استعصاء المفاوضات النووية واستمرار قصف النفوذ الإيراني.. هل اقترب التصعيد العسكري ضد طهران؟

استعصاء المفاوضات النووية واستمرار قصف النفوذ الإيراني.. هل اقترب التصعيد العسكري ضد طهران؟

ضاعفت إسرائيل ضرباتها ضد المواقع الإيرانية المتواجدة في سوريا في الآونة الأخيرة، بالتزامن مع تصريحات لمسؤولين إسرائيليين بالتصدي للتوغل الإيراني في المنطقة مهما كلف الأمر.

وشملت الضربات الإسرائيلية مناطق مختلفة في العاصمة دمشق وريفها، ومحافظة دير الزور وحمص، وصولاً إلى الساحل السوري وريف اللاذقية ومينائها.

وتتزامن هذه الضربات مع مفاوضات فيينا من أجل البرنامج النووي الإيراني، والذي تسعى إيران من خلالها إلى دخولها ضمن الدول التي تمتلك سلاحا نوويا.

اقرأ أيضا: مماطلة إيرانية في المفاوضات النووية.. طهران تتلاعب بالدول المُفاوِضة

لا علاقة للضربات الإسرائيلية بالمفاوضات النووية

الباحث السوري والمتخصص في الشأن الإيراني، ضياء قدور، قال لـ “الحل نت”، إنه لا يعتقد أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة متعلقة بشكل أساسي بالمفاوضات النووية، لأن المباحثات تجري على قدم وساق.

وأشار قدور، إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن مستعدة لتوقيع اتفاق نووي تحت أي ثمن دون مراعاة السياسة الإقليمية العدائية مع إيران، من أجل تحقيق مكسب وهو النجاح بتوقيع الاتفاق، على حد قول قدور.

وأوضح قدور، أن الضربات الإسرائيلية جاء ردا على إعادة استخدام إيران  للطريق البحري في نقل الأسلحة، بعد أن فشلت أغلب جهودها في إعاقة نقل إيران للسلاح.

وأضاف قدور، أن الغارات الإسرائيلية  الجديدة على مدينة اللاذقية، مرتبطة أكثر بالأمن القومي الإسرائيلي  وخاصة مع وجود زخم ايراني مستمر لنقل الأسلحة والمعدات الدقيقة واللوجستيات الحساسة لمليشياتها في سوريا.

وهذا ما أدى لإثارة قلق إسرائيل بشكل كبير، لا سيما بعد أن قامت إيران بإطلاق مجموعة صواريخ  متوسطة المدى على مجسم يشبه مفاعل “ديمونة”، وفسر قدور، أن هذه رسالة لإسرائيل أنها إيران سترد على الضربات الإسرائيلية من مواقعها في سوريا والعراق.

ويرى قدور، أن انتشار مجموعة الأسلحة الدقيقة بين أيدي ميليشيات إيران يفتح الخيرات واسعا أمامها، للرد على أي ضربة إسرائيلية محتملة في المستقبل.

إسرائيل تتوعد إيران

وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد،  الاثنين 27 من كانون الأول/ ديسمبر، أن إسرائيل لن تسمح لإيران بأن تصبح “دولة عتبة نووية”.

وجاءت تصريحات لابيد، خلال اجتماع لجنة الأمن والخارجية في “الكنيست”، وقال إن إسرائيل “تفضّل العمل في تعاون دولي، لكن إذا لزم الأمر، سنتصرف بمفردنا”، مشيرا إلى الخيار العسكري، وفق ما نقلته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.

قال رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية، أفيف كوخافي، اليوم 29 كانون الأول/ ديسمبر، إن هجمات الجيش الإسرائيلي في سوريا ازدادت بمقدار الثلث خلال عام 2021 مقارنة بالعامين السابقين.

وأشار التقييم السنوي للجيش الإسرائيلي، إلى أنه نفذ خلال 2021 ما مجموعه آلاف الهجمات على أهداف مختلفة في الشرق الأوسط، بحسب صحيفة “معاريف” المقربة من الجيش.

وجرى أمس 28 كانون الأول/ ديسمبر، اجتماعا عسكريا ضم كبار القادة العسكريين، من بينهم وزير الدفاع، بيني غانتس، وكوخافي، وقائد سلاح الجو، عميكام نوركين، وقائد الغرفة الثالثة (دائرة إيران)، طال كالمان، يتعلق بتقييم نشاط العمليات العسكرية خلال عام 2021 قبل أيام معدودة على انتهائه.

النفوذ الإيراني بين أمريكا وإسرائيل

وفي دراسة نشرها “معهد السياسة والاستراتيجية” تحدث من خلالها عن المفاوضات النووية والسياسة الأمريكية والإسرائيلية تجاه النفوذ الإيراني في المنطقة.

وأشار المعهد، إلى أنه على إسرائيل أن تقلص الخطاب العلني في موضوع المعركة ضد النووي الإيراني من جانب المسؤولين في “إسرائيل”؛ لأن التسريبات تضعضع الثقة الأمريكية، وتمس بالموقف الإسرائيلي، وبقدرة تأثيره على سياق اتخاذ القرارات في واشنطن”. 

وأضاف المعهد، أن  الموقف الإسرائيلي يعارض القناة الدبلوماسية التي يعتبرها “ابتزازا نوويا” إيرانيا، ويدعو واشنطن لتشديد العقوبات والاستعداد لممارسة الخيار العسكري. 

وتخشى إسرائيل من اتفاق انتقالي يتحقق في فيينا، ثم تُجمد في إطاره أجزاء من البرنامج النووي مقابل تجنيد جزء من العقوبات، وتتخوف من عودة الاقتراح إلى طاولة المفاوضات، لذلك يكرر المسؤولون الإسرائيليون الرسالة بأن “إسرائيل” تستعد لعملية عسكرية مستقلة وقت الحاجة، وأن “إسرائيل” لن تقبل واقعاً من النووي الإيراني، حسب ترجمة الدراسة التي نشرتها صحيفة “الخنادق”.

اقرأ أيضاً: هل ستتنازل واشنطن وطهران عن شروطهما الأساسية للتوصل لاتفاق؟

هل تتأثر العلاقات الأمريكية الإسرائيلية؟

الباحث في المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، محمد خيري قال لـ “الحل نت” في وقت سابق، إنه يستبعد أن تسوء العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، ولكنه نوه إلى أنه بالنظر إلى طبيعة الخلافات سنجد أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول الوصول إلى اتفاق مع إيران.

وأشار خيري، إلى أن إسرائيل لديها تحفظ يتعلق بضرورة النظر في التخوفات الإسرائيلية حيال الدور الإيراني في الإقليم والمنظومة الباليستية وهما الأمران اللذان ترفض إيران إدراجهما للاتفاق الجديد.

وأردف خيري، أنه حتى الآن لم تتمخض عن الجلسات السبع المنتهية بين إيران ومجموعة 4+1 أي اتفاقات نهائية أو شبه نهائية، مبيناً، أن الولايات المتحدة ستراعي أمن إسرائيل خلال المفاوضات.

ويرى خيري، أن ما يشير لوجود خلاف يتمثل في ضغوط إسرائيلية على واشنطن للخروج باتفاق صارم يحد من نشاط إيران، بينما يحاول فريق التفاوض التأكيد على تلك الثوابت لكن إيران ترفض وهو ما يخيف إسرائيل ويجعلها تهدد يوميًا بضرب قدرات إيران النووية، على حد قوله.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.