من سوريا إلى دول متعددة تدخلت فيها روسيا عسكريا وأمنيا وحتى اقتصاديا إلى جانب الحضور السياسي، وصلت مجموعة من مقاتلي مرتزقة “فاغنر” إلى أوكرانيا، لتنفيذ مهمة خاصة لمصلحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

صحيفة “التايمز” البريطانية، قالت في تقرير لها اليوم الإثنين: إن “مرتزقة ينتمون لمجموعة فاغنر، وهي ميليشيا خاصة يديرها أحد أقرب حلفاء بوتين وتعمل كفرع من الدولة، طاروا في مهمة لقطع رأس حكومة زيلينسكي مقابل مكافأة مالية مجزية”.

وأضافت الصحيفة، أنها علمت أن أكثر من 400 مرتزق روسي يعملون في كييف بأوامر من الكرملين لاغتيال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وتمهيد الطريق لموسكو لتولي زمام الأمور.

من هي قوات “فاغنر”؟

تعد مجموعة فاغنر أشهر شركة أمنية روسية، يعمل تحت اسمها مئات المرتزقة الروس، وتتولى حسب تقارير صحفية، تنفيذ ما يوصف بالعمليات القذرة في مناطق النزاع المختلفة.

والمعلومات المتوفرة عنها، أن تأسيس المجموعة كان عام 2014 على يد العميد السابق في الجيش الروسي ديمتري أوتكين، الذي يخضع لعقوبات أميركية على خلفية دوره في الأزمة الأوكرانية عام 2014؛ حيث قاتل في شرق أوكرانيا إلى جانب المتمردين الانفصاليين.

وتعتبر هذه المجموعة، جزءا أساسيا من استراتيجية روسيا الأوسع المتمثلة بالحرب الهجينة، فهي مزيج من العدوان الحركي والإعلامي لتعزيز المصالح الروسية، عبر نشر مقاتلين يرتدون أزياء غير الزي الرسمي للجيش الروسي، كما حدث في شبه جزيرة القرم في 2014.

قد يهمك:قوات أمنية في سوريا بسيطرة روسية.. “فاغنر” جديدة؟

 “فاغنر” في سوريا

نقل تقرير سابق، لموقع “بي بي سي”، أن قائد “المرتزقة” الروس في سوريا هو من المقاتلين السابقين في منطقة الدونباس شرقي أوكرانيا، وكان يعرف بالاسم الحركي “فاغنر” وكانت أول مشاركة له في المعارك بسوريا عام 2013 حسبما نقلت “رويترز” عن شخصين مقربين منه، وبعدها عاد إلى شرقي اوكرانيا ليقود مجموعة من المقاتلين الروس هناك، وعاد فاغنر إلى سوريا بعد تدخل روسيا عسكريا لدعم حكم الرئيس الأسد في أيلول/سبتمبر 2015.

 وأفاد التقرير بأن آلاف من المقاولين الروس يقاتلون في سوريا، حيث جاء فيه أن مجموعة “فاغنر” قد نشرت في سوريا 3 آلاف مقاتل منذ 2015، قبل أن تتمكن القوات الروسية من ترجيح كفة الميزان لصالح الرئيس السوري بشار الأسد.

وبحسب معلومات خاصة بموقع “الحل نت”، فإن الجزء الأكبر من قوات “فاغنر” في سوريا، تقوم الآن بحماية حقل الثورة النفطي قرب الرقة، والذي تعمل فيه شركتي “فيلادا” و”ميركوري” النفطيتين، اللذين تعود ملكيتهما إلى يفجيني بريغوجين، وهو رجل الأعمال المعروف باسم “طباخ الكرملين”، والذي يعتبر الممول والمشرف الأساسي على عمل “فاغنر”، كما تعود له ملكية شركة “يورو بوليس” الأمنية العاملة في سوريا أيضا.

وتعرف مجموعة “فاغنر”، غير الرسمية بتنفيذ العديد من الجرائم والانتهاكات في سوريا، إضافة إلى حصولها على عقود الحراسات النفطية في سوريا وليبيا، فيما لا تعترف الحكومة الروسية على أي شخص يقتل من المجموعة، وذلك لنفي الصلة بينهم وبين الحكومة الروسية.

إقرأ:سوريون في أوكرانيا برعاية “فاغنر” الروسية 

الحكومة الأوكرانية تحذر من خطورة “فاغنر”

في حين نقلت صحيفة “التايمز”، في تقريرها، أن معلومات حول مجموعة “فاغنر” وصلت إلى الحكومة الأوكرانية صباح السبت الماضي، وبعد ساعات أعلنت كييف حظر تجول صارم لمدة 36 ساعة لمنع اجتياح المدينة من قبل المخربين الروس، محذرة المدنيين من خطورتهم.

وأضافت الصحيفة، أن ما مجموعه ما بين ألفين و 4 آلاف مرتزق وصلوا إلى أوكرانيا في كانون الثاني/يناير الماضي، في حين أن مصادر في منطقتي دونيتسك ولوغانسك، أكدت أن نحو 400 آخرين، من فاغنر دخلوا من بيلاروسيا وشقوا طريقهم إلى العاصمة كييف.

وأشارت الصحيفة البريطانية، في تقريرها، إلى أن هؤلاء المرتزقة ينتظرون إشارة من “الكرملين”، وأنهم وُعدوا بمكافآت ضخمة مقابل أعمال القتل في الأيام القليلة المقبلة، بالإضافة إلى توفير ممر آمن لهم خارج أوكرانيا قبل نهاية الأسبوع، مضيفة أن أعضاء المجموعة يتفاخرون بمعرفة مكان الرئيس الأوكراني وزملائه بالضبط في كييف، موضحة أنهم قادرون على تعقبهم عبر هواتفهم المحمولة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.