يعتبر جبل الأربعين الواقع على أطراف مدينة أريحا جنوب محافظة إدلب، من أبرز المواقع الجغرافية في المحافظة التي يلجئ إليها المدنيون للاصطياف في فصل الصيف. 

لكن “هيئة تحرير الشام”(جبهة النصرة)، لم تترك الجبل كما عده المدنيين، حيث عمدت على اقتحام المنتزهات الصيفية المنتشرة على قمته، وصادرت جميع الأراكيل في تلك المحال، استكمالا لمسلسل الانتهاكات اليومية من قبل “الهيئة” على سكان محافظة إدلب. 

إضراب المنتزهات

مصادر محلية خاصة لموقع “الحل نت”، قالت إن “أكثر من 40 عنصرا ملثمين يتبعون لهيئة تحرير الشام، اقتحموا منطقة جبل الأربعين الواقعة قرب مدينة أريحا، ليل يوم السبت، وعملوا على مصادرة جميع الأراكيل المتواجدة في المقاهي والمنتزهات المنتشرة على قمة الجبل”. 

وأضافت المصادر، أن “أكثر من 20 مقهى ومنتزه في منطقة جبل الأربعين أعلنت إضرابها، عقب اقتحام العناصر الملثمة للمنطقة، وإجبارهم على سحب النرجيلة من قائمة المبيعات والطاولات، ومنعها بشكل كامل وفق كتاب خطي سلم لهم من قبل القوة الأمنية التابعة لهيئة تحرير الشام بمدينة أريحا”. 

التضيق لفرض الإتاوات

ناشطون محليون قالوا لموقع “الحل نت”، إن “السبب الرئيسي الذي دفع هيئة تحرير الشام لاقتحام المنتزهات في منطقة جبل الأربعين، هو إجبارهم على دفع ضرائب وروسم مالية مقابلة مزاولة مهنتهم في المنقطة التي تشهد إقبالا كبيرا من قبل المدنيين”. 

وأضاف الناشطون، أن “الهيئة تعتمد أسلوب تحريم الأركيلة حتى تستطيع إجبار أصحاب المنتزهات والمطاعم والمقاهي على دفع مبالغ مالية مقابل إكمال عملهم، كون معظم المقاهي الأخرى المرخصة العاملة في مناطق ثانية، لم تتم مصادرة أو إغلاق أي واحد منها للأسباب نفسها”. 

الإتاوات مصدر رزق “الهيئة”

تعتبر الإتاوات المفروضة على المدنيين في مناطق شمال غرب سوريا، من أبرز الأمور التي تعتمد عليها “هيئة تحرير الشام”، في مدخولها المالي الشهري، والتي استطاعت من خلالها كسب الكثير من الأموال خلال الأعوام الفائتة.

وبحسب مصادر محلية عدة لموقع “الحل نت”، فأن أبرز الأمور التي تفرض عليها “تحرير الشام” الإتاوات، هي الزراعة في منطقة سهل الروج، إضافة للمنازل والمحال التجارية المصادرة من قبلهم في مدينة إدلب، وأسواق السيارات، والمطاعم الخاصة، إضافة للروسم المالية التي تفرضها على التجارة عبر المعابر الواصلة بين مناطق سيطرتها ومناطق سيطرة “الجيش الوطني” المعارض المدعوم من أنقرة بريف حلب. 

وتسيطر “هيئة تحرير الشام”، على كامل محافظة إدلب وأرياف حلب وحماه الغربي، وجزء من ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، وعملت على تشكيل ما يعرف باسم “حكومة الإنقاذ”، التي بدورها أسست مديريات ووزرات استطاعت من خلالها التضييق على المدنيين بصياغة وتطبيق قراراتها على سكان المنطقة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.