في حين أعلنت حركة “حماس”، أمس الثلاثاء، مقتل قائد “كتائب القسام” في لبنان، خليل الخراز، مع 3 آخرين في قصف استهدف سيارتهم، في صور جنوبي لبنان، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تصعيدا متزايدا بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله” اللبناني الموالي لطهران.

هذا ونشر الجيش الإسرائيلي فيديو يظهر القصف العنيف الذي تعرضت له مواقع لـ”حزب الله” في جنوب لبنان، اليوم الأربعاء.

تصعيد بجنوب لبنان

نحو ذلك، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في منشور على منصة “أكس” (تويتر سابقا) تعليقا على الفيديو، الأربعاء، “أغارت طائرات حربية (…) على عدة أهداف لحزب الله داخل لبنان ومن بينها بنى تحتية وموقع عسكري عمل فيه مخربون في التنظيم”.

ومن جانب آخر، أفادت مراسلة قناة “الحرة” الأميركية في جنوب لبنان برصد غارة جوية إسرائيلية عند أطراف بلدة اللبونة، وسلسلة غارات إسرائيلية جوية استهدفت أطراف بلدات الناقورة وعلما وشيحين ومجدل زون في القطاع الغربي.

بدورها أفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” بحدوث قصف مدفعي عنيف على محيط بلدتي رامية وعيتا الشعب وعلى أطراف الضهيرة في القطاع الغربي للجنوب اللبناني. كما وتعرض محيط عدة قرى وبلدات للقصف المدفعي أيضا ومنها، بلدتي العديسة وكفركلا في القطاع الشرقي، ومحيط بلدتي مجدل زون والجبين في القطاع الغربي، وبلدة عيترون في القطاع الأوسط للجنوب اللبناني.

وأعلن “حزب الله” في بيان أنه هاجم، ليل الثلاثاء، فريق الدعم اللوجستي أثناء قيامه بأعمال الصيانة لتجهيزات موقع البيّاض العسكري الإسرائيلي.

وفي الأثناء، قُتل ثمانية أشخاص، الثلاثاء، بينهم صحفيان من قناة “الميادين” التلفزيونية جراء قصفٍ إسرائيلي على جنوب لبنان، في ظل تواصل القصف المتبادل بين إسرائيل و”حزب الله”، منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة.

وعن أنباء مقتل صحفيَين، قال الجيش في تصريحه لـ “الحرة” إنه على “علم بادعاء مقتل صحفيَين في المنطقة بنيران الجيش الإسرائيلي”، مضيفا أن “هذه منطقة تشهد أعمالا عدائية نشطة حيث يتم تبادل إطلاق النار والتواجد فيها خطير”، مؤكدا أن الحادثة المشار إليها قيد التحقيق.

بدوره، كشف “حزب الله” في بيانات منفصلة عن أنه شنّ ثلاث هجمات ضد أهداف إسرائيلية ردّا على قيام استهداف الصحفيينَ والمدنيينَ.

واستهدفت هجمات “حزب الله” قوة للمخابرات العسكرية في أطراف المنارة وقاعدة عسكرية وتجمّعا لجنودٍ إسرائيليين داخل منزل في أفيفيم.

يأتي هذا بينما أعلن “حزب الله”، أمس الثلاثاء، مقتل أحد عناصره متأثرا بجراحٍ أُصيب بها في المواجهات مع الجيش الإسرائيلي عند حدود لبنان الجنوبية. وبذلك ترتفع حصيلة قتلى “حزب الله” إلى 78، منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

تحييد عناصر من “القسام”

في سياق متّصل، أعلنت “حماس”، في بيان، استهداف سيارة القيادي خليل خراز و3 آخرين، وذلك في قصف إسرائيلي. وجاء إعلان الحركة بعد ساعات من خبر بثّته “الوكالة اللبنانية”، قالت فيه إن “الجيش الإسرائيلي استهدف سيارة مدنية على طريق فرعي بين الشعيتية والقليلة بقضاء صور وقتل 4 أشخاص كانوا بداخلها”.

وأضافت الوكالة أن سيارات الدفاع المدني هرعت إلى المنطقة، وجرى العمل على إخماد النيران التي شبّت في السيارة. ولم يعلّق الجيش الإسرائيلي على الفور.

هذا وكانت مسيّرة إسرائيلية استهدفت أمس الثلاثاء، سيارة من نوع رابيد بيضاء اللون، على طريق فرعية بين الشعيتية والقليلية قضاء صور جنوب لبنان، يستقلها الخراز مع 3 آخرين، فيما أشارت مصادر إعلامية لبنانية إلى أن الجثث التي انتشلت من داخل السيارة متفحمة.

بدورها ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” بأن نائب قائد “كتائب القسام” قتل وثلاثة من كبار المسؤولين التنفيذيين في هجوم على سيارة قرب مدينة صور جنوب لبنان. بينما أفادت وسائل إعلام لبنانية بأن القتلى هم إضافة إلى خليل الخراز، أبو بكر عوض، وخلدون ميناوي، والشيخ سعيد ضناوي من سكان مدينة طرابلس شمال لبنان.

الحدود بين لبنان وإسرائيل تشهد توترا وتبادلا متقطعا لإطلاق النار والقذائف بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله” منذ الهجوم المباغت الذي شنّته “حماس” على إسرائيل في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الفائت.

وفي وقتٍ سابق، كشف مصدر من عائلة محمد الضيف، القائد العام لـ”كتائب عز الدين القسام” الجناح العسكري لـ”حماس”، أن شقيق الضيف و3 من أفراد عائلته قتلوا في قصف إسرائيلي على منزل العائلة بمدينة خان يونس، نقلا عن “وكالة أنباء العالم العربي”.

وأردف المصدر أن عبد الفتاح الضيف (60 عاما)، ومدحت عبد الفتاح الضيف (40 عاما)، وأحد أحفاده ويدعى براء مدحت (عامان ونصف العام)، وزوجة أحد أبنائه الآخرين، قتلوا إثر القصف الإسرائيلي الذي طال منزلهم المكوّن من ثلاثة طوابق في قيزان النجار بخان يونس.

وأكدت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلي قصف منزل والد قائد “كتائب القسام”. فيما ذكرت “وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية” أن 4 فلسطينيين على الأقل قتلوا قبل نحو 10 أيام إثر الغارة الإسرائيلية، التي استهدفت منزل عائلة الضيف في قيزان النجار.

• لقاءات بلينكن في الصين: شراكة أم تنافس؟ 
• حركة “النهضة” قد تبدل اسمها.. ألاعيب الإسلام السياسي في التخفي والكمون
• الأسد يأخذ الضوء الأخضر للتخلص من الوجود الإيراني في سوريا؟
• الحسابات وميزان الردع.. الحرب بين إسرائيل و”حزب الله” قريبة؟
• الإرهاب والهجرة والتسلل الحدودي معضلات تواجه الاتحاد المغاربي