مع اقتراب الذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت، في آب/أغسطس، والذي يعتبر من الكوارث الكبرى التي أصابت لبنان، تصدر تحذيرات من كارثة جديدة قد تقع في المرفأ مرة أخرى، فما الذي قد يحصل؟

تحذير حكومي

رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، حذر اليوم الجمعة، من مخاطر انهيار إحدى صوامع الحبوب في مرفأ بيروت، بسبب حريق مستمر يتسع وسط حرارة الصيف وارتفاع الرطوبة، في مشهد قد يكرر مأساة انفجار المرفأ قبل عامين.

وبحسب تقارير صحفية، فقد اشتعلت النيران في واحدة من صومعتين للحبوب موجودة في ميناء بيروت خلال الأسبوعين الماضيين، قبل أن يتم إخماده، واندلع الحريق أثناء عملية تخمير 800 طن من الحبوب في ظل طقس شديد الحرارة.

وأوضحت الحكومة اللبنانية، أن النيران اتسعت رقعتها بعدما وصلت ألسنة اللهب إلى أسلاك كهربائية قريبة، فيما قال خبراء إن واحدة من الصوامع انقلبت بالفعل.

نجيب ميقاتي، الذي يشرف على حكومة تصريف أعمال، أمر فرق الإطفاء ومتطوعي الدفاع المدني بمغادرة محيط الصوامع حفاظا على سلامتهم، إلا أن وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية، نقلت عن متطوعي الدفاع المدني، أنهم لا يزالون في الميناء، لكنهم تلقوا أوامر بالابتعاد عن الصوامع.

وتشير تقارير، إلى أن الصوامع، التي ترتفع في وسط الميناء، تعرضت لأضرار بالغة مع انسكاب الحبوب وسط الحطام، كما حذر خبراء الحكومة أن محاولة إخماد النيران الحالية بالماء قد يؤدي إلى تفاقمها بسبب الرطوبة.

وكان وزير الداخلية اللبناني، بسام مولوي، أمر رجال الإطفاء يوم أمس الخميس، بمحاولة احتواء الحريق بالماء، وفي نهاية الأسبوع أرسل الجيش اللبناني مروحية لمحاولة إخماد النيران بالمياه أيضا، فيما كان حذر وزير آخر الأسبوع الماضي من أن الوضع في الميناء “صعب ومعقد”، وقال إن إحدى صوامع الغلال قد تنهار.

قد يهمك:دعوى ضد كبير المحققين تُجمد التحقيق بانفجار مرفأ بيروت مُجدداً

خسائر هائلة

بعد وقوع الإنفجار قبل عامين، أعلن وزير الاقتصاد اللبناني راؤول نعمة آنذاك، عدم قدرة بلاده ماليا، على مواجهة تداعيات انفجار مرفأ بيروت، مشيرا إلى أن الخسائر تقدر بمليارات الدولارات.

وأوضح نعمة في ذلك الوقت، أن الخسائر باهظة، وقدرة المصارف والبنك المركزي محدودة في الفترة الحالية، والعملة الصعبة في لبنان اليوم ليست رقما كبيرا، لافتا إلى أن الحل الوحيد سيكون مع “صندوق النقد الدولي”، بحسب تقرير سابق لـ”الحل نت”.

وفي هذا السياق، قدر مسؤولون ومحللون اقتصاديون، أن إجمالي الخسائر الاقتصادية نتيجة انفجار مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت، يصل إلى 15 مليار دولار، في حين أن خسائر انفجار بيروت المؤمن عليها لا تتجاوز 3 مليارات دولار.

وكان الانفجار الذي وقع في 4 آب/أغسطس 2020، أسفر عن مقتل 214 شخصا وإصابة 6500 آخرين، فضلا الأضرار الهائلة بالمدينة ومحيطها، في حين أوضحت التقارير والتحقيقات أن الانفجار نجم عن اشتعال 2750 طنا من مادة نيترات الأمونيوم، كانت مخزنة منذ عام 2014 في العنبر رقم 12 بالمرفأ.

إقرأ:في ذكرى تفجير مرفأ بيروت.. “إليسا” تصف “الأسد” و”عون” و”نصر الله” بـ«فشلة مُجرمين»

ويشهد لبنان منذ انفجار المرفأ حالة من الفوضى السياسيّة منذ أن استقالت الحكومة على خلفية التفجير، والتي أثرت على مختلف مجريات الحياة في البلاد، فيما أصبح نجيب ميقاتي رئيسا للوزراء في أيلول/سبتمبر 2021، ولا يزال يقوم بمهمته في حكومة تصريف الأعمال حتى الآن.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.