مساع وتحركات دولية تجري حاليا لتشكيل تحالف دولي ضد حركة “حماس”، بهدف تقويض أنشطتها وتفكيك روابطها المالية. وقالت الولايات المتحدة الأميركية إنها تسعى لتشكيل تكتل دولي لتجفيف منابع تمويل “حماس”.

يأتي مقترح واشنطن بعد دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته لإسرائيل ولقائه برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى تشكيل تحالف دولي ضد “حماس”، على غرار التحالف ضد تنظيم “داعش” الإرهابي. واللافت هنا أن الولايات المتحدة ستعمل على إشراك أوروبا وإقناع العواصم العربية والخليجية بالانضمام إلى هذا التحالف.

تحالف دولي ضد “حماس”

نحو ذلك، قال مساعد وزيرة الخزانة الأميركية والي أدييمو، في تصريح يوم أمس الثلاثاء ،إنه يسعى إلى تشكيل تحالف دولي لمكافحة شبكة تمويل “حماس”، مضيفا بحسب ما نقلته وكالات دولية، “سأتوجه إلى أوروبا اعتبارا من الجمعة، وسألتقي مع حلفائنا وشركائنا وسأتحدث في ما يمكننا القيام به بشكل منسّق للتصدي للشبكة التمويلية لحماس”.

مساع دولية لتقويض “حماس” وتفكيك روابطها المالية- “إنترنت”

أدييمو، زاد بالقول، “هدفنا هو بناء تحالف مع دول المنطقة ولكن أيضا في جميع أنحاء العالم لمكافحة تمويلها”، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة، على مدى السنوات القليلة الماضية فرضت عددا من العقوبات على “حماس” التي وعلى غرار أيّ جهة أخرى، ابتكرت وسائل وحاولت إيجاد سُبلٍ للالتفاف عليها، بما في ذلك عَبر العملات المشفّرة.

هذا وعملت واشنطن لتشديد العقوبات المالية على جماعات مرتبطة بإيران على غرار “حزب الله والحوثيين” وذلك بعد تصنيفهم كمنظمات إرهابية، وبعد هجوم حركة “حماس” الموالية لطهران على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، شددت الولايات المتحدة من وتيرة العقوبات.

حيث فرضت الولايات المتحدة، مؤخرا، عقوبات ترمي إلى تعطيل مصادر تمويل الحركة، مستهدفة بذلك “محفظة استثمارية سرّية لحماس”، ووسيطا ماليا على صلة بإيران، وبورصة عملات افتراضية مقرّها غزة، وآخرين. وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان رسمي، إن العقوبات، المفروضة بموجب أمر تنفيذي يتعلق بـ”الإرهاب”، استهدفت 9 أفراد وكيانا واحدا متمركزا في غزة، وأماكن أخرى من بينها السودان وتركيا والجزائر وقطر.

من جانبه، اقترح إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، أن يتولّى تحالف دولي، ليس فقط من الناحية المالية بل أيضا على نطاق أوسع، لتقويض أنشطة “حماس” وذلك على غرار التحالف الذي شُكّل عام 2014 لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا والعراق ليشمل مكافحة “حماس”.

ودعا الرئيس الفرنسي إلى إحياء العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، وبينما وصل ماكرون إلى عمّان والتقى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ليزور مصر اليوم الأربعاء وسيلتقي بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، وفق وكالات دولية.

ودون أن يعلّق على تصريحات ماكرون، شدّد أدييمو على أن “الاستراتيجية التي استُخدمت لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات الإرهابية الأخرى هي الاستراتيجية التي يجب أن نستخدمها”، مؤكدا على ضرورة تحديد الأدوات والأهداف الأولية للمقترح، قائلا “هدفنا يجب أن يكون استخدام جميع الأدوات المتاحة لنا لحرمانهم من الوصول إلى هذه الأموال لكي نصعّب عليهم مواصلة أنشطتهم التي يمكن أن تزعزع المنطقة والعالم”.

وقال أدييمو إنه عقد “اجتماعا مع عدد من مسؤولي دول الخليج جرت خلالها مناقشة ما يمكنهم فعله للتركيز أكثر على مكافحة الإرهاب”.

التداعيات وموقف إيران

في المقابل، يشكك الخبراء في إمكانية توسيع أو تكرار التحالف ضد تنظيم “داعش” في الوقت الحالي، نظرا لتعقيد الوضع في غزة، واختلاف المواقف من “حماس” من جانب الدول العربية، لكن قد يكون هناك تحالف دولي لإيقاف عمليات غسيل الأموال لـ”حماس”.

أما بالنسبة لتداعيات العقوبات الدولية لتفكيك وتجفيف منابع شبكات تمويل “حماس”، فيتوقع الخبراء أن يكون له تأثير وبالتالي تقليص أنشطتها، لكن هذه الشبكات لن تتوقف بشكل كامل، وذلك على اعتبار أن “حماس” وإيران وكل حلفائها لهم القدرة على التأقلم والمراوغة على العقوبات مع مرور الوقت، وإيجاد طرق للتحايل على العقوبات، مثلما يفعلون في كل مرة.

في سياق موازٍ، هاجم عضو لجنة الأمن القومي والسياسية الخارجية في البرلمان الإيراني، فدا حسین مالکي، اليوم الأربعاء، مقترح الرئيس الفرنسي حول توسيع العمليات ضد “حماس”، وترجل في تصريحات لـ”سبوتنيك”، إنه “في حال شكّل الغرب تحالفا ضد حماس، أو أرادوا الاستمرار في هجومهم على غزة أو دخولها برّيا، فمن المؤكد أننا سوف نشهد فتح جبهات جديدة ضد إسرائيل وتشكيل تحالف مضاد لن يشمل إيران فقط، بل سيشمل دول إسلامية قوية في المنطقة، كباكستان وتركيا”.

وهذا لا يُعتبر موقفا إيرانيا رسميا، لكن المسؤولين في طهران ليس غريب عليهم هذه اللهجة التوعيدية والتصعيدية، التي لا يتحقق منها شيء في النهاية إلا رتوش بسيطة لا معنى لها سوى إحداث الفوضى في المنطقة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات