موسم التنزيلات للألبسة في سوريا تحوّل مؤخرا إلى سبب لتراشق الاتهامات بين الزبائن وأصحاب متاجر الألبسة، إذ إن أصحاب المتاجر تعرضوا مؤخرا لاتهامات بخداع الزبائن عبر حيلة “موسم التنزيلات”، إذ يرى البعض أن إعلان “موسم التنزيلات” في سوريا ما هو إلا خدعة لجلب المزيد من الزبائن إلى متاجر الألبسة، فما حكاية هذا الموسم، وهل هناك تخفيضات حقيقية في سوق الملابس السورية.

موسم التنزيلات له العديد من الفترات خلال أشهر العام، وحاليا تشهد الأسواق موسم التنزيلات على الألبسة الصيفية، في وقت يؤكد فيه أصحاب المتاجر أن الغلاء المستمر لأسعار الألبسة والانخفاض المستمر لقيمة العملة المحلية، يجعل الزبائن لا يشعرون بقيمة هذه التنزيلات عند الإعلان عنها، وذلك بسبب الارتفاع المستمر في تكاليف الإنتاج.

هذا الأمر أفقد قيمة فترات التنزيلات في سوريا، حيث نشرت صحيفة “تشرين” المحلية، أن “عروض التخفيضات واليافطات المعلّقة على واجهات محلات الألبسة والأحذية لم تعد مغرية ولا قادرة كما كانت سابقا، على جذب أنظار كثير من الزبائن المثقّلين أساسا بهموم معيشية، فباتت أخبارٌ كهذه التخفيضات خارج اهتماماتهم”.

مبيعات منخفضة

تقرير الصحيفة أكد أن حجم المبيعات خلال مواسم التخفيضات، لم يعد يحقق لأصحاب المتاجر أرقاما كما كانت في السابق، حيث كانت مواسم التنزيلات فرصة لبيع كل ما تبقى من بضاعة الموسم بسبب الأسعار المنخفضة، لكن هل فعلا هناك تخفيضات في الأسواق اليوم.

“هناك تخفيضات حقيقية وأخرى مجرد إعلان”، تقول غنوة الأحمد، وهي موظفة في شركة خاصة وتعيش في دمشق، مؤكدة أنه على متابعة لأسعار الألبسة الصيفية منذ بداية الصيف، حيث اعتادت على التّجول في الأسواق بشكل أسبوعي على أقل تقدير.

الأحمد أضافت في اتصال هاتفي مع “الحل نت”، “من متابعتي لأسعار السوق ومع الأخذ بعين الاعتبار فرق سعر الصرف، فإن هناك بعض المتاجر تعلن عن تخفيضات حقيقية فعلا، لكن قد يبدو الأمر لا يستحق هذا الجهد بالنسبة للبعض فالتخفيضات لا تتجاوز الـ 20 بالمئة ويجب عليك شراء الألبسة وتخزينها حتى العام المقبل، كذلك توجد متاجر تبالغ في إعلاناتها وتتحدث عن تخفيضات حتى 70 بالمئة مثلا ويكون ذلك غير حقيقي”.

بدوره أوضح رئيس دائرة الأسعار في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدرعا بسام الحافظ، أن المديرية تقوم بتسيير دوريات إلى الأسواق للتأكد من مدى التزام أصحاب المحلات بالتخفيضات المعلنة ونسبتها، من خلال القيام بالتدقيق بالفواتير والمقارنة بين هذه الأسعار وبين تلك التي كان يتم البيع بموجبها قبل موسم العروض، لافتا في تصريحات للصحيفة المحلية إلى أن موسم التخفيضات يستمر حتى منتصف شهر آذار، أي مع نهاية الموسمين الصيفي والشتوي.

بعض أصحاب المتاجر دافعوا عن فكرة “موسم التنزيلات” وأكدوا أن معظم الإعلانات تكون حقيقية، وذلك بسبب رغبة التجار بإنهاء بضاعة الموسم، وبالتالي فإن التخفيضات من صالحه، لكن الانهيار المتواصل لليرة السورية بين فترة البيع بدون تخفيضات، وفترة التنزيلات، تجعل البعض لا يشعر بمقدار التخفيض.

تقرير المنصة المحلية، نقل عن أصحاب المتاجر قولهم، إن السوق يعاني من ركودٍ وانخفاضٍ في المبيع  قبل وأثناء موسم التنزيلات، وارتفاع الأسعار في السوق نتيجة الكثير من المعوّقات التي تعوّق تدفق المواد إلى الأسواق، لافتينَ إلى أن “موسم التنزيلات” حقيقي ويقدّم تخفيضات حقيقية لذوي الدخل المحدود.

مع انحدار مستوى صناعة الألبسة في سوريا خلال السنوات الماضية، تشهد الأسواق السورية تراجعا تاريخيا في الإقبال على شراء الألبسة المصنوعة محليا، الأمر الذي يطرح التساؤلات حول مصدر الألبسة التي يشتريها عادة السوريون ويملأون بها خزانات الألبسة في منازلهم.

التجارة الإلكترونية، ساهمت بشكل كبير في انتشار الألبسة المستوردة، وقد شهدت البلاد خلال الفترة الماضية إقبالا واسعا على شراء الألبسة عبر الإنترنت، وذلك بسبب ما تقدّمه هذه الألبسة من جودة أفضل من تلك المصنوعة محليا، وبأسعار منافسة بحسب شهادات الأهالي.

تقرير لصحيفة “الوطن” المحلية، أشار إلى أن بيع الألبسة عبر الإنترنت لم يُعد يقتصر على البضائع الوطنية، وإنما وصل إلى الدول الأخرى المجاورة كتركيا والسعودية والإمارات وغيرها، حيث “استغل بعض السوريين وجود أقارب ومعارف لهم في الدول الأخرى لتسهيل التعامل مع مواقع التسوق الخارجية من ناحية الشحن والتسديد المصرفي”.

انتشار الألبسة الأجنبية

هذا الأمر أفضى إلى انتشار الألبسة الأجنبية في المحافظات السورية، خاصة وأنها تصل أحيانا إلى المستهلك بأسعار تعادل وأحيانا تقل عن أسعار البضاعة الوطنية وتفوقها بالجودة، وقد أكد تقرير الصحيفة أن الأسعار المخفّضة لهذه المنتجات تكون بسبب أنها قد يكون بها عيب بسيط في التصنيع، ولكن مع ذلك تبقى أعلى جودة من الألبسة المصنوعة محليا.

القائمون على عمليات البيع هذه، لا يحتاجون سوى لصفحة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، لعرض البضائع للزبائن، حيث تُعرض في الصفحة بضائع معروضة على أحد مواقع التسوق التركي مثلا، ثم يتم شحن الكميات التي يحجزها الزبائن إلى لبنان فسوريا.

خلال السنوات الماضية أصبحت أسواق “البالة” في كافة المدن السورية الأكثر اكتظاظا بالزبائن، وخاصة بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية التي عصفت بكافة الشرائح الاجتماعية، لكن حركة تلك الأسواق تراجعت مؤخرا بعد ارتفاع أسعار سلعها بشكل كبير جدا، نظرا لتأثّر كافة الأسواق بالعوامل الاقتصادية الأخيرة التي تشهدها سوريا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات