بعد أيام من قرار الحكومة السورية إنهاء الدعم عن نصف مليون أسرة، ارتفعت أسعار الخضار إلى مستويات لم تشهدها السوق من قبل، مما دفع لجنة تجار ومصدري الخضار والفواكه في دمشق إلى اتهام بعض التجار باستغلال قضية الدعم؛ بدعوى أن ارتفاع الأسعار غير مبرر.

“فورة متعمدة”

وصف أهالي في العاصمة دمشق، خلال حديثهم لـ”الحل نت”، أن ارتفاع أسعار عدة أصناف في الأسواق خلال الأيام الماضية “غير مبرر”. وبسبب الصقيع، كانت الخضروات على رأس قائمة الأسعار، ولكن ارتفعت أيضا بقية السلع التي كان من المتوقع ألا تتأثر.

https://twitter.com/voicenorth1/status/1490305135666507780?s=20&t=ZnzzQdOYnZ01mKYa8wi0vQ

وكل هذا ألحق أضرارا بالغة بالقوة الشرائية للناس، حيث ادعى الكثيرون أن “الارتفاع المخطط” في الأسعار جعل حياتهم اليومية أكثر سوءا من ذي قبل، وأن توفير المنتجات الأساسية لعائلاتهم أصبح أكثر صعوبة مما كان عليه في الشهر الماضي قبل رفع الدعم من قبل الحكومة السورية.

وقال العامل في متجر “الدرة” للمواد الغذائية، عبد الرحمن القسيم، لـ”الحل نت”، إن تبادل الاتهامات في الشارع صارت بين التجار والناس، فيما حمّلت الحكومة التجار سبب ذلك لتتملص من تأثير قرارها برفع الدعم عن العائلات.

وأوضح القسيم، ارتفاع الأسعار الذي حصل في الأسواق نتيجته الإقبال على المواد التي كانت العائلات تأخذها عن طريق البطاقة الذكية قبل حرمانها منها، ما أدى إلى زيادة في الطلب وقلة في الموارد، ولذلك التجأ التجار بعض التجار إلى رفع الأسعار.

للقراءة أو الاستماع: الفقر والجوع يقتربان أكثر من السوريين بعد إلغاء الدعم

الأسعار تحلّق

وبالحديث مع تاجر الخضار في سوق الهال بدرعا، معاوية المنجر، قال لـ”الحل نت”، إن سعر كيلو البطاطا تراوح بين 2200 و2500 ليرة والبندورة بين 2000 و3000 ليرة حسب نوعيتها، كما تراوح سعر كيلو الباذنجان بين 3000 و4000 ليرة والكوسا بين 4000 و4500 ليرة.

وأشار المنجر، إلى أنه قبل قرار رفع الدعم، كان كيلو البطاطا بـ 1800 ليرة، وكيلو البندورة بـ 1500.، في حين أوضح القسيم، أن كيلو البرغل كان بـ 4800 ليرة وصار بـ 6100 ليرة. وكيلو السكر الحر بـ 3300 ليرة واليوم صار بـ 3600 ليرة. وكيلو الرز كان بـ 4200 ليرة واليوم صار بـ 4800 ليرة.

وأضاف، “إن المنظفات ارتفعت أيضا بنسبة بين 20 – 30 بالمئة. وكيس المناديل الورقية وزن نصف كيلو كان بـ 3200 ليرة وصار بـ 3500 ليرة. وكيس مسحوق الغسيل وزن 2 كغ كان بـ 8500 – 9000 ليرة وصار بـ 9500 ليرة”.

للقراءة أو الاستماع: قرارات جديدة حول الدعم.. أصحاب السيارات خارج حسابات حكومة دمشق؟

الحكومة تتهم التجار

إلى ذلك، أكد رئيس جمعية حماية المستهلك، عبد العزيز المعقالي، اليوم الأحد، أن الارتفاع لم يشمل فقط الخضر والفواكه فقط إنما شمل كل السلع والمواد.

وأوضح المعقالي، خلال حديثه لصحيفة “الوطن” المحلية، أنه ليس هناك أي مبرر لارتفاع أسعار الخضر والفواكه خلال الفترة الحالية. وقال: “إننا كجمعية رصدنا هذا الارتفاع في الأسواق خلال الفترة الحالية”.

وكشف رئيس الجمعية أن بعض التجار استغلوا قضية رفع الدعم لرفع الأسعار على هواهم بحجة ارتفاع أجور النقل متسائلا: “كيف يتم ترشيد سعر الخضار والفاكهة، لا أفهم وفقا لأي معيار يتم وضعه؟”.

ويبدو أن إشكالية قرار الحكومة السورية برفع الدعم لم يتوقف عند هذا الحد. إذ سجلت مواقع التواصل الاجتماعي العديد من التساؤلات والاعتراضات. حيث كتبت سمر البردان، “مثال جديد عن إنو سياسيات الدولة بسوريا منفصلة عن الواقع السوري. يعني جايين يعملوا اجراءات مماثلة لسياسات أوروبية برفع الدعم ازا الشخص عندو سيارة غالية. طيب ماشي نزلوا راتب شهري دعم لكل إنسان ماعندو دخل ثابت انقذوه من الفقر وبعدا امنعو الدعم عم ملاك السيارات”.

فيما شهدت محافظة السويداء منذ صباح اليوم الأحد التحاق عدد واسع من المدن والبلدات التابعة لها، بالاحتجاجات الشعبية. التي انطلقت منذ أيام عقب صدور قرار الحكومة السورية بإلغاء الدعم عن شرائح واسعة من الأهالي. إذ يقوم المحتجون منذ عدة أيام بقطع عدد من الطرق بالإطارات المشتعلة والحجارة، كتعبير عن احتجاجهم. بالإضافة إلى الوقفة التي بدأت صباح اليوم أمام مقام عين الزمان في وسط مدينة السويداء.

في حين أعلنت فصائل محلية، منها قوات “الفهد”، وفصائل من بلدة المزرعة في ريف المحافظة الغربي انضمامها للاحتجاجات دون سلاح، من أجل حماية المحتجين من أي اعتداءات من قوات الأمن. كما اعتبرت حركة “رجال الكرامة”، أن سياسة الحكومة السورية منفصلة عن الواقع. مؤكدة أن القرارات الأخيرة هي عمل حكومي ممنهج لتهجير الشعب السوري وتجويعه، في ظل تعامي أجهزة الدولة.

ومع تنفيذ الحكومة السورية نواياها السابقة في رفع الدعم الحكومي عن فئة من العائلات السورية. يعتقد مراقبون أن البلاد مقبلة على توسع شريحة الفقراء في المجتمع. وستساهم بالتأكيد سياسة رفع الدعم بزيادة نسبة الجوع في سوريا.

للقراءة أو الاستماع: بعد رفع الدعم.. وزير النفط للسوريين: لا حل لأزمة المحروقات

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.