“الانقضاض على الأعداء”.. رشاوى “تحرير الشام” للمجتمع الدولي وآخرها مساعد البغدادي

“الانقضاض على الأعداء”.. رشاوى “تحرير الشام” للمجتمع الدولي وآخرها مساعد البغدادي

لم تدخر “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً)، أية محاولة من أجل إعادة إنتاج صورتها ورفع اسمها عن قائمة المنظمات الإرهابية حتى لو كان ذلك على حساب ايديولوجيتها التي اتبعتها منذ سنوات.

التحولات التي طرأت على الهيئة على مستوى الخطاب السياسي والتغييرات التكتيكية، وظهور الجولاني بزيٍ مخالفاً للصورة التي يظهر المجاهدين فيها، حوّل البوصلة إلى إمكانية الهيئة التخلي عن جميع أصول وقواعد الجماعات الجهادية المقاتلة من أجل الظفر بتقبّل القوى الفاعلة في المجتمع الدولي كما حصل مع حركة “طالبان” في أفغانستان.

مساعدة العراق في القبض على نائب أبو بكر البغدادي

تشير التسريبات التي حصل عليها موقع “الحل نت” من داخل “هيئة تحرير الشام”، إلى أنّ الأخيرة ساعدت وسطاء من إحدى الدول الإقليمية في الكشف عن مكان مسؤول التمويل في تنظيم “داعش” داخل مناطق سيطرتها في محافظة إدلب. 

العملية التي أعلنت عنها القوات العراقية، في القبض على سامي جاسم الجبوري، جاءت على إثر تعاون وثيق مع العراق ضد من تبقى من عناصر التنظيم الإرهابي في المنطقة.

وكشفت مصادر “الحل نت”، أنّ الجبوري فر إلى شمال غربي سوريا، واستقر في إدلب، فيما كانت “تحرير الشام” على علم بكافة تحركاته.

وأعلن العراق الاثنين الفائت، أن قواته الأمنية ألقت القبض على سامي جاسم، وهو مواطن عراقي، في ما وصفه بـ عملية خارج الحدود، ولم يعط تفاصيل حول مكان وزمان اعتقاله.

اقرأ أيضا: “هروب عناصر جهادية إلى تركيا”.. خفايا معركة “الشيشاني” مع “تحرير الشام”

مصالح سياسية فقط لتحقيق الاعتراف

مساعدة “تحرير الشام” لبعض الأجهزة الاستخبارية في المنطقة، يراها الباحث في شؤون التنظيمات الإسلامية، عباس شريفة، أنّها تحقق مصالح للهيئة على عدة مستويات.

فتعاون الهيئة مع القوى الدولية، وتقديم خدمات أمنية بهذا السياق يخدم مصالحها ليس فقط سياسياً، إنما لطمس الصورة النمطية الجهادية وأنها تساعد في محاربة الإرهاب.

ووفقا لحديث شريفة مع “الحل نت”، فإن التعاون بخصوص تنظيم “داعش” ينطلق من مبدأ تبادل الخصومة، وصراعها الوجودي مع هذه التنظيمات، ويأتي الاستثمار السياسي بالدرجة الثانية.

وكون اليوم “تحرير الشام” تريد أن تعطي صورة معتدلة عن نفسها، وأنها فصيل محلي ولم يعد لها أي ارتباطات دولية، فجاء هذا التعاون على طبق من ذهب.

ويؤكد شريفة، أنّه لو لم تكن “تحرير الشام” على علم بالإنزال الجوي، لما التزمت الصمت في مناطقها، وتعاملت معه بالحدث المفاجئ والخطر الأمني.

اقرأ المزيد: الحزب التركستاني وتحرير الشام.. صراع وجود أم مصالح حلفاء؟

تطور براغماتي لعلاقات تحرير الشام؟

تسعى الهيئة لفرض السيطرة العظمى على المناطق التي ضمن نفوذها، دون وجود أي معوقات ولو جدلية.

وبرز ذلك حينما قامت الهيئة في أكتوبر/تشرين الأول الفائت، بإنهاء وجود فصيلي “جند الله”، و”جنود الشام” في جبال التركمان بريف اللاذقية، بالرغم من مساندتهما لها في القضاء على فصائل في المعارضة السورية المسلحة سابقاً.

https://twitter.com/s2udFqewzZOZrQU/status/1408676610874687490?s=20

ويعتقد الباحث عباس شريفة، أن مصلحة الطرفين سواء بعض القوى في المجتمع الدولي أو “تحرير الشام” هي إبعاد المنافسين أو المناوئين ضمن إطار الجماعات الإرهابية ذات الخطر الدولي المهدد للأمن والسلم العالميين.

وتعتبر مناطق شمال غربي سوريا المعقل الرئيسي لـ”هيئة تحرير الشام”، التي تحارب ضد الحكومة السورية في دمشق، وتسعى لفرض نظامها الذي يصنف ضمن أشد التنظيمات الجهادية تطرفاً وراديكالية، رغم أن شهد انعطافة لم يُفصح عن أسبابها الخفية.

اقرأ المزيد: معارك يومية بين تحرير الشام وربطة الخبز والتبرير الليرة التركية

كيف تقلبت «تحرير الشام» على مدى 10 أعوام؟

ادعت الهيئة كثيراً أنّها لا تدعم ما يسمى «الجهاد العالمي»، وأنها لا ترتبط بتنظيم “القاعدة” الإرهابي بأي شكلٍ من الأشكال، بعد أن انسلخت عنه إعلامياً عام 2016، في محاولة منها لتطبيع العلاقات مع الدول الأجنبية، ولا سيما بعد ظهور قائدها الأزلي منذ تأسيسها “أبو محمد الجولاني” مع الصحافي الأميركي، مارتن سميث.

خلال أول  ظهور علني للجولاني في يوليو/تموز 2016، بدّل زعيم النصرة اسم الجماعة إلى “جبهة فتح الشام” مُعلنًا أنها لا تنتمي لأي مؤسسة خارجية، وفي ذات الوقت فك ارتباط جماعته عن “القاعدة”، بعد نحو ثلاث سنوات من القتال تحت رايته.

وخلال السنوات الأخيرة، تغيّرت سياسة “هيئة تحرير الشام” ضمن حملات إعلامية مكثفة ادعت انتقال الهيئة من التطرف إلى إعلان في مناسبات عديدة عن رغبة في الانفتاح التام على العالم الخارجي، والتواصل مع الدول الغربية.

غيّر الجولاني من لباسه وارتدى بدلة رسمية والتقى بالصحفيين الأجانب، ومهد للمنظمات والمؤسسات الإعلامية للدخول إلى معقله في إدلب وإجراء المقابلات معه ومع المواطنين في مناطق سيطرته، في خطوة رآها الشارع السوري أنّها تأتي ضمن مسعى “الجولاني” للحصول على تأهيل سياسي من الغرب، وإزالة اسم تنظيمه من قائمة الإرهاب الدولي.

قد يهمك: “تحرير الشام” تفرض هيمنتها على سوق المحروقات في الشمال السوري

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.