مع معلومات عن إحراز تقدم نسبي في مفاوضات الملف النووي الإيراني، ينتظر العالم الرد الإيراني منتصف ليل اليوم الإثنين، على المقترحات النهائية لإعادة إحياء الاتفاق النووي بعد المقترح الأوربي الأخير.

ما الجديد في المفاوضات؟

وزارة الخارجية الإيرانية، قالت اليوم الاثنين، إنه تم إحراز تقدم نسبي في محادثات فيينا النووية، لكن التقدم لم يلب تماما المطالب القانونية لطهران، موضحة بأن المشاورات جارية على أعلى المستويات، إذ أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق في المستقبل القريب إذا تم الأخذ بعين الاعتبار خطوط إيران الحمراء.

من جهته، بين وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أن بلاده سترد على النص النهائي للاتحاد الأوروبي، بشأن الاتفاق النووي، بحلول منتصف ليل اليوم الاثنين، داعيا الولايات المتحدة إلى إبداء المرونة لإحياء الاتفاق المبرم في عام 2015، ومضيفا ستكون هناك حاجة لمزيد من المحادثات النووية إذا رفضت واشنطن إبداء مرونة في حل المسائل المتبقية، بحسب تقارير اطلع عليها “الحل نت”.

وأضاف عبد اللهيان، إنه “مثل واشنطن، لدينا خطتنا البديلة إذا أخفقت المحادثات”.

وكانت محادثات إعادة إحياء اتفاق إيران النووي، اختتمت يوم الإثنين الماضي في فيينا، فيما انتهت الأطراف من وضع نص نهائي للتشاور بشأنه.

وكان الاتحاد الأوروبي في الاجتماع الأخير، وزع “النص النهائي” لإعادة إحياء الاتفاق النووي التاريخي، الذي يضمن لإيران تخفيفا للعقوبات مقابل فرض قيود صارمة على برنامجها النووي.

وقال جوزيف بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، على تويتر “ما يمكن التفاوض عليه تم التفاوض عليه وهو الآن في نص نهائي، ومع ذلك خلف كل قضية فنية وكل فقرة يكمن قرار سياسي يجب اتخاذه في عواصم الدول المعنية”.

من جهته، وذكر السفير الروسي في المفاوضات، ميخائيل يوليانوف، أن الأطراف “تحتاج الآن إلى تحديد ما إذا كانت المسودة مقبولة بالنسبة لها، وفي حال عدم وجود أي اعتراض، سيستأنف الاتفاق النووي”.

أما الخارجية الأميركية، فقالت إن “النص الذي طرحه الاتحاد الأوروبي هو الأساس الوحيد الممكن لإحياء الاتفاق النووي مع إيران المبرم عام 2015”.

وأضافت الخارجية الأميركية إن “الولايات المتحدة مستعدة للتوصل إلى اتفاق سريع على أساس مقترحات الاتحاد الأوروبي”، مضيفة أن “إيران قالت مرارا إنها مستعدة لإحياء الاتفاق النووي، لنرى ما إذا كانت أفعالهم تتسق مع أقوالهم”.

وفي هذا السياق، قالت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية “إرنا” إن كبير مفاوضي إيران علي باقري كان سيعود إلى طهران لفترة قصيرة لإجراء مشاورات.

كما كشف مسؤول كبير بوزارة الخارجية الإيرانية أن بلاده قدمت ردها المبدئي على نص الاتحاد الأوروبي، مضيفا “إيران ليست في مرحلة الحديث عن إتمام الصفقة”.

وأضاف المسؤول الإيراني، “قدمنا ردودا مبدئية على المقترحات التي قدمها الاتحاد الأوروبي، طهران ستنقل مقترحات ورؤى إضافية بعد مناقشات وافية في طهران”، مشيرا إلى أنه تم إحراز تقدم نسبي في عدد من القضايا في الجولة الأخيرة من المحادثات النووية في فيينا.

إقرأ:هل ينهي المقترح الأوروبي جمود الاتفاق النووي الإيراني؟

تنازلات لإيران

تقرير سابق لـ”الحل نت”، نقل عن صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، أن مسودة الاقتراح المقدم من الاتحاد الأوروبي، تنص على أن توافق إيران على معالجة مخاوف الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل دخول الاتفاقية حيز التنفيذ، قائلة إنه من المتوقع أن تجيب إيران على أسئلة الوكالة بهدف توضيحها.

وتعتبر مخاوف الوكالة الدولية للطاقة الذرية من امتلاك إيران لبرنامج سلاح ذرّي، نقطة خلاف رئيسية في المحادثات التي استمرت مؤخرا 16 شهرا لإحياء اتفاق عام 2015، الذي وضع قيودا على البرامج النووية الإيرانية مقابل تخفيف العقوبات.

ويقول النص إنه “إذا تعاونت طهران، فإن الولايات المتحدة والأطراف الأخرى في المحادثات ستحث مجلس الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية على إغلاق التحقيق”.

وقال فريق الاتحاد الأوروبي، الذي يرأس المحادثات ويتولى مسؤولية صياغة الاتفاقية، إن هذا هو النص النهائي الذي سيقدمه لإحياء الاتفاق النووي.

وبحسب الصحيفة، فإنه: “إذا وافقت جميع الأطراف في الاتفاقية: الولايات المتحدة وإيران وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا والصين، على النص المقترح، فسيضع ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية في موقف صعب، مع تنفيذ الاتفاق إلى حد كبير على تقييمها لتعاون طهران”.

وامتنع متحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن التعليق، فيما تعهد رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، بعدم التخلي عن التحقيق حتى تجيب إيران عن مصدر المواد النووية وأين هي الآن.

وحول الموقف الأميركي، نقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي قوله أن واشنطن تريد تسوية تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقال المسؤول: “الطريقة الوحيدة لحدوث ذلك هي أن تزود إيران الوكالة بالمعلومات التي تحتاج إليها. هذا هو موقفنا بغض النظر عما إذا كان معبرا عنه في نص تفاهم أو في مكان آخر”.

بينما صاغ الاتحاد الأوروبي الاقتراح لإدراج “حل وسط”، بشأن تحقيق الضمانات في نص الاتفاق النووي، فقد فعل ذلك بعلم الولايات المتحدة والأطراف الأوروبية الثلاثة في الاتفاق -فرنسا وألمانيا وبريطانيا- وفقا لأشخاص مطلعين على المحادثات.

قد يهمك:عام على استلام إبراهيم رئيسي السلطة في إيران.. مخاطر وتحديات

أوهام إيرانية

بحسب تقرير “الحل نت”، فإن بعد الجولة الأخيرة من المفاوضات، يبقى المصير المتوقع لمباحثات الاتفاق النووي مع إيران في ظل استمرار المماحكات الإيرانية، التي تعي أنها أمام فرصة أخيرة في الأيام القليلة المقبلة، إما إغلاق ملف المفاوضات أو تعليقه لأجل غير معلوم على أقل تقدير.

الصحفي الأفغاني، والمهتم بالشؤون الإيرانية، علي أخلاقي، قال في وقت سابق لـ”الحل نت”، إن النظام الإيراني وضع شروطا صارمة للتوصل إلى اتفاق نووي، و”يبدو أنهم يعيشون في عالم مواز، غافلين عن حقيقة ضعف إيران بعد سنوات من العزلة الاقتصادية الدولية”.

وأضاف أخلاقي، أنه في العالم الموازي الذي يوجد فيه العديد من قادة إيران، فإن الخلاف حول استئناف المحادثات وتكاليفها يقع في إيران وليس في الغرب، إذ إن رئيس “الحرس الثوري” الإيراني، حسين سلامي، المعارض لاتفاق مع الغرب، يصر على أن القوة الحقيقية لإيران تكمن في “إيمان الناس ووعيهم” و”القيادة الشجاعة” للمرشد الإيراني، علي خامنئي.

إقرأ:إيران.. احتجاجات شعبية واسعة ضد الغلاء والخامنئي

يذكر أن إيران أبرمت الاتفاق النووي عام 2015 مع الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين، وفي عام 2018، انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، ومنذ ذلك الوقت، توسعت طهران بشكل كبير في أنشطتها النووية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.