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار والعملات الرئيسية إلى أدنى مستوى على الإطلاق منذ عام 2011، حيث سجل الدولار بأسواق دمشق اليوم نحو 14300 ليرة سورية، بحسب مصادر محلية من العاصمة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات