تتصاعد الحرب الناتجة عن الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث لم تحرز روسيا حتى الآن النصر السريع وتحقيق الأهداف التي تحدث عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما ألقت الحرب بظلالها على الوضع العسكري والأمني الروسي، بعد الخسارات التي تعرضت لها روسيا في أوكرانيا.

اختفاء مسؤولين روس

وفي سياق تبعات الغزو الروسي لأوكرانيا على القيادة الروسية، قالت صحيفة “ذي التايمز” البريطانية، إن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لم يُر علنا منذ نحو أسبوعين، ما أثار النقاش حول السر وراء هذا “الاختفاء” واستدعاء مزاعم بأنه يعاني علةً صحية، في ظل غياب رئيس الأركان العامة لروسيا الجنرال فاليري غيراسيموف منذ التوقيت ذاته، لا سيما مع التعثر الغالب على تحركات القوات الروسية في أوكرانيا، بعد مضي شهر كامل على بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي.

وكان شويغو ظهر آخر مرة في 11 مارس/آذار الجاري، عندما أجرى محادثات مع نظيره التركي، خلوصي أكار، وأعقب ذلك بزيارة مستشفى عسكري في موسكو لتقديم أوسمة لجنود مصابين، إضافة إلى أنه من اللافت أن آخر ظهور لرئيس الأركان العامة لروسيا الجنرال فاليري غيراسيموف كان هو الآخر في اليوم نفسه، كما أنه من النادر أن يبقى وزير الدفاع المقرب من بوتين بعيدا عن أعين الجمهور مدة طويلة، بحسب “الصحيفة”.

ونقلت تقارير استقصائية، عن مصدر مقرب من الوزير شويغو، أن هناك مزاعم بأن شويغو، الذي يبلغ من العمر 66 عاما، مصاب بعلل في القلب. لكن لم تعلق وزارة الدفاع الروسية ولا الكرملين على ذلك.

وأضافت التقارير، أن شويغو لم يظهر منذ 11 آذار/مارس، في حين أن الرسائل الأخرى التي تدور على الإنترنت تشير إلى أن شويغو ربما طرد من الوزارة وهو قيد الإقامة الجبرية، وفقا لصحفيين روس.

من جهة ثانية، أفادت وكالة “رويترز” للأنباء نقلا عن مصادر مطلعة، أن السياسي الإصلاحي الروسي المخضرم أناتولي شوبيس ترك منصب المبعوث الخاص للكرملين وغادر البلاد، ليصبح أبرز شخصية تتنحى عن منصبها احتجاجا على غزو أوكرانيا، مضيفة أن شوبيس الذي شغل في السابق منصب كبير موظفي الرئيس السابق بوريس يلتسين ترك منصب الممثل الخاص للرئيس فلاديمير بوتين للعلاقات مع المنظمات الدولية.

إقرأ:خسائر روسيا في أوكرانيا.. ما علاقة تركيا؟

خسائر تغضب بوتين

تشير معظم المعلومات القادمة من أوكرانيا، أن روسيا خسرت خلال شهر واحد من الغزو عددا كبيرا جدا من الجنود والسلاح والعتاد الثقيل، وهو ما لم تخسره بحسب خبراء خلال غزوها لأفغانستان، حيث بدأت الدول الغربية منذ الأسبوع الأول بدعم أوكرانيا لوجستيا، بأسلحة مضادة للدروع متطورة، وصواريخ ستينغر المضادة للطائرات، حسب متابعة “الحل نت”.

كما ساهمت الطائرات التركية المسيرة التي حصلت عليها أوكرانيا من تركيا في وقت سابق، بإيقاع كم كبير من الخسائر بالأرتال العسكرية الروسية البرية، وهذا ما أوقع القيادة الروسية في مفاجأة.

وتأتي هذه الخسائر وسط تقارير تزعم أن بوتين “غاضب” على أجهزته الأمنية بسبب “إخفاقات استخباراتية” سبقت قرار إرسال قواته إلى أوكرانيا، حيث قالت تقارير إعلامية أن الجنرال رومان غافريلوف، نائب رئيس الحرس الوطني، اُحتجز من قبل الأمن الفيدرالي الأسبوع الماضي. في ظل مزاعم حول أن غافريلوف استُجوب في موسكو بشأن تسريبات عن تحركات القوات الروسية في أوكرانيا، زُعم أنها أدت إلى مقتل أكثر من 100 جندي، حسب متابعة “الحل نت”.

كما تحدثت تقارير أخرى زعمت أن سيرغي بيسيدا، رئيس الاستخبارات الخارجية في “جهاز الأمن الفيدرالي الروسي “إف سي بي”، ونائبه أناتولي بوليوخ، وُضعا قيد الإقامة الجبرية بسبب تقديمهما تقييمات مفرطة في التفاؤل بشأن غزو أوكرانيا في مرحلة الإعداد له.

قد يهمك:المفاوضات والصمود العسكري وسائل أوكرانيا لاستمرار مواجهة روسيا

وتأتي هذه التقارير وسط معلومات عن خسارة روسيا عددا من كبار ضباطها الميدانيين في أوكرانيا، أبرزهم قائد الفوج 331 من الجيش الروسي، العقيد سيرجي سوخاريف، والذي سبق أن خاض معارك ضد أوكرانيا خارج مدينة إيلوفيسك في دونباس في عام 2014 وشارك أيضاً في كل من الحرب الشيشانية والجورجية عام 2008.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.