منذ إحكام “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقا)، سيطرتها العسكرية والأمنية، على محافظة إدلب وريف حلب وحماة الغربي، باتت تسعى لتأمين مواردها المالية، إضافة لمنع تقدم جهات أخرى، قد من الممكن أن تأثر على هيكلية دولة الجولاني.

ومع مرور الوقت أصبحت المعابر الداخلية والخارجية في إدلب، من أبرز مصادر التمويل لـ “هيئة تحرير الشام”، بسبب فرض الضرائب و الإتاوات المالية، على البضائع الصادرة والواردة إلى مناطق سيطرتها.

معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا

يعد معبر “باب الهوى” المنفذ الوحيد الواصل بين محافظة إدلب وتركيا، حيث أحكمت تحرير الشام سيطرتها العسكرية، عليه بعد معارك مع “حركة أحرار الشام” عام 2018.

مصادر خاصة لـ “الحل نت” قالت، إن أكثر من 10 مليون دولار أمريكي هي عوائد “تحرير الشام” و “حكومة الإنقاذ” من معبر “باب الهوى” شهريا، حيث تقسم تلك المبالغ على الجناح العسكري لـ “الهيئة”، والخدمات المدنية القليلة التي تقدمها “الإنقاذ”.

وأضاف المصادر، أن من أبرز المواد التي تعمل إدارة معبر باب الهوى على فرض الإتاوات عليها، هي السيارات الأوربية، والمحروقات الأوربية، وكافة المواد الغذائية المستوردة، إضافة لمادة قشر الفستق المخصص للتدفئة ومواد البناء.

للقراءة أو الاستماع: ملف الجهاديين الأجانب بإدلب: ضعف أمني أم تواطؤ من قبل “الأمير الكبير”؟

معبر “الغزاوية” غربي حلب

في عام 2019، شنت “تحرير الشام” معارك عسكرية مع “حركة نور الدين الزنكي” التي كانت تسيطر على مناطق ريف حلب الغربي، لتعمل في العام نفسه على انشاء معبر يفصل مناطق سيطرة “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا في ريف حلب الشمالي، ومناطق سيطرتها في إدلب وغربي حلب.

وبحسب مصادر محلية لموقع “الحل من” خصصت “الهيئة” معبر الغزاوية للتجارة وألزمت جميع التجار الذين كانوا يعملون على نقل بضائعهم من وإلى محافظة إدلب، بسلوك معبر “الغزاوية”.

وحددت الهيئة قيمة الضرائب المالية المفروضة على المواد الصادرة والدخلة، بنسبة 30 بالمئة، عن طل طن من البضائع يدخل أو يخرج وفق المصادر ذاتها.

في حين تعد أبرز المواد التي تفرض “تحرير الشام” الضرائب المالية هي، الداخان ومستلزمات الأركيلة، الألبسة التجارية محلية الصنع، مواد البناء محلية الصنع، إضافة لزيت الزيتون، والأدوات المنزلية الخفيفة والمتوسطة، والمحروقات التي تنتج في منطقة أعزاز برف حلب .

للقراءة أو الاستماع: “هيئة تحرير الشام”: سعي حثيث للسيطرة التامة على إدلب

معبر “دير بلوط” شمال إدلب

بعد أن عملت “تحرير الشام” على تخصيص معبر “الغزاوية” للحركة التجارية بين مناطق سيطرتها ومواقع سيطرة “الجيش الوطني”، افتتحت معبر “دير بلوط” في منطقة إطمة شمال إدلب حيث خصص المعبر فقط لعملية تنقل المدنيين دون السماح للحركة التجارية بالمرور منه.

ونشرت “تحرير الشام” عناصر أمنية وأخرى أسمتهم بحرس الحدود، في الأراضي والطرق الزراعية القريبة من المعبر، بهدف منع عملية ما تسميه تهريب المواد من عفرين إلى إدلب.

وفي 2 من نوفمبر 2017، شكلت “هيئة تحرير الشام “حكومة الإنقاذ” من 11 حقيبة وزارية برئاسة محمد الشيخ حينها، وضمت وزارات الداخلية، والعدل، والأوقاف، والتعليم العالي، والتربية والتعليم، والصحة، والزراعة، والاقتصاد، والشؤون الاجتماعية والمهجرين، والإسكان والإعمار، والإدارة المحلية.

وتسيطر “الإنقاذ” على مفاصل الحياة في محافظة إدلب، وفرضت العشرات من القرارات، ومن أهمها تلك التي تأتي على المدنيين بدفع رسوم وإتاوات، إضافة لتحكمها بسوق المحروقات والكهرباء، عبر شركات رديفة كشركة “وتد”.

للقراءة أو الاستماع: إدلب: مصادرة 400 منزل لمصلحة “تحرير الشام”

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.