بوتيرة متصاعدة، تدخل السويداء المحافظة الجنوبية الأسبوع السادس للاحتجاجات الشعبية المطالبة بالتغيير السياسي في البلاد ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، في وقت كثّف فيه ناشطون ووجهاء دعواتهم للتجمع وحشد الأهالي استعداد لتنظيم مظاهرة كبيرة غدا الجمعة.

القائمون على الاحتجاجات عملوا على تطوير الحراك في السويداء، فخلقوا استراتيجيات جديدة تكفل الاستمرارية بالتظاهر، من خلال تنظيم العديد من النشاطات خلال الوقفات الاحتجاجية، وبمشاركة العديد من الفنانين ومن مختلف المجالات لا سيما في مجال الرسم والغناء، فأضافت أشكالا جديدة للمظاهرات التقليدية.

على الرغم من انشغالهم بأعمالهم المختلفة، فإن وتيرة التظاهرات لم تتوقف خلال أيام الأسبوع، لكنها تنخفض قليلا لانشغال الأهالي في أمورهم الحياتية، فضلا عن عدم قدرة البعض على تحمّل تكاليف المواصلات إلى نقاط التظاهر، لكنها تعود لترتفع في عطلة نهاية الأسبوع أي أيام الجمعة والسبت.

دعوات للتظاهر الجمعة

اليوم الخميس انتشرت دعوات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتنظيم التظاهرة الأكبر غدا الجمعة، في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، حيث تستعد المدينة لاستقبال وفود الأهالي من مختلف قرى وبلدات المحافظة.

رقعة التظاهرات اتسعت خلال الأيام القليلة الماضية، كما سجّلت بعض المدن أعدادا قياسية من جموع المتظاهرين، وبحسب تقرير شبكة “السويداء 24″، فقد عاشت مدينة شهبا بريف السويداء يوما استثنائيا، أمام آثارها ، حيث توافدت إليها حشود أهلية من قراها المجاورة، ومن كل منطقة استطاع ابناؤها الوصول إلى شهبا للتظاهر، والتأكيد على المطالب الشعبية للحراك السلمي.

بحسب تقرير الشبكة، فإن ناشطي مدينة شهبا شمالي السويداء، اتفقوا على التجمع في ساحة المدينة غدا على أن تحضر وفود من أغلب القرى الشمالية والشرقية والغربية، “ومن المقرر أن تبدأ مظاهرة في شهبا من الساحة باتجاه البوابات الجنوبية، وبعدها تنطلق الوفود إلى ساحة الكرامة بالسويداء، على أن يتم اللقاء بأهالي مردك وسليم وعتيل في الطريق إلى السويداء المدينة”.

قد يهمك: رغم تدهور الوضع المعيشي.. سوق “المؤونة المفرزة” ينتعش في سوريا

مطالب الأهالي لا تزال مركّزةً على تطبيق الانتقال السياسي للسلطة وفق قرار “مجلس الأمن” الدولي رقم 2254، كما رفعوا لافتات رفضوا من خلالها استمرار حكم الرئيس السوري بشار الأسد، وكان لافتا مشاركة جميع فئات أهالي المدينة من رجال ونساء من مختلف الأعمار.

منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في محافظة السويداء في السادس عشر من شهر آب/أغسطس الماضي، عمدت السلطات السورية إلى مواجهة المظاهرات عبر استمالة بعض وجهاء المحافظة، أو حتى استخدام العنف بأيادي غير حكومية، أو خلق فئة موالية لتعزيز فكرة الانقسام بين الأهالي.

هذه المساعي لم تنتهِ بهدف إثارة الانقسام في السويداء، على المستويين الديني والاجتماعي، خاصة في ظل عدم اتجاه السلطة لاستخدام العنف والحل الأمني لمواجهة المحتجين، وقد سعت دمشق خلال الأسابيع الأخيرة إلى خلق الفئة الموالية في المدينة، فهل تنجح.

استمالة بعض الوجهاء

المحاولات بدأت عبر استمالة بعض وجهاء السويداء، أو تحريك الفئة الحزبية لحشد الموالين، هذه المحاولات قابلتها وتيرة متزايدة في الاحتجاجات المطالبة بالتغيير السياسي ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة.

بحسب تقرير لشبكة “السويداء 24″، فإن تلك المحاولات بدأت من “الشيخ معن صافي في ريف دمشق، إلى وئام وهاب في لبنان، وصولا إلى حسن الأطرش في السويداء، وأخيرا الشيخ عبد الوهاب أبو فخر، الذي تلى بياناً قبل أيام، باسم الهيئة الروحية للمسلمين الموحدين، يُعلن فيه وقوفه مع قائد الوطن”.

هذه الإعلانات لم تلقَ أي تفاعل في شوارع المحافظة، إذ تؤكد مصادر محلية أن هذه الجهات مستحدثة، ولا تحمل توقيع أي مرجعية من المرجعيات الروحية الرئيسية في محافظة السويداء، “فحتى شيخ العقل يوسف جربوع، فشلت كل محاولات السلطة باستقطابه لتصدير موقف منه ضد الحراك الشعبي، وإن كان موقفه لا يُلبي تطلعات الشارع، لكنه لم يقف ضده”.

الأهالي بدورهم يستغربون هذه المحاولات، فسياسة الحكومة خلال السنوات العشرة الأخيرة، استنفذت جميع الفئات الموالية للسلطة، خاصة فيما يتعلق بالجانبين السياسي والاقتصادي، حيث وصلت نسبة السوريين الذين يقبعون تحت خط الفقر إلى 90 بالمئة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة