يبدو أن زيارة ماكرون لروسيا ستكون ذات منحى جديد في إطار حل الأزمة الأوكرانية، رغم غياب أي أفق حالي لاستبعاد احتمالات التصادم العسكري المحتمل، وذلك في ظل حشد روسيا 70 بالمئة من القوات العسكرية اللازمة لغزو واسع النطاق على الحدود الأوكرانية مؤخرا.

هل ينجح ماكرون بسحب فتيل التصعيد الروسي؟

اجتمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم أمس الاثنين مع نظيره فلاديمير بوتين في العاصمة الروسية موسكو، بهدف حل الأزمة الأمنية بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا، وذلك ضمن بداية أسبوع من المساعي الدبلوماسية الأوروبية المكثفة.

وقال ماكرون خلال الاجتماع مع بوتين الذي استغرق خمس ساعات، بحسب التلفزيون الروسي، إنه يأمل في “تخفيف حدة توتر” الأزمة بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا، ونوه إلى أن الوضع الحالي في أوروبا “حساس” ويستدعي أن يكون الجميع “مسؤولين للغاية”.


بينما قال الرئيس الروسي بوتين، خلال الاجتماع أن لدى موسكو وباريس “مخاوف مشتركة بشأن الأمن في أوروبا” كما أن موسكو تقدر جهود فرنسا من أجل إيجاد حل “لأزمة أوكرانيا”.

وفي حديثه لـ “الحل نت”، يرى الباحث المتخصص في العلوم السياسية الدكتور سامح مهدي، أن الازمة الأوكرانية تكشف عن نزاعات واستقطابات جمة بين القوى الدولية والإقليمية، حيث إن باريس تحاول والقوى الأوروبية وقف التصعيد الخشن لضرورات اقتصادية متفاوتة تتمثل في ما يخص الغاز الذي تحصل أوروبا منه على كمية تصل لنحو 40 بالمئة.

وبحسب مهدي، فإن باريس ستكون طرف وازن والقوى الغربية لمحاولة منع التصعيد والغزو العسكري فضلا عن توظيف الصراع لحسابات الاستقطاب بين موسكو وواشنطن.

للقراءة أو الاستماع: سوريون في أوكرانيا برعاية “فاغنر” الروسية

ما تأثير العلاقة الفرنسية الروسية؟

وتوقع “الكرملين”، بحسب المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف، أن ماكرون يسعى إلى الحصول على تعهدات من بوتين بتقليل التوترات، ونوه بيسكوف إلى “الموقف معقد جدا لدرجة لا تسمح بانتظار تقدم حاسم في اجتماع واحد”.
وبحسب وسائل الإعلام، قال ماكرون إن “خفض التصعيد يبدأ بالمناقشة وهذا ما نسعى إليه”، وأضاف أنه يريد “تجنب نشوب حرب، والشروع ببناء استجابة مفيدة جماعيا لروسيا ولسائر أوروبا”.

وأردف ماكرون لصحيفة “جورنال دو ديمانش” الفرنسية إن هدف روسيا “ليس أوكرانيا، بل توضيح القواعد مع الناتو والاتحاد الأوروبي”، مؤكدا أنه حصل منه، على تأكيد “بعدم حصول تدهور أو تصعيد” في الأزمة بين روسيا والغرب حول أوكرانيا كذلك، قال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في واشنطن الإثنين إن أوروبا تعيش “اللحظة الأكثر خطورة” على أمنها منذ انتهاء الحرب الباردة.

في حين أن الرئيس الروسي، بوتين، وصف المحادثات مع ماكرون بأنها “جيدة”، وقال إن بعض أفكار الرئيس الفرنسي بشأن الأمن الأوروبي واقعي، مشيرا إلى أنها قد تكون أساسا لخطوات مشتركة أخرى في الأيام القادمة.

وبالعودة إلى الدكتور سامح مهدي، فإنه يتحدث حول سير العلاقة، بأن “ماكرون ربما هو الطرف الذي يلعب بدور جيد في حل مسألة الأمن الأوروبي، حيث أنه سيتواصل مع أطراف الأزمة في الأيام القادمة لمحاولة التهدئة وخفض التصعيد، خاصة وقد أعلن أنه حصل على ضمانات أمنية ملموسة، وهذا أمر يعكس تقدما لافتا، خاصة أنه سيواصل الأمر ذاته مع حكومة كييف”.

ويردف مهدي، حول مستقبل علاقات البلدين، أن “سياسة موسكو الخارجية هي سياسة تكتيكية، تقوم على التحالفات المؤقتة وتعمل على سياسة ملء الفراغ، ولا تعتمد على تحالفات استراتيجية”.

بحسب مراقبين، فإن روسيا تقوم على التحرك وسط جملة التناقضات الإقليمية، وتتحرك داخل مساحات مختلفة من الصراع وتتنقل بالدرجة التي تحقق مصالحها ولو على حساب استقرار المنطقة وأمنها.

للقراءة أو الاستماع: سفن روسية في طرطوس.. مخطط جديد لموسكو؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.